تميزت شخصيته بهيبة مميزة مبدأها حماية المواطن والحوار مع الآخرين

تركي الفيصل: الملك عبدالعزيز وأد الاقتتال الداخلي وفرض سيطرته على الأمريكان

السبت ٢٥ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٢:٥٨ صباحاً
تركي الفيصل: الملك عبدالعزيز وأد الاقتتال الداخلي وفرض سيطرته على الأمريكان
المواطن - فريق التحرير

أوضح الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الاستخبارات العامة الأسبق ورئيس مجلس إدارة الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن السياسة الخارجية للملك عبدالعزيز كانت تقوم على مبدأ “لا ضرر ولا ضرار”.

سياسة الملك عبدالعزيز

وأشار الفيصل في حواره لبرنامج “مسافة” على “قناة الإخبارية” إلى أن سياسات التعامل في الأردن والحجاز تعتمد في جغرافيتها على المصالح، لافتًا إلى أنه حتى أثناء الحرب العالمية سواء كانت مع بريطانيا أو مع العثمانيين كان يتعامل أيضًا من منطلق “لا ضرر ولا ضرار”.

الوجود النفطي للأمريكان

وفيما يتعلق بالمخزون النفطي، أضاف الفيصل أن المخزون الذي وجدته الولايات المتحدة جعلها منافسًا لبريطانيا التي كانت مسيطرة حينذاك على منابع النفط في البحرين والكويت والعراق وإيران، قائلًا: إن “امريكا لم يكن لها وجود” في هذه المناطق، سواء من خلال وجود نفطي أو من خلال الشركات الأمريكية، لذا حدث نوع من التوازن بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

الملك عبدالعزيز والشركات الأمريكية

وأكد الفيصل أن الملك عبدالعزيز كان حريصًا في اتفاقياته مع الولايات المتحدة على فرض شروطه على الشركات الأمريكية في المنطقة إلى جانب المبدأ التجاري، مُدللًا على ذلك بالوجود الأمريكي في الظهران فقد حرص الملك عبدالعزيز على تقليل اختلاط المواطن السعودي مع الأجانب، حيث كانت هناك نزعات في التعامل مع الأجانب داخل المملكة حينها، والتي أدت في يومٍ ما قبل الاكتشاف البترولي لنشوب حرب شبه أهلية مع الملك عبدالعزيز وبين من عارضوا تعامله مع الأجانب ودخول أدوات حديثة مثل الراديو والسيارات وغيرها، لذا قام بفرض سيطرته على الشركات الأمريكية وليس العكس.

الملك عبدالعزيز والإخوان

وأضاف الفيصل أن الملك عبدالعزيز تمتع بهيبة وشخصية مميزة مع الآخرين، منوهًا إلى أن علاقته بالإخوان في بدايتها في نجد والهجر حيث أسس لهم تعليم الدين والتي عرفت حينها باسم “المداينة” وتعني من وهبوا نفسهم بالدور التثقيفي للقراءة واستزراع الأرض، وحين اختلفت بعض قيادات الهجر مع الملك عبدالعزيز، تعامل معهم بمبدأ “وجادلهم بالتي هي أحسن”، حيث أجريت العديد من جلسات الحوار، ولكن الأطماع الشخصية سيطرت على عقول بعض هذه القيادات، حتى أعلنوا العصيان وحاولوا الإضرار بأمن المملكة وحاولوا التعدي على أمن العراق، حينها فقط واجههم الملك عبدالعزيز عسكريًّا.

زعامة الملك عبدالعزيز

وقال الفيصل: إن الملك عبدالعزيز آل سعود اتخذ قرارات صارمة لمنع التقاضي وفق الأهواء، مشيرًا إلى أنه وضع الجميع سواسية أمام القانون الإسلامي.

وأضاف الفيصل أن الملك عبدالعزيز  كان يهدف بتوطين البادية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بكل معانيها، بحيث لا يكون مجالًا للنزاعات المبنية على الثأر والانتقام، ليسود فوق هذا كله حكم الشرع.

وأشار إلى أن هذه النزاعات كان ينتج عنها اقتتال أو أخذ بالثأر، وأوضح أنه تم فرض الشريعة على الجميع بحيث يكون الجميع متساوين في واجباتهم تجاه الاستقرار والأمن، مقابل مسؤوليات الدولة لتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين.