حصاد المواطن 2023: الذهب.. بركان “يصهر” قيود الدولار

انتصر الذهب في حرب مستعرة ضد الدولار الأمريكي في عام 2023، رغم قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة إلى أكثر من 5%، وهي النسبة الأعلى منذ 22 عاماً.

وعمل الفيدرالي على رفع الفائدة أكثر من مرة، من أجل مكافحة شبح التضخم، الأمر الذي قيّد انطلاقة الذهب في معظم فترات العام (في ظل أفضلية العملة الأمريكية)، حتى جاءت أحداث (طوفان الأقصى) لتفجر البركان!.

قد يهمّك أيضاً

تراجع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 بـ 196.72 ريال

أسعار الذهب اليوم الثلاثاء.. عيار 22 يسجل 145.62 ريال

استهل المعدن الأصفر عام 2023، تحت مستوى 1800 دولار للأونصة، بعد معاناة كبرى في 2022، لكنه تمكن من إنهاء العام فوق مستوى 2000، كما سجل رقماً تاريخياً غير مسبوق (2184) في ديسمبر الجاري، حيث تجاوز أعلى مستوى تاريخي مسجل في 7 أغسطس 2020، عند 2072 دولاراً.

أفضل أداء في 3 سنوات

حقق الذهب في العام الجاري أفضل أداء خلال 3 سنوات، وسط تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة أوائل العام المقبل، فضلا عن ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات في الشرق الأوسط واستمرار الحرب في أوكرانيا.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.13 بالمئة خلال جلسة الجمعة الماضية (الجلسة الأخيرة في 2023)، إلى 2062.98 دولار للأونصة، وارتفع بنحو14% هذا العام وهو أكبر مكسب سنوي منذ 2020.

وللمرة الأولى في تاريخ الذهب العالمي يغلق المعدن النفيس تداولات العام فوق المستوى 2060 دولاراً للأونصة، وهو ما يعد تغيراً تاريخياً في تحركات سعر الأونصة العالمية خاصة بعد تسجيلها أعلى مستوى تاريخي (2148).

في المقابل تكبد الدولار أول خسارة سنوية منذ 2020 مع توقعات خفض الفائدة، الذي يؤدي إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عوائد، وعززت ذلك بيانات أظهرت تباطؤاً في التضخم.

وسجل مؤشر الدولار أمام سلة من العملات أسوأ أداء سنوي في ثلاثة أعوام، مما يعزز جاذبية الذهب لحائزي غيره من العملات.

مستقبل الذهب

اختلفت التوقعات بشأن مستقبل الذهب في 2024، وجاءت أعلى التوقعات من “سوسيتيه جنرال” عند 2175 دولاراً للأونصة، يليه “كوميرز بنك” الذي توقع 2150 دولاراً، فيما كانت أدنى التوقعات لـ”فيتش سوليوشنز” التي توقعت تراجع سعر الذهب إلى 1950 دولاراً للأونصة.

ووفقاً لدراسة حديثة أجراها مجلس الذهب العالمي، فإن 24% من جميع البنوك المركزية تعتزم زيادة احتياطاتها من الذهب في الأشهر الـ 12 المقبلة، مع تزايد تشاؤمها بشأن الدولار كأصل احتياطي، إذ قد تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى إضعاف الدولار.