قطع 5400 كم خلال 6 ‏أشهر و13 يومًا

باكستاني يقطع المسافة لمكة سيرًا على الأقدام لأداء الحج

الأحد ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١١:٠٦ مساءً
باكستاني يقطع المسافة لمكة سيرًا على الأقدام لأداء الحج
المواطن - فريق التحرير

التقط الشاب الباكستاني عثمان أرشد أنفاسه بارتياح عقب وصوله إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ‏بطريقة غير تقليدية؛ حيث قطع المسافة إلى المملكة سيرًا على الأقدام.

حاج باكستاني

وتحدث أرشد، المُحب لرياضة المشي عن تجربته قائلًا: شعرت أن الرحلة ‏ستمنحني فرصة الاقتراب إلى الله بصورة أكبر، أعتقد أن الإنسان يرى في الطريق مختلف إبداعات الله، ‏واختبرت ذلك خلال التنقل من دولة إلى أخرى على أقدامي.

وأردف الباكستاني الذي يبلغ من العمر 26 عامًا: واجهت رفضًا من أسرتي في ‏بداية الأمر عندما أخبرتهم بنيتي، كان لديهم تخوف من تعرضي للخطر أثناء الرحلة، لكن عند تأكدهم من ‏وجود تخطيط واضح لموسم الحج حصلت على موافقتهم للانطلاق إلى مكة المكرمة، وفقًا لموقع سكاي نيوز ‏عربية.

تفاصيل التجربة

ولم تكن تجربة المشي لمسافات طويلة بالأمر الجديد في حياة أرشد، فقد اتجه في عام 2021 إلى مدينة أوكارا على الحدود الباكستانية ليقطع مسافة تصل إلى 1270 كم ‏خلال 34 يومًا، اكتسب خلالها الكثير من الخبرات.‏

وعن الاستعدادات التي سبقت تجربة السفر لأداء فري، قال الشاب الباكستاني: عملت لمدة 10 أشهر من ‏أجل الإعداد إلى الرحلة، قمت بدراسة الدول التي سأتنقل عبرها، والتعرف على كيفية الحصول على ‏تأشيرة لدخولها فضلًا عن تحديد الصعوبات التي ستواجهني في الطريق.‏

5400 كيلومتر

وتابع الحاج الباكستاني: عند تجهيز كافة احتياجاتي انطلقت من باكستان ‏متجهًا إلى إيران ومنها إلى الإمارات ثم دلفت إلى السعودية، قطعت نحو 5400 كيلومتر في مدة وصلت لـ 6 ‏أشهر و13 يومًا، عشت خلالها تجربة لن أنساها قط.‏

وعايش أرشد خلال الرحلة الكثير من التحديات والظروف المتقلبة، بداية من التحرك وسط أجواء حارة داخل بلاده ثم التعرض لموجة طقس باردة عند وصوله إلى ‏إيران فضلًا عن الرياح الشديدة، وهو ما تسبب في إصابته بالإعياء الشديد ذات مرة.‏

واسترسل أرشد: لا شيء أصعب من حلول الليل خلال مروري بمناطق ‏صحراوية غير مأهولة بالسكان، كنت أحتمي حينها داخل خيمتي الصغيرة حتى شروق الشمس، وعند نفاد ‏طعامي لم يكن هناك مفر من أكل قطع صغيرة من الخبز حتى أتمكن من مواصلة الطريق.‏

إصابات

وأردف الشاب الباكستاني: السير لمسافات طويلة يوميًّا أسفر عن إصابة قدمي ‏لكنني لم أستسلم لحظة، عندما أشعر بالإحباط أفكر فورًا في وجهتي الجميلة وأمنية الوصول إلى الحرم ‏المكي، ساعدني ذلك على عدم الاكتراث بالصعوبات.‏

وحرص أرشد على توثيق تجربته طوال الوقت من خلال الفيديوهات والصور ومشاركتها مع متابعيه على ‏مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا على فرحته تجاه ردود فعل الناس الإيجابية ‏حول خطواته وتشجيعهم المستمر أثناء التحرك بين المناطق المختلفة.‏

وانتهت المشقة واختفى الإحساس بالإرهاق لحظة العبور إلى السعودية ورؤية أرشد للكعبة، يقول عن ذلك: شعرت بسعادة بالغة لتحقيق حلمي، وأنني شخص محظوظ لاقترابي من ‏الحرم المكي بعد مجهود متواصل لعدة أشهر.‏

واتجه أرشد داخل المملكة إلى السفارة الباكستانية لاستكمال بعض الإجراءات الخاصة بالحج، كما ينوه ‏لموقع “سكاي نيوز عربية” ثم التقى بعدد من أفراد أسرته، فيما فوجئ باهتمام وسائل الإعلام ومواقع ‏التواصل الاجتماعي برحلته المميزة.‏

واختتم أرشد قائلًا: الآن سأترك نفسي في رحاب التجربة الأهم وهي ‏الحج، ورسالتي لكل شخص لديه حلم لابد من التحلي بالإيجابية والحفاظ على المعنويات مرتفعة وتجاهل ‏الانتقادات والتفكير فقط في هدفك.