كل عيد تتجدد فيه الفرحة والبهجة والألفة

خطيب المسجد النبوي: العيد موسم تجديد العهد بالألفة وغرس قيمها وتعزيز مكانتها

الجمعة ٢١ أبريل ٢٠٢٣ الساعة ١١:٤٤ صباحاً
خطيب المسجد النبوي: العيد موسم تجديد العهد بالألفة وغرس قيمها وتعزيز مكانتها
المواطن - واس

أدى المسلمون صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في مختلف أنحاء المملكة بعد أن منّ الله عليهم بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه، حيث توافد المصلون منذ ساعات الصباح الأولى إلى مصليات العيد والجوامع التي هيئت لصلاة العيد في جميع مدن المملكة وقراها ومراكزها.

المسجد النبوي

وفي المدينة المنورة أدت جموع المصلين صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المنطقة.


وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، الذي كبر الله تعالى وحمده على ما منّ به على المسلمين من صيام وقيام الشهر الفضيل حتى أشهدهم يوم الجوائز ليكبروا الله على ما هداهم.
وقال فضيلته: هذا العيد وكل عيد تتجدد فيه الفرحة والبهجة والألفة فقبل أربعة عشر قرنا من الزمان قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه المدينة فأضاء منها كل شيء وسما ذكرها وعلا قدرها بنبوته وكانت قبل ذلك تضج بصراعات مقيتة وحروب طاحنة وعداوات آثمة، فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيل العداوة وأطفأ شرارة الأحقاد وألقى الجميع سلاحه، ولا عجب في ذلك فقد أنار القرآن حياتهم وهذب الهدي النبوي سلوكهم فاجتمعت قلوبهم بصورة لم يشهد التاريخ لها مثيلا، فقد تحول البغض إلى حب والتخاصم إلى مودة والتفرق إلى اتحاد، وأثنى الله عليهم بقوله تعالى (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ).

ومضى خطيب المسجد النبوي يقول إن القرآن وصف ألفتهم الطاهرة النقية الخالصة بقوله تعالى (يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ),هذه الألفة التي رأينا منها عجبا في حياة الصحابة الكرام غدت قاعدة الانطلاق لبناء أمة وتشييد حضارة، وفي عهدنا الحاضر وقبل عدة عقود عاشت الجزيرة العربية حالة تفرق وتشتت نهب وسلب قرى متناثرة أنهكها الفقر والجوع في الأبدان , والجهل في السلوك, والبدع والخرافات التي لوثت العقول, حتى قيض الله عبدا من عباده على يديه توحدت الجزيرة العربية فانطلق يجوب الأرض، فتذللت له الأرض وتسهلت له السبل وتوحدت الصفوف واجتمعت الكلمة، والتحمت القرى المتصدعة، وذابت النعرات والعصبيات في بوتقة الوطن المسلم، وتحققت الألفة ومن ثم أمن الناس على أعراضهم وأموالهم ,وتشرب المجتمع عقيدة التوحيد واستجاب لنداء الإيمان وحكم الهدي النبوي في سيرته ومساره، مما أثمر انصراف الناس إلى استثمار أوقاتهم في بناء النفس وتنمية الوطن وعز الأمة وتحققت أجل مقاصد الألفة وهي بناء مجتمع قوي البنيان شامخ الأركان.

تجديد العهد

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي أن العيد موسم تجديد العهد بالألفة وغرس قيمها وتعزيز مكانتها ورفعة شأنها وإحياء معانيها، أداءً للحقوق وتقوية للحمة الوطنية وتحصينا للأخلاق وشموخ الأمة، فالألفة من أسمى مقاصد العيد، وألفة التراحم بين المسلمين تستوجب استحضار أحوال المسلمين في أصقاع الأرض، وأولى الناس بزرع الألفة في قلبه والداك، وذوو القربى أحق الناس بمعاني الألفة في العيد بالتواصل معهم وزيارتهم والبشاشة والهشاشة معهم توطد العلاقة وتصفي النفوس.