لا يزال السيناريو الكارثي مستمرًّا

عام على الهروب الأمريكي الكبير من أفغانستان

الأحد ١٤ أغسطس ٢٠٢٢ الساعة ١١:٥٢ مساءً
عام على الهروب الأمريكي الكبير من أفغانستان
المواطن- ترجمة: منة الله أشرف

عندما استولت طالبان على كابول في 15 أغسطس 2021، وسط انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، كان ذلك إيذانًا بنهاية عقدين من الحرب التي قتلت عشرات الآلاف من الأفغان على أراضيهم.

وبعد مرور عام، لا يزال السيناريو الكارثي مستمرًّا على عدة أصعدة، فمع فقر البلاد وعزلتها عن المسرح العالمي في ظل قيادتها الجديدة، تغيرت حياة الأفغان العاديين إلى الأسوأ إلى حد كبير.

عام على الهروب الأمريكي الكبير من أفغانستان

وخلال فترة ولايتهم الأولى في السلطة، من عام 1996 حتى أواخر عام 2001، فرضت طالبان قوانين صارمة مع عقوبات وإعدامات علنية وحشية، وتم إقصاء النساء والفتيات من الحياة العامة، ومنعهن من العمل أو تلقي التعليم وحتى منعهن من مغادرة المنزل تقريبًا.

وبعد الغزو الأمريكي أطاحت واشنطن بحركة طالبان من السلطة، وعلى مدار 20 عامًا وقع المئات من الضحايا لكن في المقابل أحرزت أفغانستان تقدمًا مع ظهور وسائل إعلام مستقلة وارتياد عدد متزايد من الفتيات إلى المدارس والجامعات، من جهة أخرى، فإنه في العديد من المناطق خارج المدن الكبرى، لم يعرف الأفغان سوى الحرب، مما حرمهم من العديد من مشاريع التنمية.

عام على الهروب الأمريكي:

الآن، بعد مرور عام على الانسحاب الأمريكي، عادت أفغانستان لسيرتها القديمة في التسعينيات، ويشهد الاقتصاد الأفغاني المعتمد على المساعدات حالة من السقوط الحر منذ عودة طالبان إلى السلطة، وتم تعليق مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية، وتم تجميد حوالي 9.5 مليار دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني المتوقفة في الخارج.

ومع تعليق المساعدات وشلل النظام المالي، تقول الأمم المتحدة: إن أفغانستان تواجه كارثة إنسانية، فهناك حوالي 20% من السكان البالغ عددهم 38 مليون نسمة على شفا المجاعة بالفعل.

ويقدر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن نحو 70% من الأسر الأفغانية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية.

عام على الهروب الأمريكي الكبير من أفغانستان (1)

الجدول الزمني بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان:

  • 15 أغسطس 2021: استولت طالبان على كابول.
  • 30 أغسطس: غادر آخر جندي أمريكي مطار كابول بعد إجلاء أكثر من 120 ألف شخص خلال 17 يومًا.
  • سبتمبر: تم الكشف عن حكومة مؤقتة جديدة، وأعادت طالبان جنودهم المخيفة للشوارع.
  • أكتوبر: قُتل أكثر من 120 شخصًا في تفجيرين تبنت داعش مسؤوليتهما عن مساجد في قندهار وقندز.
  • يناير 2022: غرقت أفغانستان في أزمة اقتصادية وإنسانية عميقة بعد حرمانها من المساعدات.
  • مارس: طالبان تمنع الفتيات في المدارس الثانوية من العودة إلى الفصل، مع إلزام موظفي الحكومة على إطلاق اللحى.
  • مايو: فرض الحجاب على النساء والفتيات وتغطية وجوههن في الأماكن العامة وحظر قيامهن برحلات طويلة بمفردهن.
  • يونيو: مقتل أكثر من 1000 شخص وتشريد الآلاف في زلزال هائل.
  • أغسطس: الولايات المتحدة تعلن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة بطائرة مسيرة استهدفت مخبأه في كابول.

وبحسب صحيفة The New York Times فإن الكارثة التي تلوح في الأفق ليست فقط في مستويات الفقر المروعة، ولكنها أيضًا تتلخص في فقد الأمل والفرص، حيث يفر عشرات الآلاف من الأفغان من الفوضى منذ أغسطس الماضي، فالأطباء والمهندسون والأساتذة والخبراء يغادرون، ولا أمل في مستقبل أفضل.

عام على الهروب الأمريكي الكبير من أفغانستان (1)