القضية تعود لأكثر من خمس سنوات

أبناء العطوي يعفون عن قاتل شقيقهم تنفيذًا لوصية والدهم

الجمعة ٢ سبتمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٥٢ مساءً
أبناء العطوي يعفون عن قاتل شقيقهم تنفيذًا لوصية والدهم
المواطن - أحمد العطوي - تبوك

ضرب أبناء سلامة هويمل السعر الربيلي العطوي – يرحمه الله – أروع الأمثلة في تنفيذ وصية والدهم بالعفو عن قاتل شقيقهم.

وفي التفاصيل كما رواها الوكيل الشرعي لأهل المجني عليه عبدالله سليمان العطوي لـ”المواطن“، حيث قال إن القضية تعود لأكثر من خمس سنوات مضت حينما حدثت مشاجرة بين الجاني والمجني عليه أدت إلى وفاته يرحمه الله.

وبعد صدور الحكم كان والد المقتول مُصرًا على تنفيذ حكم الشرع بالقصاص من الجاني يزيد بن صالح بالرغم من العروض والجاهات من ذوي القاتل إلا أنه كان مُصرًا على تنفيذ الحد الشرعي.

وصية الوالد

وأضاف الوكيل الشرعي: في ثاني أيام عيد الفطر المبارك الماضي أتيت لزيارة والد المجني عليه في المنزل بحكم القرابة التي تربطنا وأخبرني بأن قلبه يدله على العفو والصفح لوجه الله عن القاتل وطلب مني ومن أبنائه الرد على هذا الأمر فما كان منا جميعًا إلا موافقة رأيه عدا أحد أبنائه الذي تمسك برغبته بالقصاص من الجاني.

وأضاف: أخبرني والد المجني عليه – يرحمه الله – بأن نتمهل قليلًا حتى يتم إقناع الابن الذي كان مصرًا على القصاص ولكن القدر لم يمهله كثيرًا وانتقل والداهم إلى رحمة الله، وفي أول أيام العزاء تكلمت مع أبنائه جميعًا بوصية والدهم بالتنازل ولكن أحدهم كان مصرًا على القصاص وفي كل فترة كنا نتكلم معه ولازال مصرًا على رأيه.

وفي الأسبوع الماضي كنت متواجدًا خارج المملكة وأتاني اتصال من أحد ذوي المجني عليه يزف لي بشرى موافقة شقيقهم على التنازل لوجه الله لينضم مع أشقائه الآخرين الراغبين في التنازل، وكان لهذا الخبر وقع جميل ولكنني أخبرتهم بعدم ضرورة نشر الخبر حتى يتم توثيقه رسميًا في المحكمة، ولله الحمد تم توثيقه وتسجيل التنازل شرعًا تنفيذًا لوصية والد المجني عليه يرحمه الله.

وقال: أتانا ذوو الجاني بعد التنازل في زيارة شكر ومودة بين أفراد قبيلة بني عطية، وأكدوا بأن ما قاموا به لوجه الله سبحانه وتنفيذًا لوصية والدهم يرحمه الله.

استقبال أمير تبوك لأبناء العطوي

واختتم العطوي حديثه قائلًا: تم استدعاؤنا من قبل الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك الذي ثمن سموه لأشقاء الفقيد موقفهم الإنساني النبيل قائلًا: “باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – ننقل لكم التهنئة قبل كل شيء على هذا الموقف النبيل، ونحن جميعًا أسرة واحدة، وهو ابننا مثلما هو ابنكم، مؤكدًا سموه أن هذه الأعمال هي ديدن هذه البلاد منذ أن أسست وهي على دين الإسلام والتسامح، وهذا أمر تنالون فيه الأجر العظيم بالدنيا، وتنالون فيه الأجر – بمشيئة الله – في الآخرة، ويجب أن تفخروا وتفاخروا به، ونحن أيضًا نفخر به.

من جانبه أعرب أشقاء الفقيد عن شكرهم وتقديرهم لسمو أمير تبوك على اهتمامه بشؤون أهالي المنطقة، راجين من المولى عز وجل أن يتقبل منهم هذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم.