العشّة الجازانية.. دفءُ البساطة وعراقةُ المكان                                                        
                                                         FBI تحبط هجومًا إرهابيًا محتملًا في ميشيغان
                                                                                                            
                                                            FBI تحبط هجومًا إرهابيًا محتملًا في ميشيغان                                                        
                                                         كيف سيبدو شكلك إذا لم تتحرك حتى 2050؟
                                                                                                            
                                                            كيف سيبدو شكلك إذا لم تتحرك حتى 2050؟                                                        
                                                         دوري روشن.. الهلال يتغلّب على الشباب بهدف دون رد
                                                                                                            
                                                            دوري روشن.. الهلال يتغلّب على الشباب بهدف دون رد                                                        
                                                         السراج.. ضوء الماضي الذي أنار ليالي الأجداد
                                                                                                            
                                                            السراج.. ضوء الماضي الذي أنار ليالي الأجداد                                                        
                                                         بطولة العالم لرياضة الإطفاء والإنقاذ.. اختتام منافسات سباق المكافحة لفئتي الرجال والسيدات
                                                                                                            
                                                            بطولة العالم لرياضة الإطفاء والإنقاذ.. اختتام منافسات سباق المكافحة لفئتي الرجال والسيدات                                                        
                                                         سلمان للإغاثة يوزّع 1.340 سلة غذائية في سنجة السودانية
                                                                                                            
                                                            سلمان للإغاثة يوزّع 1.340 سلة غذائية في سنجة السودانية                                                         
                                                         الأخدود يكسب ضيفه النجمة بهدفين لهدف في دوري المحترفين السعودي
                                                                                                            
                                                            الأخدود يكسب ضيفه النجمة بهدفين لهدف في دوري المحترفين السعودي                                                        
                                                         إيجار: يمكن للمؤجر الاعتراض على الحد السعري في حالتين
                                                                                                            
                                                            إيجار: يمكن للمؤجر الاعتراض على الحد السعري في حالتين                                                        
                                                         القبض على مواطن لارتكابه مخالفة الصيد دون ترخيص في ينبع
                                                                                                            
                                                            القبض على مواطن لارتكابه مخالفة الصيد دون ترخيص في ينبع                                                        
                                                         
                                                                                                    
 
                        حذرت الكاتبة والإعلامية د. أمل الطعيمي من الآثار السلبية لمصطلحات مثل “عادي ومعلش” والتي توغلت في المجتمع وصارت عادة لدى البعض.
وقالت إن الجميع يضرب عرض الحائط بالنصائح الطبية التي تحذر من مضار السهر وبخاصة على الأطفال لأنه يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي.
وأضافت الطعيمي “في مقال لها بصحيفة “الرياض”، بعنوان “عادي ومعليش”: “الأهم أنه لا أحد يلتفت لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}”.
وتابعت “ما زالت (عادي ومعليش) تؤثران في حياة الناس وتزداد آثارهما السيئة فيما لا تطاله يد القانون، ولكن من المهم أن تطاله يد الوعي حتى لا يصير ما كان شاذاً هو العادي الذي يتقبله الجميع، ومن يخالفه هو المخطئ وربما هو المتخلف في رأيهم!.. وإلى نص المقال:
ما زالت (عادي ومعليش) تؤثران في حياة الناس وتزداد آثارهما السيئة فيما لا تطاله يد القانون، ولكن من المهم أن تطاله يد الوعي حتى لا يصير ما كان شاذاً هو العادي الذي يتقبله الجميع، ومن يخالفه هو المخطئ وربما هو المتخلف في رأيهم!..
هذه المفردة استحدث لها مواليد 2000 وما بعدها استخداما جديدا وسرعان ما انتشر حتى عند مواليد الثمانينات وربما السبعينات وهم بدورهم أضافوا لها إضافة جديدة في تركيب مع جمل لا تتطلبها، أما مواليد الألفية فاستخدموها بديلة لمفردة (ممكن) فيستخدمونها للاستفهام كقولهم عادي أطلب من المطعم، أما الكبار فاستخدموها للاستفهام المبني على (الدلع) فعندما يستحسنون شيئاً يقولون: (عادي عندكم هالجمال).
ألا ترون أنه استخدام فيه مسحة من غباء ككثير من التراكيب اللغوية المستحدثة والمفردات التي شاعت رغم قبح معانيها.
وقديماً ربما منذ عقدين أو ثلاثة من الزمن انشغل المصريون بثورة ضد معنى (معليش) لأنها تتسبب باستسهال الوقوع في الخطأ وعدم اتخاذ أي إجراء ضده وكأنها دعوة للآخرين لتمرير كل خطأ يواجهونه وبالتالي تتراكم الأخطاء وتزداد ويصبح علاجها أصعب.
(معليش) و(عادي) مفردتان شائعتان في العالم العربي كله لوقف أي انفعال ضد أي خطأ يرتكب؛ كبر حجم الخطأ أو صغر، واستخدمت أيضاً كتبرير للأخطاء دون حاجة إلى مزيد من الشرح فغالباً يكتفى بعبارة (عادي أو معليش كل الناس تفعل هذا).
ولو استرجعت عدد المرات التي مُنعت فيها من معالجة خطأ ما بسبب اجتماع من حولك على تكرار هذه الكلمة على مسمعك حينها لاكتشفت أنها تسببت في تراكم الأخطاء حتى صار لا بد من سن قوانين ضابطة وغرامات ثقيلة لكي يرتدع الناس عن فعل كل أمر (عادي).
أذكر أني كتبت حول هذه الفكرة منذ سنوات طويلة ولو أتيح لي أن أعدد الحالات التي أضر بها استخدامنا لهذه المفردة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم لربما احتجت إلى مجلد ضخم من الورق لتعدادها.
هل تتصور أن ثمن هذه الكلمة -التي يستسهلها الناس- يكون أحياناً حياة إنسان أو حيوان أو نبات والبيئة بشكل، عام فقطع الإشارة (عادي)، رمي المخلفات في الشارع والأماكن العامة (عادي)، إشعال النار على حشائش الكورنيش من أجل الشواء (عادي)، الاحتطاب الجائر (عادي)، سهر الأطفال وخروجهم مع الكبار إلى المتنزهات والأسواق إلى وقت متأخر في غير أيام الإجازات (عادي)، تحول حياة الناس في بعض المدن إلى حياة ليلية طوال الأسبوع لمجرد الاستمتاع مع الأصحاب حتى الفجر وربما حتى الصباح (عادي) على الرغم من تأثير هذا السهر على إنتاجيتهم في النهار وبخاصة الطلاب والطالبات من الابتدائي وحتى الجامعة، وكذلك الحال مع الأم التي لا عمل لديها ولكن سهرها يؤثر على علاقتها بأبنائها ووقوفها بجانبهم في الصباح وما يترتب عليه من واجبات ومسؤوليات عائلية، وبالتالي عادي أن يعود الجميع إلى بيوتهم ليناموا في النصف الأخير من النهار والنصف الأول من الليل ليبدأ مشوار السهر العادي من جديد!
والجميع يضرب عرض الحائط بالنصائح الطبية التي تحذر من مضار السهر وبخاصة على الأطفال لأنه يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي.
والأهم أنه لا أحد يلتفت لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}.
ما زالت (عادي ومعليش) تؤثران في حياة الناس وتزداد آثارهما السيئة فيما لا تطاله يد القانون، ولكن من المهم أن تطاله يد الوعي حتى لا يصير ما كان شاذاً هو العادي الذي يتقبله الجميع، ومن يخالفه هو المخطئ وربما هو المتخلف في رأيهم!