منتهى الفصاحة أن تصل للناس من خلال تغريدة بسيطة جداً ومؤثرة وصادقة

هذا ما نحتاجه اليوم للخلاص من وجع هؤلاء الحمقى وتعاستهم

الإثنين ١٠ أبريل ٢٠٢٣ الساعة ١١:٣٦ صباحاً
هذا ما نحتاجه اليوم للخلاص من وجع هؤلاء الحمقى وتعاستهم
المواطن - فريق التحرير

أكد الكاتب والإعلامي إبراهيم علي نسيب أن منتهى الفصاحة أن تصل للناس من خلال تغريدة بسيطة جداً، وصادقة جداً، ومؤثرة جداً”.

وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “المدينة”، بعنوان “وِحِش «متبئاش» تشرب منه!!”، وهذا هو ما نحتاجه اليوم للخلاص من وجع هؤلاء الحمقى وتعاستهم، والتي بالفعل وجدت من يتابعها، ومن يدفع من أجلها أموالاً طائلة، وهي حكايات باتت واقعاً نعيشه معهم، لكن إلى متى؟، الله وحده يعلم..!!

وتابع الكاتب “ربما نستطيع أن نُرمِّم بعض الجروح وبعض الشروخ فيما بيننا، لكن أن تتسابق جُل قنوات التلفزيون على نقل مثل هذا الخراب، فتلك هي المصيبة الكبرى!!…”.. وإلى نص المقال:

عالم تويتر الافتراضي

في تويتر، تجد أناسًا عاديين، يضحكون، يبكون، يحملون أحلامهم وهمومهم ومشاعرهم التي يكتبونها في هيئة تغريدات، بعضها (لا) يصل للناس!! والبعض يصل إلى ملايين المشاهدات، والسبب يكمن في أنها تستدرج القارئ، وتخلق عنده رغبة لقراءتها ومن ثم نشرها، سوف أنقل هنا هذه التغريدة لمُغرِّد اسمه «منصور» -والتي قرأها أكثر من «3» ملايين قارئ- هي: (عادل إمام في مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»، يقول للقاضي: عارف آخر نفق العباسية؟ القاضي يرد: أيوه عارفه، فيقول عادل إمام: في واحد بتاع عصير! القاضي: أيوه ماله؟، عادل إمام يرد: وحش «متبئاش» تشرب منه، حوار عادي في مسرحية غير عادية، لكن فعلاً كان يوجد محل لبيع عصير القصب، وكان عصيره سيئًا جدًا!!

نجاح جماهيري

والأغرب أنه عندما حققت المسرحية نجاحًا جماهيريًا وانتشارًا واسعًا، استاء صاحب المحل وفكَّر في رفع قضية على المسرحية، لكنه تفاجأ بازدياد عدد الزبائن الكبير، والقادمين من مناطق بعيدة، فقط لتجربة عصيره السيئ..

صاحب المحل الذي أوشك على الإفلاس، بفضل المسرحية حقَّق أرباحاً طائلة، وافتتح فروعًا جديدة لعصيره السيئ، والفضل يعود لعادل إمام الذي قدَّم إعلاناً مجانياً لمحلّه، ويُشبِّه «منصور» خدمة عادل إمام للمحل السيئ، بذات الخدمة التي نُقدِّمها نحن لجموع الحمقى والجهلة في وسائل التواصل واليوتيوب، بمشاهدة هرطقاتهم، والتعليق على تفاهاتهم، فلا تجعلوا من الحمقى مشاهير» انتهت..!!

منتهى الفصاحة

منتهى الفصاحة أن تصل للناس من خلال تغريدة بسيطة جداً، وصادقة جداً، ومؤثرة جداً، وهذا هو ما نحتاجه اليوم للخلاص من وجع هؤلاء الحمقى وتعاستهم، والتي بالفعل وجدت من يتابعها، ومن يدفع من أجلها أموالاً طائلة، وهي حكايات باتت واقعاً نعيشه معهم، لكن إلى متى؟، الله وحده يعلم..!!

(خاتمة الهمزة)… ربما نستطيع أن نُرمِّم بعض الجروح وبعض الشروخ فيما بيننا، لكن أن تتسابق جُل قنوات التلفزيون على نقل مثل هذا الخراب، فتلك هي المصيبة الكبرى!!…