أكثر من 300 ألف زائر لمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025
تويوتا تستدعي 400 ألف سيارة في أمريكا
هل يسبب شاي الماتشا نقص الحديد في الجسم؟
انهيار مبنى وسط مدريد يسفر عن إصابة وفقدان 7 عمال
استقرار النفط بعد زيادة تحالف أوبك+ الإنتاج بأقل من المتوقع
سلمان العالمي للغة العربية يختتم مؤتمره السنوي بمشاركة 50 خبيرًا من 30 دولة
المجلات والصحف القديمة في معرض الرياض.. ذاكرة وطن وإرث لا يندثر
القبض على 6 مخالفين لتهريبهم 100 كيلوجرام من القات بعسير
لقطات توثق جريان السيول في عقبة المحمدية بالطائف
اعتدال وتليجرام يزيلان 28 مليون مادة متطرفة
أكد الكاتب والإعلامي د. أحمد الجميعة أن هناك مؤشرات كثيرة لبناء الثقة في الآخر، مضيفا “يهمني الحديث عن جانب الثقة في محيط العمل؛ لأنها الأهم والأخطر في حياة الإنسان”.
وأضاف الجميعة في مقال له بصحيفة “عكاظ”، بعنوان “الجاذبية الشخصية وأزمة الثقة في علاقاتنا!” أن أول هذه المؤشرات أن الشخص الذي لا يتحدث على الطاولة لا تثق به مطلقاً لأنه سيكذب عليك ويغدر بك، والشخص الذي يخاف حتماً لديه شيء يخفيه فلا تثق به لأنه جبان.
وتابع “الشخص الذي تتغيّر لغته في الحديث من موقف لآخر لا تثق به ولا تمنحه اهتماماً لأنه منافق، والشخص الذي لا يعتقد أن القمة تتسع للجميع لا تثق به لأنه باختصار أناني، والشخص الذي يجب أن يعمل بمفرده وينزوي في مكان بعيد لا تثق به لأنه لا يريد أن ينكشف أنه تافه، وغيرها الكثير من المؤشرات التي نحكم من خلالها على مستوى الثقة في الآخر، ولكن يبقى الأهم أن الجاذبية الشخصية تجاهك مصدرها ثقة الناس بك؛ فلا تفسدها أبداً.. وإلى نص المقال:
أهم مؤشرات الجاذبية الشخصية تجاهك هي ثقة الناس بك، وهذه الثقة ليست أقوالاً أو سلوكاً، ولكنها أيضاً شعور داخلي يتنامى بالاطمئنان إليك، والراحة معك، والرضا والقبول لأفكارك وحديثك، والأهم مواقفك الإنسانية مع الجميع، وهذا يعني باختصار أن تكون مؤثراً، وعميقاً، وصانعاً للحظة الانطباع الأولى التي تتشكّل معها الحقيقة.
في الحياة نواجه الكثير من الأشخاص، ونتبادل الأحاديث والمواقف معهم، سواءً في العمل أو الدراسة أو السفر أو حتى في المناسبات والأماكن العامة، ولكن لا ننجذب إليهم، ولا نشعر بالراحة معهم، وهذا تفسيره عدم الثقة بهم، والسؤال: لماذا أصبحت هذه الثقة صعبة في منحها للآخرين؟، ولماذا نتأخر كثيراً في منحها؟، ونبذل الكثير من المواقف وبناء المؤشرات حتى نمنحها لمن يستحقها؟.
اليوم بناء الثقة مع الآخرين ليست لها علاقة بالقرب الأسري أو العملي أو حتى نوعية المصالح التي تجمع الناس ببعضها؛ فربما قريب لك من الدرجة الأولى لا تثق به، ولكن مهم جداً أن نبادر في بناء هذه الثقة، ووضع المؤشرات لها في علاقاتنا مع الآخرين، ونختبر بعضنا، ونضيف إلى رصيد هذه الثقة المكاسب التي يتم تحقيقها؛ لأن العيش دون ثقة هو مرض نفسي خطير وعميق في انفصام الشخصية وانعزالها، وانحسار تأثيرها في المجموع.
أسئلة كثيرة تراودنا في بنا هذه الثقة، أهمها: كيف نبني مؤشرات الثقة في الآخرين؟، وهل هذه المؤشرات تختلف بحسب نوعية العلاقة الشخصية أو العملية أو الأسرية؟، وهل المواقف السلبية السابقة مع الآخرين مؤثرة في بناء هذه الثقة؟، وما حجم تأثيرها في العلاقات الجديدة؟، ولماذا أصبحنا نخاف أن نثق في الآخر؟، وهل الثقة أصلاً تتجزأ من موقف لآخر؟.. هذه الأسئلة وأكثر بمجرد طرحها بهذه الطريقة تعطينا انطباعاً أوليّاً أن هناك أزمة ثقة في علاقاتنا، وهناك صراعاً داخلياً ربما بعدم الاندفاع والاستعجال في منح هذه الثقة، ومحاولة الإبقاء عليها كعملية تراكمية، والزمن كفيل بتحديد مسارها عطفاً على المواقف والأحداث.
هناك مؤشرات كثيرة لبناء الثقة في الآخر، ولكن يهمني الحديث عن جانب الثقة في محيط العمل؛ لأنها الأهم والأخطر في حياة الإنسان، وأول هذه المؤشرات أن الشخص الذي لا يتحدث على الطاولة لا تثق به مطلقاً لأنه سيكذب عليك ويغدر بك، والشخص الذي يخاف حتماً لديه شيء يخفيه فلا تثق به لأنه جبان، والشخص الذي تتغيّر لغته في الحديث من موقف لآخر لا تثق به ولا تمنحه اهتماماً لأنه منافق، والشخص الذي لا يعتقد أن القمة تتسع للجميع لا تثق به لأنه باختصار أناني، والشخص الذي يجب أن يعمل بمفرده وينزوي في مكان بعيد لا تثق به لأنه لا يريد أن ينكشف أنه تافه، وغيرها الكثير من المؤشرات التي نحكم من خلالها على مستوى الثقة في الآخر، ولكن يبقى الأهم أن الجاذبية الشخصية تجاهك مصدرها ثقة الناس بك؛ فلا تفسدها أبداً.