جرى أول اجتماع في 1946 بالأسكندرية

القمم العربية 77 عامًا من القضايا والتحديات

الخميس ١٨ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٣:٣١ مساءً
القمم العربية 77 عامًا من القضايا والتحديات
المواطن - فريق التحرير

تتجه أنظار العالم نحو القمة السعودية المقرر انعقادها بمشاركة ملوك ورؤساء العالم العربي، يوم غد الجمعة في جدة، في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة ووسط ترقب للقرارات والتوصيات التي تنبثق منها، لاسيما وأنها تقام على أرض السعودية التي تتمتع بثقل سياسي واقتصادي كبيرين على الساحة العالمية.

أول قمة عربية

أقيمت أول قمة عربية بدعوة من الملك المصري فاروق الأول بأنشاص عام 1946 وبحضور ملوك العرب ورؤسائهم وأمرائهم للدول السبع المؤسسة، وهي مصر والسعودية والأردن واليمن والعراق ولبنان وسوريا.

ومنذ ذلك الحين عقدت عشرات القمم في دول عربية عدة، وأفرزت مئات القرارات التي أسهم بعضها في لمّ الشمل العربي تجاه بعض القضايا، بينما بقيت قرارات كثيرة من دون تفعيل حقيقي، إلا أن القمم الدورية للزعماء العرب لا تزال مقياساً واضحاً للقوة العربية المتحدة ضد أزمات عالمية كبرى وملفات شائكة ووضع إقليمي ودولي مشتعل.

أبرز القمم العربية

ولعل أبرز القمم التي شهدت تحولات تاريخية، قمة الخرطوم، وتسمى أيضاً قمة “اللاءات الثلاث”، وعقدت بعد نكسة يونيو  1967، إذ تبنت شعار “لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل”.

وتعد قمة القاهرة في سبتمبر 1970 من القمم الاستثنائية التي أقيمت في أوج المواجهات بين الأردن والفلسطينيين، إذ قرر الاجتماع الذي قاطعته سوريا والعراق والجزائر والمغرب تشكيل لجنة رباعية لحل الخلاف، وأفضت إلى مصالحة بين ملك الأردن الحسين بن طلال والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

تعتبر قمة الجزائز في نوفمبر 1973 من القمم التاريخية، إذ أكدت ضرورة التحرير الكامل لكل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وأقرت “استمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير البترول للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة، وكذلك القيام بإعادة تعمير ما دمرته الحرب من أجل رفع الروح النضالية عند الشعوب العربية”، فيما اتفق القادة العرب في قمة الرباط التي عقدت في أكتوبر 1974 على أن منظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.

ودعت قمة الرياض في أكتوبر 1976 إلى إنهاء الحرب الأهلية في لبنان ووقف إطلاق النار وتطبيق “اتفاق القاهرة”، كما قررت تعزيز قوات الأمن العربية لتصبح قوة ردع قوامها 30 ألف جندي، شكل السوريون غالبيتها.

وتعتبر قمة بغداد في نوفمبر 1978 من القمم الفارقة في التاريخ العربي، بسبب ما نتج منها من تباينات عربية حول العلاقة مع إسرائيل عقب اتفاق الرئيس المصري محمد أنوار السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن على اتفاق سلام في العام نفسه، وأكدت التمسك بتطبيق قرارات المقاطعة العربية لإسرائيل، وقررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.

وتعتبر قمة عمّان في نوفمبر عام 1987 من القمم المهمة، إذ نوقشت خلالها الحرب الإيرانية – العراقية، والتضامن الكامل مع العراق والوقوف معه في دفاعه المشروع عن أراضيه وإدانة استمرار احتلال إيران للأراضي العربية في العراق”.

كما كانت قمة القاهرة في أغسطس عام 1990 من القمم العربية الطارئة والمهمة، إذ عقدت إثر الغزو العراقي لدولة الكويت، ومن أبرز قرارتها إدانة العدوان العراقي على الكويت وعدم الاعتراف بضم الكويت إليه، وبناء على طلب السعودية تقرر إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي لتسهم في تحرير الكويت.

القمة السعودية

من جانبه، أكد الباحث السياسي ناجي صادق أن الزمن بين أول قمة عربية عقدت في “أنشاص” عام 1946 و”قمة جدة” 2023 77 عاماً، منها 32 قمة عادية عقدت ما بين العواصم العربية إلى جانب عدد من القمم الاستثنائية من دون أن ترقى بالعمل العربي المشترك إلى الفعل الحقيقي بما يحقق مصالح وأهداف الأمة العربية، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية استحوذت على معظم هذه القمم، لكن ما يعتبر إنجازاً هو الحرص على عقدها.

وتأتي قمة جدة في ظل ما تشهده المنطقة العربية حالياً من صراعات وحروب وآخرها في السودان، واستهداف إقليمي ودولي وتحديات وتهديدات للأمن القومي العربي، مما يضع “قمة جدة” أمام مسؤوليات ومهمات كبيرة وتطلعات وآمال باستعادة الفاعلية للعمل العربي المشترك،  وربما تكون أفضل من سابقاتها لأنها تعقد في ظل المصالحة الخليجية الكاملة والاتفاق الإيراني – السعودي، وكذلك عودة سوريا للحضن العربي وما له من انعكاسات إيجابية على قضايا مهمة مثل الحرب في اليمن والأوضاع في لبنان وسوريا وفلسطين.