تعليم مكة يعتمد تطبيق الدوام الشتوي في المدارس ابتداءً من الأحد                                                        
                                                         الرحى من أقدم الآلات في السعودية لطحن الحبوب فماذا تعرف عنها؟
                                                                                                            
                                                            الرحى من أقدم الآلات في السعودية لطحن الحبوب فماذا تعرف عنها؟                                                         
                                                         مواقف الرياض تُفعّل المواقف المُدارة المجانية في حي العليا الغربي
                                                                                                            
                                                            مواقف الرياض تُفعّل المواقف المُدارة المجانية في حي العليا الغربي                                                        
                                                         ما الإجراء المتبع حال فقدان الهوية الوطنية ثم العثور عليها؟
                                                                                                            
                                                            ما الإجراء المتبع حال فقدان الهوية الوطنية ثم العثور عليها؟                                                        
                                                         إحباط محاولة تهريب أكثر من 5.3 مليون حبة كبتاجون مُخبأة في إرسالية فحم بميناء الملك عبدالعزيز
                                                                                                            
                                                            إحباط محاولة تهريب أكثر من 5.3 مليون حبة كبتاجون مُخبأة في إرسالية فحم بميناء الملك عبدالعزيز                                                        
                                                         خطيب المسجد النبوي: المؤثر الحقيقي من ينفع الناس بعلمه وأخلاقه لا من يطلب الشهرة وعدد المتابعين
                                                                                                            
                                                            خطيب المسجد النبوي: المؤثر الحقيقي من ينفع الناس بعلمه وأخلاقه لا من يطلب الشهرة وعدد المتابعين                                                        
                                                         خطيب المسجد الحرام: لا يجوز تعظيم قبور الصالحين والطواف حولها أو الاستغاثة بأصحابها
                                                                                                            
                                                            خطيب المسجد الحرام: لا يجوز تعظيم قبور الصالحين والطواف حولها أو الاستغاثة بأصحابها                                                        
                                                         ضبط مخالفين أشعلوا النار في غير الأماكن المخصصة لها بالشرقية
                                                                                                            
                                                            ضبط مخالفين أشعلوا النار في غير الأماكن المخصصة لها بالشرقية                                                        
                                                         السعودية تفوز برئاسة منظمة الإنتوساي لعام 2031
                                                                                                            
                                                            السعودية تفوز برئاسة منظمة الإنتوساي لعام 2031                                                        
                                                         توضيح من سكني بشأن آلية الإعلان عن مخططات الأراضي الجديدة
                                                                                                            
                                                            توضيح من سكني بشأن آلية الإعلان عن مخططات الأراضي الجديدة                                                        
                                                         
                                                                                                    
 
