صفقات أرامكو والصين تثبت أن المستقبل الاقتصادي في الشرق الأوسط

وافقت شركة أرامكو على الاستحواذ على 10% من شركة تكرير نفط صينية مقابل 3.6 مليار دولار، في صفقات تهدف إلى تعزيز العلاقة بين أكبر شركة نفط في الشرق الأوسط وأكبر أسواقها في الخارج بالصين.

قد يهمّك أيضاً

ترامب يحضر معداته إلى الصين ويخترق جدار الحماية مغردًا مرتين

مصر والأردن بعد استهداف معملي أرامكو: تصعيد خطير وندعم المملكة

شراكة صينية سعودية

يأتي الاستثمار بعد يوم من إعلان أرامكو عن مشروع مشترك مع شركتين صينيتين أخريين لبناء مصفاة جديدة تنتج 300 ألف برميل في اليوم ومجمع للبتروكيماويات في شمال شرق الصين.

وأفادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، بأن الصفقات المجمعة بزيادة عقود إمداد أرامكو مع الصين بما يصل إلى 690 ألف برميل في اليوم لمواجهة الضغوط من ارتفاع شحنات النفط الخام المخفض أسعاره من روسيا. وعرضت روسيا صفقات بأسعار مخفضة لزيادة صادرات النفط إلى دول من بينها الصين والهند بعد العقوبات الغربية التي أعقبت الحرب في أوكرانيا العام الماضي مما منع وصول النفط الروسي إلى الأسواق الأوروبية.

شراكة طويلة الأجل

ونوهت الصحيفة البريطانية إلى إعلان أرامكو، خلال الشهر الجاري، عن تحقيق أرباح قياسية تبلغ 161 مليار دولار لعام 2022 ، وقال حينها الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين ناصر لصحيفة فايننشيال تايمز: إن عقود الشراكة طويلة الأجل مع المشترين الصينيين كانت أساسية لقدرتها على الاحتفاظ بحصتها في السوق.

وقال محمد القحطاني، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التكرير والبتروكيماويات في أرامكو، إن الاستثمار في رونغ شنغ أظهر التزام الشركة طويل الأمد تجاه الصين وإيمانها بأساسيات قطاع البتروكيماويات الصيني.

وأضاف في بيان الاثنين الماضي “أن أرامكو تتعهد أيضًا بتأمين إمدادات موثوقة من الخام الأساسي لواحدة من أهم مصافي التكرير في الصين”.

تفاصيل الصفقة

وأفادت وكالة “بلومبرج”، بأن أرامكو ستورد 480 ألف برميل من النفط الخام يوميًا إلى مصفاة “رونغ شنغ” للبتروكيماويات في مقاطعة تشجيانغ الشرقية على مدى 20 عامًا، وفقًا لبيان صادر عن الشركة الصينية. وذكر البيان أن أرامكو ستقدم ائتمانًا قدره 800 مليون دولار لشركة “Rongsheng” للشراء. وستستحوذ شركة أرامكو أوفرسيز، وهي شركة تابعة لأرامكو، على الأسهم.

وتمتلك “Rongsheng” نسبة 51% من الأسهم في شركة تشجيانغ للبترول والكيماويات، والتي بدورها تمتلك وتدير أكبر مجمع متكامل للتكرير والكيماويات في الصين، مع القدرة على معالجة 800000 برميل يوميًا من النفط الخام وإنتاج 4.2 مليون طن متري من الإيثيلين في السنة.

أهمية السوق الصيني

وقالت هيليما كروفت، رئيسة أبحاث السلع في RBC Capital Markets في تصريحات للصحيفة البريطانية، إن الصفقات أظهرت أهمية السوق الصينية وأضافت: “هذا تأكيد إضافي على أن المستقبل الاقتصادي يكمن في الشرق وأن الرياض ستتطلع إلى تجنب الانجرار إلى نزاع واشنطن وبكين”.

من جهتها قالت صحيفة “جنوب الصين الصباحية” south china morning post: يبدو أن الصين والمملكة تبنيان علاقة أكثر جدوى عبر صفقة الـ 10 مليارات دولار مؤخرًا لمجمع تكرير جديد باعتبارها اتفاق بين أكبر مستهلك للطاقة في العالم وأكبر مصدر للنفط في العالم، إذ ستساعد الصفقة بكين على تعزيز أمن الطاقة على المدى الطويل، وستعزز لـ الرياض بيع 700 ألف برميل يوميًا، وتُعد الصفقة مكسب قيمًا للبلدين.