رفض تبني وجهة نظر واشنطن بشأن التصعيد ضد الفلسطينيين

بلينكن واجه مقاومة شديدة من أقوى الزعماء العرب محمد بن سلمان بشأن غزة

الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٠٨ صباحاً
بلينكن واجه مقاومة شديدة من أقوى الزعماء العرب محمد بن سلمان بشأن غزة
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

واجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مقاومة شديدة من أقوى الزعماء في العالم العربي، خلال زياراته الأخيرة للشرق الأوسط، في محاولة لإقناع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتبني وجهة نظر واشنطن بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس.

رفض قاطع للتصعيد في غزة

وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة “واشنطن بوست”، أن وزير الخارجية الأمريكي حاول إقناع القادة العرب الأكثر تأثيرًا ومنهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتبني وجهة النظر الأمريكية بشأن الصراع في غزة وإسرائيل.

وقال بلينكن للصحفيين أمس الأحد بعد اجتماعاته مع ولي العهد والرئيس المصري: “سمعت الكثير من الأفكار الجيدة حول بعض الأشياء التي يتعين علينا القيام بها للمضي قدمًا”، وقالت الصحيفة الأمريكية “لكن الخلافات في وجهات النظر ظهرت على الفور بشأن حق إسرائيل في شن هجوم واسع النطاق على غزة، الأمر الذي أثار مخاوف السيسي والأمير محمد بن سلمان بشأنه”.

السعودية أكثر الأصوات المؤثرة

وحاول وزير الخارجية الأمريكي، إقناع القادة العرب بإدانة هجمات حماس في إسرائيل، ردًا على حملة القصف الإسرائيلية المدمرة في غزة، حيث أسفرت أعمال العنف عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وأكثر من 2600 فلسطيني، إلا أن بلينكن واجه مقاومة شديدة من القادة العرب.

وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” أن المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام وموطن أقدس موقعين، صاحبة الصوت المؤثر في تشكيل التصورات بشأن القضايا العربية الحساسة ومن بينها القضية الفلسطينية، حيث تتولى الرياض الدور الرائد كمدافع عن الفلسطينيين، كما نددت وزارة الخارجية السعودية بحملة القصف الإسرائيلية المكثفة على غزة، واصفة إياها بالاعتداء على المدنيين العزل.

موقف محمد بن سلمان من التصعيد الأخير

وشدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ضرورة وقف العمليات العسكرية التي أودت بحياة الأبرياء، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي، ورفع الحصار عن غزة الذي ترك الأراضي الفلسطينية بدون ماء وكهرباء أو وقود، كما دعا ولي العهد إلى وقف التصعيد الحالي.

وأكد ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكدًا سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن غزة، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.

وشدد ولي العهد، على رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية.

محادثات فتح المعبر

وأعلن مسؤولون أمريكيون يوم السبت الماضي، أنهم توصلوا إلى اتفاق مع القاهرة لفتح مؤقت لحدود رفح بين غزة ومصر أمام المواطنين الأمريكيين الذين يسعون للفرار من العنف والقصف الإسرائيلي.

وقال بلينكن عن مباحثاته مع السيسي بشأن الحدود: “مصر قدمت الكثير من الدعم المادي للناس في غزة، وسيتم فتح معبر رفح”. وأضاف: “نحن نعمل مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل وآخرين على وضع الآلية التي يتم من خلالها إدخال المساعدة وإيصالها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.

تجاوز مبدأ الدفاع عن النفس

وبدوره، قال الرئيس المصري، لبلينكن، إن 12500 فلسطيني قتلوا بسبب جولات العنف المتكررة في غزة، مشيرًا إلى أن التأخير في حل القضية الفلسطينية يترتب عليه المزيد من الضحايا. وأضاف أن رد الفعل الإسرائيلي تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي.

وقال الرئيس المصري إن غياب أفق حل القضية الفلسطينية أدى لتفاقم الغضب، مشددًا بالقول: “نبذل جهودًا لاحتواء الموقف في غزة وضمان عدم تدخل أطراف أخرى”.