                        أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بتقوى اللَّه تعالَى فِي السِّرّ وَالْعَلن، والعسر واليسر، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “ابتلى الله سبحانه نبيه أيوب عليه السلام، في نفسه وماله وأبنائه، ولم يبق له من عافية بدنه، إلا قلبَه ولسانَه، وهو صابر محتسب، لا يفتأ عن ذكر ربه المجيب، ومكث في مرضه ثمان عشرة سنة، حتى عافه الجليس، وأَوْحَشَ منه الأنيس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجه، فكانت ترعى له حقه، وتحفظ قديم إحسانه، وهي صابرة محتسبة، مع ما حل بها من فراق المال والولد، وضيق ذات اليد، وغدا بلاء أيوب عليه السلام، سلوى لكل صابر مدكر، وعابد معتبِر، والله قد يبتلي عبده الصالح، من غير هوان به عليه؛ ولكن ليبلغ بصبره واحتسابه، منزلة في الجنة أعدها الله له، وفي مسند الإمام أحمد، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»، ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (42) وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾.
وأضاف : إن الصبر من فضائل الأعمال، وأجل أخلاق الكرام، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان: صبر وشكر، ولأهمية الصبر وعُلُوِّ منزلته، جاء بيان فضله في القرآن الكريم، في أكثر من تسعين موضعاً، يقرنه سبحانه تارة بالصلاة: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾، وبحبه تارة: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾، والفوز بمعيته الخاصة تارة: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، ويوجب سبحانه للصابرين أجرهم بغير حساب: ﴿إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾، ولقد خص الله تعالى الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، وحسبُك قوله جل جلاله: ﴿وَبَشّرِ الصّابِرينَ * الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ﴾، فالصبر خَيْرٌ كُلُّهُ: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾، وكم من صابر على البلاء، رحل بلاؤه، وبقي له حب الله ومعيته، ولربما بقي البلاء، حتى فارق المرء الدنيا، فينال الفوز يوم القيامة، بجنة عرضها السموات والأرض، حتى أن أهل العافية، يتمنون أنهم أصيبوا في الدنيا، لما يرون ما أعد الله للصابرين من النعيم، ففي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ)) ، ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
وأكد أن الصبر زاد المسلم في كل أمر من أمور حياته، وكل مرحلة من مراحل إنجازاته، وكلما كان العبد صابراً، وصل بإذن الله لمراده، فالصبار: هو الذي يعود نفسه الهجوم على المكاره، فيجاهد نفسه على الصبر لبلوغ هدفه، فيقدم ماله وجهده ووقته، ليبلغ غايته، فمحبة موسى عليه السلام للعلم، قادته لأن يقول: ﴿لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾، أي: أسير زمناً طويلاً، فمضى في طريقه حتى قال: ﴿لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هَذَا نَصَباً﴾، ولما وجد الخضر عليه السلام، لم يعده بأن يكون صابراً لتلقي العلم عنه فحسب، بل ومطيعاً لأوامره: ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾.
وبين الدكتور المعيقلي أن الصبر دين الأصفياء، وخلق الأنبياء، وزادُهم في عبادة ربهم، وبلاغ رسالتهم، ولذا جاء نداءُ الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، أن يقتديَ بصبر أولي العزم منهم، فقال جل جلاله: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ﴾، فامتثل صلى الله عليه وسلم لأمر ربه، فكان يقتدي بهديهم، ويتصبر بذكر سيرهم، حتى فاق بصبره من كان قبله، وسيرة رسولنا الكريم، صلوات ربي وسلامه عليه، شاهدة بالعناء والتعب، وأطوار من المشقة والنصب، سواء في مكة أو المدينة، من تكذيب قومه له، واتهامه بالكهانة والسحر، والجنون والشعر، واستهزؤوا به وسخروا، وهمزوا ولمزوا، وناصبوه العداء، وآذوه أشد الإيذاء، فطرحوا الشوك في طريقه، وسلا الجزور على ظهره، وحاصروه في الشِّعب ثلاث سنين، لقي فيها البأس والجوع والشدة، بل وقد تآمروا على قتله، ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ﴾ .
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله؛ أسوة بإمام المتقين، وطمعًا فيما أعده الله تعالى للصابرين: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾.
وأبان أن الصبر من أركان الإيمان، وطريق إلى رضى الرحمن، فالصَّبر من الدين، بمنزلة الرأس من الجسد؛ فلا إيمان لِمن لا صبر له، فلذا أكَّد الرب في طلبِه، وجعله من عزم الأمور، ورتَّب عليه مزيد حبِّه، ووعد مَن اتصف به عظيم الأجور، فأهل الصبر: هم أهل العزائم والهمم العالية: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى مَا أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، وأهل الصبر: هم أهل التفكر والتدبر، والانتفاع بالآيات والعبر: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾. والإمامة في الدين، لا تنال إلا بالصبر واليقين: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾،بل سعادة الدنيا والآخرة، لا تكون إلا بالصبر واليقين، قال ابن القيم رحمه الله: “وَجمع سُبْحَانَهُ بَين الصَّبْر وَالْيَقِين، إِذْ هما سَعَادَة العَبْد، وفقدهما يفقده سعادته، فَإِن الْقلب تطرقه طوارق الشَّهَوَات الْمُخَالفَة لأمر الله، وطوارق الشُّبُهَات الْمُخَالفَة لخبره، فبالصبر يدْفع الشَّهَوَات، وباليقين يدْفع الشُّبُهَات، فَإِن الشَّهْوَة والشبهة، مضادتان للدّين من كل وَجه، فَلَا ينجو من عَذَاب الله، إِلَّا من دفع شهواته بِالصبرِ، وشبهاته بِالْيَقِينِ”.
وختم إمام وخطيب المسجد الحرام خطبته موضحاً أن مما يعين على الصبر، التحلي به لوجه الله، ولأجل احتساب ثوابه، وتحقيق مرضاته، ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾، ﴿وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ﴾، فمن صبر بالله، هان صبره، وخف بلاؤه، وجمل الله أيامه، وأحسن عاقبته، وأعانه على طاعته، وصرفه عن معصيته، ومما يعين على الصبر، حثّ النفس وأطرها، وإلزامها بمجالسة الصالحين، ومصاحبة الأخيار المتقين، فالله جل جلاله يقول لنبيه: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾، ومن تذكر بأن الدنيا عمرها قصير، ومتاعها حقير، وإنما هي ساعة من نهار، كما ذكر ذلك العزيز الجبار، قضى هذه الساعة في الصبر، فغزوة تبوك، أمضى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، خمسين يومًا في مشقة وعسر، حتى قِيلَ لِلفاروق رضي الله عنه: حَدِّثْنَا مِنْ شَأْنِ الْعُسْرَةِ، قَالَ: “خَرَجْنَا إِلَى تَبُوكَ، فِي قَيْظٍ شَدِيدٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، أَصَابَنَا فِيهِ عَطَشٌ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ رِقَابَنَا سَتَنْقَطِعُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْحَرُ بَعِيرَهُ، فَيَعْصِرُ فَرْثَهُ فَيَشْرَبُهُ، وَيَجْعَلُ مَا بَقِيَ عَلَى كَبِدِهِ”، ومع ذلك سمى الله تعالى تلك الغزوة، بساعة العسرة، قال الإمام البقاعي رحمه الله: “وسماها ساعة: تهويناً لأوقات الكروب، وتشجيعاً على مواقعة المكاره، فإن أمدها يسير، وأجرها عظيم خطير، فكانت حالهم باتباعه في هذه الغزوة، أكمل من حالهم قبلها”.