الحكومة الهندية تنصح التجار بشراء الخام من الخليج

الهند توسع شراكتها مع السعودية بحثًا عن المزيد من نفط الشرق الأوسط

الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٦:٠٧ مساءً
الهند توسع شراكتها مع السعودية بحثًا عن المزيد من نفط الشرق الأوسط
المواطن - فريق التحرير

تسعى الهند إلى تعزيز شراكتها مع دول الخليج بخاصة المملكة العربية السعودية، حيث تسعى ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، إلى زيادة الإمدادات من الشرق الأوسط والدول المجاورة الأخرى، بعدما أدت التوترات الأخيرة في البحر الأحمر مخاطر إطالة زمن الشحن، وارتفاع التكاليف.

مكالمة هاتفية مع ولي العهد

ناقش رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على الشحن في البحر الأحمر، مع ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وقال مودي في منشور على موقع X: “أجريت محادثة جيدة مع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حول مستقبل الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمملكة العربية السعودية. وتبادلنا وجهات النظر حول الوضع في غرب آسيا، وتبادلنا المخاوف بشأن الإرهاب والعنف والخسائر في أرواح المدنيين. متفقون على العمل معًا من أجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”.

تعزيز التعاون والشراكة السعودية مع الهند

وجرى خلال الاتصال، استعراض العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين. كما تم بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الأحداث الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وفي سياق متصل، توخّت شركات الشحن الحذر بشأن عبور البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة بسبب تصاعد الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر. أدى ذلك إلى إجراء تحويلات واسعة النطاق في مسارات السفن، حيث سلكت العديد منها طريقاً أطول حول رأس الرجاء الصالح، مما زاد زمن الرحلة بما يصل إلى ثلاثة أسابيع.

تكلفة أكبر لعمليات الشحن

قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، في تصريحات لـ “بلومبرغ”، إن شركات الشحن تطلب من الشركات الهندية تحمّل علاوات المخاطر لعمليات التسليم عبر المسار المعتاد. مضيفين أن شركات التكرير ليست على استعداد لتحمل التزامات إضافية، وتبحث عن موردين بديلين.

تخشى المصافي الهندية من تعرض هوامش أرباحها لضغوط بسبب الارتفاع الحاد في تكاليف التأمين والشحن. مع ذلك، فهي تحتاج أيضاً إلى مواكبة الطلب المحلي، الذي يرتفع بسبب النمو الاقتصادي السريع في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.

التوجه نحو نفط البحر الأحمر

ذكر مسؤولون من وزارة التجارة الهندية، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن الحكومة الهندية تنصح التجار باتخاذ مسارات أطول، مع تنويع واردات الطاقة، والتركيز بشكل أكبر على الشراء من الخليج العربي وآسيا الوسطى. أضافوا أن هناك محادثات جارية أيضاً مع دول مثل السعودية والإمارات لتعزيز التعاون الأمني البحري في منطقة البحر الأحمر.

قالت مادهافي أرورا، كبيرة الاقتصاديين لدى “إمكاي غلوبال فاينانشال سيرفسز” (Emkay Global Financial Services)، إن تدفق النفط الروسي من منطقة البحر الأسود قد يتأثر ويُعاد توجيهه، مما يؤدي إلى ارتفاع علاوة الخام من الشرق الأوسط. ورجحت أيضاً أن تتأثر صادرات منتجات الوقود المكرر الهندية إلى الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أن مصافي التكرير الهندية تشعر بالقلق بشأن الإمدادات، إلا أنه لم يكن يظهر أي تأثير على معدلات تشغيل المصافي حتى الآن، على حد قول الأشخاص المطلعين.