قائم على الذكاء الاصطناعي

استعانة قاضٍ بـ تشات جي بي تي لإصدار حكم يثير جدلاً بكولومبيا

الجمعة ٣ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ٦:٢٤ مساءً
استعانة قاضٍ بـ تشات جي بي تي لإصدار حكم يثير جدلاً بكولومبيا
المواطن - فريق التحرير

تسبب قاض في كولومبيا بضجة كبيرة مع إعلانه أنه استخدم برنامج الدردشة الآلي تشات جي بي تي القائم على الذكاء الاصطناعي للحكم في قضية تتعلق بطفل مصاب بالتوحد.

التفاصيل

وفي تصريحات لإذاعة محلية، أفاد القاضي خوان مانويل باديلا، قائلاً: في هذا يفتح آفاقاً هائلة، اليوم قد يرتبط الأمر ببرمجية +تشات جي بي تي+، لكن في غضون ثلاثة أشهر يمكن الاعتماد على أي بديل آخر لتسهيل صياغة النصوص القانونية التي يمكن للقاضي الاستناد إليها.

وأكد القاضي على أن الهدف ليس استبدال القضاة.

وفي حكم صدر في 30 يناير، بتّ القاضي بطلب إحدى الأمهات لإعفاء ابنها المصاب بالتوحد من دفع تكاليف المواعيد الطبية والعلاج والنقل إلى المستشفيات، إذ تفتقر الأسرة إلى الموارد المالية اللازمة لتغطية هذه النفقات.

وحكم باديلا لصالح الطفل، مشيراً في حكمه إلى أنه استشار روبوت الدردشة “تشات جي بي تي” لإصدار قراره.

وكان القاضي قد سأل تشات جي بي تي، بحسب محضر قراره “هل القاصر المصاب بالتوحد معفى من دفع رسوم العلاج؟”. فرد الروبوت، “نعم، هذا صحيح. وفقاً للقانون الحالي في كولومبيا، يُعفى القاصرون الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد من دفع رسوم العلاج”.

وعلق باديلا قائلاً “القضاة ليسوا حمقى، فليس لأننا نطرح الأسئلة على التطبيق نتوقف عن كوننا قضاة، وكائنات مفكرة”.

ولفت إلى أن “تشات جي بي تي” يقوم اليوم بما كانت تتولاه سابقا “السكرتيرة”، “بطريقة منظمة وبسيطة”، ما “يمكن أن يحسن أوقات الاستجابة في مجال القضاء”.

جدل واسع

وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً.

وأفاد الأستاذ في جامعة روزاريو خوان دافيد غوتيريس، خصوصاً أنه تلقى إجابات مختلفة من “تشات جي بي تي” بعد طرح الأسئلة نفسها.

وتابع “كما الحال مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى في سائر المجالات، بحجة الكفاءة المفترضة، تتعرض الحقوق الأساسية للخطر”.

ويُحدث الذكاء الاصطناعي في “تشات جي بي تي” ضجة كبيرة في العالم منذ نوفمبر. وأنشئ روبوت الدردشة هذا بواسطة شركة “أوبن إيه آي” الأمريكية، على أساس خوارزميات وقواعد بيانات ضخمة.

ويُنتج الروبوت نصوصاً بناءً على طلب بسيط، يمكن استخدامها خصوصاً من المحامين أو المهندسين أو الصحافيين، مع خطر حصول تلاعب أو تضليل.

وأفاد باديلا “أظن أن الكثير من زملائي سيبدأون في صياغة أحكامهم بشكل أخلاقي بمساعدة الذكاء الاصطناعي”.