هل تكون جورجيا.. أوكرانيا جديدة؟

الخميس ١٦ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١١:٤٦ صباحاً
هل تكون جورجيا.. أوكرانيا جديدة؟
المواطن - الرياض

احتشد الآلاف من الشعب الجورجي أمام برلمان بلادهم في العاصمة تبليسي، مطالبين برفض مشروع القانون الذي أثار الجدل بين الأوساط الشعبية الجورجية، وهو ما يعرف بقانون (المنظمات الأجنبية)، ويرى الجورجيون أن هذا القانون من شأنه أن يقيد الحريات ويفرض مزيداً من القيود على المنظمات المدنية. ولمواجهة المظاهرات الحاشدة؛ استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين أمام مقر برلمان جورجيا.

نص القانون:

هو مشروع يطالب وسائل الإعلام، والمنظمات غير الحكومية التي تتلقى أكثر من 20% من تمويلها من مصادر أجنبية، بالتسجيل بصفتها (وكلاء نفوذ أجنبي).

▪ تسلسل الأزمة:

– يوم الثلاثاء الموافق 8 مارس 2023 وافق مجلس النواب الجورجي على مشروع قانون الوكلاء الأجانب والذي ينص على (وجوب تسجيل أي شركة تتلقى تمويلاً أجنبياً يتجاوز 20% باعتبارها شركة أجنبية).

– بعد التصويت الأولي على القانون، انطلقت مظاهرات حاشدة في العاصمة تبليسي قام على أثرها مجلس النواب الجورجي في يوم الجمعة 10 مارس 2023 بسحب مشروع القانون المثير للجدل، والذي اعتبرته المعارضة منسوخاً عن قانون روسي تم إقراره عام 2012.

-يقول معارضون لمشروع القانون إنه على غرار قانون روسي يعود لعام 2012 استخدمه الكرملين بكثافة للتضييق على المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة.

▪ ردود الفعل:

– اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن احتجاجات جورجيا “ترقى إلى محاولة انقلاب”.

– أضاف لافروف في تصريحات للتلفزيون الروسي، “يشبه ذلك كثيراً (تظاهرات) ساحة ميدان في كييف” التي تعتبرها موسكو محاولة انقلاب دبّرها الغرب.

– الكرملين قال إنه لا توجد علاقة تربط بين موسكو والقانون محل الجدل في جورجيا.

– المتحدث باسم الكرملين اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بتأجيج المشاعر المعادية لروسيا في جورجيا.

– اعتبرت السفارة الأميركية في جورجيا تشريع القانون “مستلهماً من الكرملين” وقالت إنه يناقض رغبة جورجيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي.

– كما أضافت السفارة الأمريكية، في بيان “اليوم يوم أسود للديمقراطية في جورجيا” مضيفة إن التشريع يثير تساؤلات بشأن “التزام الحزب الحاكم بالتكامل الأوروبي-الأطلسي”.

– وصف مسؤولون من الاتحاد الأوروبي مشروع القانون بأنه لا يتوافق مع طموحات جورجيا بالانضمام إلى الكتلة الأوروبية.

▪ البعد الاستراتيجي للأزمة:

قال المتحدث باسم الكرملين إن هناك مخاطر من “استفزازات” محتملة في (أوسيتيا الجنوبية) و(أبخازيا)، وهما إقليمان انفصاليان في جورجيا تدعمهما روسيا، بعد الاحتجاجات التي خرجت في جورجيا اعتراضاً على مشروع القانون. وأضاف أن موسكو تراقب الموقف “بقلق”.

ثورة الزهور 2003

▪ نوفمبر 2003 انطلقت ثورة سلمية استمرت 20 يوماً حتى أطاحت بالرئيس المدعوم من روسيا (إدوارد شيفرنادزه)

▪ أدت الثورة لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في جورجيا.

▪ تبنّت جورجيا سياسة خارجية مؤيدة للغرب وأعلنت أن التكامل الأوروبي والأوروبي الأطلسي أولوية رئيسية لها.

▪ ساهم هذا التغيير في المسار السياسي الجورجي بنشوب توترات بين جورجيا وروسيا ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

▪ لعبت المنظمات غير الحكومية دورًا هامًا في الثورة الوردية.
▪ بحلول نهاية عام 2000، قُدِّر عدد المنظمات غير الحكومية في جورجيا بنحو أربعة آلاف منظمة.

▪ كان لهذه المنظمات تأثير على الحكومة أو أنها نجحت في ممارسة الضغط على صناعة القرار.

مما سبق، يلاحظ وجود علاقة بين رفض الشعب للقانون الجديد محل الجدل، وذلك لارتباطه التاريخي بثورة الزهور 2003م، التي أدت إلى تغيير المسار السياسي الجورجي. كما يلاحظ وجود تأثير هذه المنظمات على صنع القرار السياسي في جورجيا، التي تتأثر بدورها بالأجندة الخارجية.