العالم بحاجة إلى فكر جديد ومختلف

المملكة مركز الثقل الإنساني والتنموي

السبت ٥ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٥٤ مساءً
المملكة مركز الثقل الإنساني والتنموي
المواطن - الرياض

ثمن الكاتب والإعلامي عبدالله السعدون أهداف الدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار تحت شعار “الاستثمار في الإنسانية” والتي اختتمت أعمالها قبل أيام.

وقال السعدون في مقال له بصحيفة “الرياض”، بعنوان “الاستثمار في الإنسانية”، إن العالم بحاجة إلى فكر جديد ومختلف، فكر يركز على السلام والأمن والرخاء للجميع، ويستند إلى ضرورة التعاون بين الغرب والشرق، وتحويل التنافس المحموم على المصادر، ومحاولة وضع العصي في طريق التنمية للدول المنافسة، إلى تعاون من أجل الإنسانية وما يواجهها من تحديات كبيرة في التنمية ومكافحة الفقر، والحروب والأوبئة التي تفاجئ العالم بين حين وآخر.

وأضاف عبدالله السعدون أن هذا المنتدى وبعنوانه الجميل الهادف (الاستثمار في الإنسانية)، وهذا الحضور اللافت، والتنظيم الرائع يجعل المملكة مركز الثقل الإنساني والتنموي لما فيه مصلحة المملكة والعالم، بارك الله بجهود كل المخلصين والذين يعملون ليل نهار في مملكة الإنسانية من أجل عالم أفضل وأكثر سلاماً وأمنا… وإلى نص المقال:

فكر جديد ومختلف

“الاستثمار في الإنسانية” فالعالم بحاجة إلى فكر جديد ومختلف، فكر يركز على السلام والأمن والرخاء للجميع، ويستند إلى ضرورة التعاون بين الغرب والشرق، وتحويل التنافس المحموم على المصادر، ومحاولة وضع العصي في طريق التنمية للدول المنافسة، إلى تعاون من أجل الإنسانية وما يواجهها من تحديات كبيرة في التنمية ومكافحة الفقر، والحروب والأوبئة التي تفاجئ العالم بين حين وآخر..

تتبوأ العاصمة الرياض مكانها اللائق بين عواصم العالم الفاعلة والمؤثرة في صنع القرارات المهمة لمصلحة الإنسانية، واستدامة الرخاء والتنمية. وقبل أيام اختتمت أعمال الدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار تحت شعار “الاستثمار في الإنسانية”. حضره الكثير من الرؤساء التنفيذيين لأهم الشركات في العالم، وذلك لما حفل به من تنظيم دقيق، واهتمام بالغ، ومتابعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مهندس النهضة الاقتصادية التي تشهدها المملكة.

هذا المنتدى حضره حوالي 6000 مشارك و500 متحدث، وكان الحضور لافتاً من حيث العدد الكبير، وخصوصاً لممثلي الشركات والبنوك الأمريكية، رغم الزوبعة التي افتعلت بعد قرار أوبك+ الأخير، مما يدل على مكانة المملكة، وأن كبار المستثمرين لا يشاركون الرئيس بايدن موقفه من دول الخليج، كما يدل على أن الاقتصاد القوي هو المؤثر الحقيقي لعلاقات الدول مع بعضها، ولذا ركزت المملكة في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد على التنمية وتنويع مصادر الدخل، مما جعلها محط أنظار الغرب والشرق، وأوجدت توازناً مهماً في علاقاتها مع الدول الكبرى، وخاصة أمريكا والصين مما يدل على بعد النظر، وجعل مصلحة المملكة والمنطقة على المدى القريب والبعيد هي الأهم. ففي هذا المنتدى كانت غالبية الحضور من هذين البلدين المهمين. كما أن فرص الاستثمار متاحة للجميع، مع سهولة الإجراءات والإصلاحات الكبيرة التي تشهدها الأنظمة في المملكة.

السلام والأمن والرخاء

والجميل في هذا المنتدى هو عنوانه: “الاستثمار في الإنسانية” فالعالم بحاجة إلى فكر جديد ومختلف، فكر يركز على السلام والأمن والرخاء للجميع، ويستند إلى ضرورة التعاون بين الغرب والشرق، وتحويل التنافس المحموم على المصادر، ومحاولة وضع العصي في طريق التنمية للدول المنافسة، إلى تعاون من أجل الإنسانية وما يواجهها من تحديات كبيرة في التنمية ومكافحة الفقر، والحروب والأوبئة التي تفاجئ العالم بين حين وآخر، إضافة إلى التغييرات المناخية وما يصاحبها من ارتفاع في درجات الحرارة والفيضانات وغيرها. كل ذلك جعل المملكة في وضع مناسب لتقريب وجهات النظر، والمساهمة في وضع نظام عالمي أكثر عدلاً ويراعي مصلحة الجميع، ويشفع لها في هذا المسعى النبيل قيادتها الفاعلة، والحياد وقوتها الاقتصادية، وتحول صندوق الاستثمارات العامة إلى لاعب رئيس في مسيرة التنمية، وفي تنظيم المنتديات، وجلب الاستثمارات نظراً لما يتمتع به من مرونة، وما لديه من صلاحيات وملاءة مالية تمكنه من تنفيذ الكثير من المشاريع داخل المملكة وخارجها، وما هذه الندوة سوى بداية لعمل شاق ونبيل ويحتاج إلى الكثير من العمل والمتابعة ومن ذلك ما يأتي:

أولاً. على المستوى المحلي أصبحت الرياض هي المحطة الأولى في الشرق الأوسط للحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا يتطلب المزيد من العمل لتحسين البيئة وجودة الحياة، ومنها فك الاختناقات المرورية، والإسراع في تنفيذ ما تبقى من مشاريع النقل العام وتعميمه ليسهل التنقل للمقيم والزائر، مع الاستمرار في أنسنة المدينة من حيث الخضرة، وإكثار المحميات المحيطة بها كما هو مخطط له في الرياض الخضراء ومبادرة ولي العهد لزراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة.

مكافحة الفقر

ثانياً. مكافحة الفقر، وإخراج أكبر عدد من الفقراء من مصيدته يعد من أهم التحديات على مستوى العالم. ولا خروج من هذا المستنقع إلا بتعليم جيد يشمل الجميع، واقتصاد قوي يخلق الوظائف المجدية ويشجع المؤسسات الفردية على النمو ودعم الاقتصاد، فالنهر يبدأ من قطرات تشكل جداول، والجداول يتكون منها النهر العظيم. كل فقير يخرج من دائرة الفقر يضيف قوة لهذا العالم.

ثالثاً. تواصل الدول الكبرى سباق التسلح، وتنشط مراكز التطوير والأبحاث في الكشف عن المزيد من أسلحة الدمار الشامل، والأسلحة التقليدية لزيادة قدرتها التدميرية، وزيادة المدى الذي تصل إليه، ودقة الإصابة. وللسلاح تجاره وشركاته المتنفذة، مما يجعله يأخذ الأولوية في الصرف على الأبحاث والتطوير، وهذا يتطلب توجيه الدفة إلى الأبحاث التي تخدم الإنسانية كمكافحة الأوبئة والتغير المناخي ومكافحة الفقر.

هذا المنتدى وبعنوانه الجميل الهادف (الاستثمار في الإنسانية)، وهذا الحضور اللافت، والتنظيم الرائع يجعل المملكة مركز الثقل الإنساني والتنموي لما فيه مصلحة المملكة والعالم، بارك الله بجهود كل المخلصين والذين يعملون ليل نهار في مملكة الإنسانية من أجل عالم أفضل وأكثر سلاماً وأمنا.