تزامنًا مع زيارة بوتين للرياض

الشراكة الاقتصادية للسعودية مع روسيا الأكثر قوة بمنطقة الشرق الأوسط

الأربعاء ٦ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٨:٤٨ صباحاً
الشراكة الاقتصادية للسعودية مع روسيا الأكثر قوة بمنطقة الشرق الأوسط
أستمع للمقال بالصوت

المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السعودية والإمارات هذا الأسبوع، في زيارة اعتبرها الكثير من المحللين خطوة في اتجاه تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية الأقوى بمنطقة الشرق الأوسط.

أهمية زيارة بوتين للشرق الأوسط

ويتمتع الرئيس الروسي بعلاقات وثيقة مع الدولتين المصدرتين للنفط، اللتين ظلتا على الحياد في حرب أوكرانيا وهما السعودية والإمارات، بحسب تقرير صحيفة “فايننشال تايمز”.

من المقرر أن يزور فلاديمير بوتين كلًّا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، وهي المرة الأولى التي يسافر فيها إلى المنطقة منذ الحرب الروسية الشاملة في أوكرانيا.

توقيت الزيارة

وأعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن زيارتي بوتين للسعودية والإمارات، قائلًا: إن “الطرفين سيناقشان العلاقات الثنائية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

والمملكة العربية السعودية هي الشريك الرئيسي لروسيا في أوبك +، في حين أصبحت الإمارات العربية المتحدة المركز الدولي الرئيسي للشركات الروسية ويتمتع بوتين بعلاقات وثيقة مع كل من دول الخليج المصدرة للنفط، والتي ظلت محايدة في الصراع الأوكراني.

علاقات بوتين وولي العهد

وشهدت العلاقات بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع بوتين تطورًا ملحوظًا، ووصف المحللون السياسيون السعودية بأنها المحاور والوسيط الجيد بين روسيا والغرب.

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أوائل القادة الذين بذلوا جهود الوساطة المختلفة المتعلقة بحرب أوكرانيا، بما في ذلك تبادل الأسرى.

الشراكة الاقتصادية بين السعودية وروسيا

كانت الشراكة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية مع روسيا محسوسة بقوة في سوق النفط.

ولعب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دورًا حاسمًا في المساعدة على ضم موسكو إلى مجموعة أوبك+ الأوسع، والتي قامت الأسبوع الماضي بتوسيع وتعميق تخفيضات الإنتاج.

في العقود الأخيرة، تميزت العلاقات بزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أعلنت روسيا والسعودية عن إطلاق “اللجنة المشتركة الروسية السعودية للتعاون الاقتصادي والتجاري” بهدف تعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة والتعدين والتكنولوجيا والزراعة والصناعة. وتم توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مختلف المجالات.

تاريخ العلاقات السعودية الروسية

شهد تاريخ العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية، في السنوات الأخيرة، تحسنًا تدريجيًّا وظهور تعاون جديد بين البلدين في عدة مجالات. وتتمثل بعض النقاط التي تعكس العلاقات الروسية السعودية في التالي:

  1. تمتلك روسيا والسعودية اقتصادات قوية وتعاون متبادل في المجالات الاقتصادية والتجارية. يتضمن ذلك التعاون في مجال الطاقة، حيث تعتبر روسيا والسعودية من أكبر منتجي النفط في العالم ولديهما اهتمامات مشتركة في تثبيت أسعار النفط. وتم توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية بين البلدين في مجالات مثل الصناعة والزراعة والتعدين والتكنولوجيا.
  2. على الرغم من وجود اختلافات في السياسات الخارجية والمواقف الإقليمية، فإن روسيا والسعودية قد بدأتا في تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا الدولية المشتركة. على سبيل المثال، تمت مناقشة الأزمة السورية والوضع في اليمن وتعزيز الجهود الدبلوماسية المشتركة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
  3. تم تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في السنوات الأخيرة، حيث تم توقيع اتفاقيات للتعاون العسكري وتبادل الخبرات العسكرية والتدريب. وقد شهدت السعودية شراء بعض الأسلحة الروسية، مثل منظومات الدفاع الجوي والأسلحة الثقيلة.
  4. شهدت العلاقات الثقافية بين البلدين تعزيزًا ملحوظًا، حيث تم تنظيم فعاليات ثقافية وفنية ورياضية مشتركة لتعزيز التفاهم وتبادل الثقافات بين الشعبين.

توقيت ودلالة زيارة بوتين للسعودية

ومنذ أن أمر بوتين بحرب أوكرانيا على نطاق واسع في فبراير 2022، اقتصرت رحلاته على دول الاتحاد السوفيتي السابق، وكذلك الصين وإيران فقط.

وقال أندريه كولسنيكوف، وهو زميل بارز في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا في تصريحات لـ “فايننشال تايمز”: إنه بصرف النظر عن أهمية الزيارة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط في ظل الأزمة بين حماس وإسرائيل، فإن الزيارات وسيلة يستخدمها بوتين لإظهار أن روسيا ليست في عزلة دولية. وأضاف: “إنها رسالة إلى النخب، مفادها أن هذه المناطق أصبحت الآن مجالات للمشاركة وطريقة لطمأنة السكان بأن روسيا ليست معزولة عن العالم الخارجي”.