مع ارتفاع درجات الحرارة

عاملان وراء تشكل القبة الحرارية خلال هذه الأيام

الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ٣:٠٣ مساءً
عاملان وراء تشكل القبة الحرارية خلال هذه الأيام
المواطن - فريق التحرير

كشف الدكتور عبدالله المسند أستاذ المناخ بجامعة القصيم (سابقًا)، عن كيفية تشكل القبة الحرارية والموجة الحارة، مع ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام.

تشكل القبة الحرارية

وقال المسند في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر” “قد يتساءل بعض الناس لماذا تزداد درجة الحرارة في بعض الأيام فيما يسمى بالموجة الحارة Heat Wave ؟ علمًا بأن بُعد الشمس لم يتغير بين ليلة وضحاها، والسماء صحو لم تتبدل، وسطح الأرض لم يتغير كذلك”.

وأضاف “بعبارة أخرى، كل العوامل المؤثرة على مسار درجة الحرارة ثابتة ولم تتغير، فما الذي تغير حتى درجة الحرارة تتغير؟

ولماذا ارتفعت درجة الحرارة لتقفز في بعض الأحيان فوق المعدل بنحو 3-5 درجات لتشكل موجة حارة لا تُطاق؟”.

وأوضح المسند أن الجواب هو أن درجة الحرارة ترتفع بشكل ملموس وملحوظ أحيانًا؛ بسبب تشكل مرتفع جوي علوي عميق، على ارتفاع يصل إلى نحو 3-5 كم، وينتج عنه فيزيائيًا ارتفاع في درجة الحرارة في بعض أيام الصيف وبشكل مزعج.

ولفت إلى أن هناك عاملين يسببان هذا الارتفاع وهما المرتفع الجوي العلوي الذي يتسبب بهبوط التيارات الهوائية من الأعلى إلى الأسفل، وبدوره يتسبب بضغط الهواء وتكدسه في طبقات الجو الدنيا؛ فترتفع بسببه درجات الحرارة تلقائيًا، كذلك سطح الأرض (مشتعل) وشديد الحرارة في الصيف فيتكون فوق سطحها منخفض جوي سطحي، يؤدي بالضرورة إلى رفع الهواء الساخن إلى أعلى عبر تيارات هوائية صاعدة ليساهم إلى حد ما بتخفيف درجة الحرارة فوق سطح الأرض، ولكن آلية التبريد هذه لا تعمل وتتعطل، عندما يتشكل العامل الأول (الرياح الهابطة من المرتفع الجوي العلوي)، حيث يعكس هذه التيارات الحارة الصاعدة، فترتد إلى أسفل، الأمر الذي يتسبب بارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، وتنخفض درجة الرطوبة أيضًا.

الموجة الحارة

الموجة الحارة

وتابع قوله “وهذه الآلية تُشكل قبة أو فقاعة هوائية حارة (كتلة هوائية حارة وعظيمة) تجثم فوق أجواء المنطقة المتأثرة؛ فيرتفع معدل درجة الحرارة بشكل يفوق المعدل السنوي للشهر نفسه بنحو 3-5 درجات مئوية وربما أكثر، وهذه الوضعية من الأجواء تمنع عادة أي نظام مناخي مغاير أن يدخل المنطقة ليغيّر في درجة الحرارة!! وهذا ما يُفسر بقاء الموجة الحارة لعدة أيام جاثمة فوق المنطقة كتلة هوائية حارة وجافة، فيتضجر الناس من الأجواء، وتتأثر قطاعات منها: الكهرباء والماء، والصحة، والتعليم، والزراعة، والسياحة، وربما النظم البيئية أحيانًا”.

وأضاف أن هذه الظاهرة تدعى بـ الموجة الحارة Heat Wave، ومن رحمة الله أنها لا تدوم إلا بضعة أيام ومن ثم تتلاشى بسبب حركة الرياح النفاثة العلوية، حيث تدفع النظام إلى الشرق.

واستطرد المسند أن الأصل أن الرياح العامة (كالرياح التجارية والرياح العكسية .. إلخ) تخلط الرياح بين الأماكن، وتخفيف من الحرارة المتطرف صيفًا وشتاءً، ولكن في حالة الموجة الحارة يتعطل دور الرياح العامة، وينحبس الهواء داخل قبة أو فقاعة هوائية عظيمة.

فقاعة هوائية مؤقتة

وأكد أنه من جهة أخرى لا يعني ارتفاع درجة الحرارة المفرط بالضرورة أن فصل الصيف سيكون شديد الحرارة، والحقيقة أن الموجة الحارة هي فقاعة هوائية مؤقتة وليست دائمة، ولا يُبنى عليها توجه ولا توقع للمستقبل، إذ سرعان ما تعود درجة الحرارة لوضعها الطبيعي، ومعدلها السنوي لمثل هذا الوقت من السنة لطفًا من الله.