وسط منطقة تراثية قديمة تمتد لمئات السنين

إقبال كبير على مهرجان قمم للفنون الأدائية الجبلية في بسطة القابل

الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٤ صباحاً
إقبال كبير على مهرجان قمم للفنون الأدائية الجبلية في بسطة القابل
المواطن - فريق التحرير

حظيت فعاليات مهرجان قمم للفنون الأدائية الجبلية؛ الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية حاليًّا في منطقة عسير، بإقبال كبير من المواطنين والمقيمين، ومن بينها “بسطة القابل” التي أُقيمت وسط مدينة أبها مساء أمس، وتوافدت عليها مئات العائلات السعودية، وبعض الجاليات العربية والأجنبية؛ للاستمتاع بالعروض الأدائية المحلية والدولية التي قدمتها الفرق التقليدية وسط منطقة تراثية قديمة تمتد لمئات السنين تتوسط قلب عسير النابض.

عروض مختلفة

وابتدأت عروض اليوم الثاني للمهرجان في “بسطة القابل” بعروض من دولة مونتينيغرو (الجبل الأسود)؛ حيث قدمت فرقتها التقليدية فن (النسر)؛ الذي يعبِّر عن النسور في أعالي الجبال، وذلك بتشكيل مجموعة من الشباب والشابات دائرةً كبيرةً، ثم يبدؤون بالغناء، ليدخل أحد الشبان الدائرة ويؤدي فنونًا جبلية، محاولًا أن يبدو كالنسر؛ الذي يمثِّل علم الدولة. ومن ثم عُرض فن (بروكليتيا) المصنَّف كتراث عالمي؛ الذي يصور حياة الرعاة في الجبال الشاهقة في بروكليتيا بالجبل الأسود.

وعقب ذلك قُدم فن (الزامل) من منطقة عسير؛ الذي يصطف فيه جمعٌ من الرجال يؤدون قصيدة جماعية حماسية بمصاحبة حركات جماعية تؤدَّى بأكثر من مناسبة مثل القدوم، والتخلوفة، والصلح والترحيب، ويشتهر في مناسبات الزواج، ويمتاز بالإيقاع والأنغام التقليدية المعبرة.

وجاء ثالث عروض في (بسطة القابل) من مملكة المغرب بثلاثة فنون؛ الأول كان فن (أحيدوس) الموسيقي والمنتشر في منطقة وسط المغرب؛ حيث يؤدَّى من خلال حركات استعراضية جمعت الغناء مع الأداء. وتلاه فن (عبيدات الرمى) الغنائي الأدائي من فنون التراث المغربي، ويجمع بين مجموعة من المغنين والمؤدين بلباس تقليدي مرددين عبارات من الشعر المحلي.

وكان ثالث الفنون فن (جبال الأمازيغ) المرتبط بالأشعار والألحان والأغاني، وشارك فيه الرجل إلى جانب المرأة، وذلك بطريقة فردية وجماعية معبِّرين عن الفرح والسعادة.

وشاركت الأرجنتين ضمن عروض المهرجان، بثلاثة فنون شملت فن (الكرنفال) الذي تمَّ أداؤه مع موسيقى مبهجة تتألف من خمس نوتات موسيقية تم عزفها بآلات الكينا، والشارانجو، والإركي، والشايرا بوكس. وفن (الأداء الصغير) كجزءٍ من التراث التقليدي الأرجنتيني منذ عام 1890م، واختتمت مشاركتها بفن (كويكا كويا).

وحضرت منطقة الباحة عبر خمسة فنون أدائية اشتهرت بها؛ في مقدمتها (العرضة) الفن الأدائي الشهير المكون لمنظومة جماعية فنية تتوافق فيها نغمات الإيقاع لمن يقوم بالضرب على الطبول مع الحركة الجسدية لمؤدي تلك الحركة الجماعية، بوجود شاعر مع حمل العارضين بأيديهم الجنابي مرددين أواخر الأبيات الشعرية، ثم اصطف العارضون مجددًا لتقديم فن (اللعب) على شكل صفّين متقابلين برتمٍ سريعٍ مع قصائد مالت للغزل. ولم يغب الأداء عن المزارعين؛ حيث خُصص لهم فن (الحصاد) وهو من الفنون الأدائية التي تقدّم أثناء الزراعة، ويستخدم عند حصد المحاصيل الزراعية، بتجسيد حركة الزراعة التقليدية قبل نثر البذور وأثناء بذرها ومرحلة العناية بها إلى مرحلة حصادها.

فن المسحباني

وأسهم الثراء الأدائي في منطقة الباحة، بتقديم عروض متنوعة للحضور شملت فن (المسحباني) المعتمد على الإيقاع البطيء بصفين يقدِّم المؤدون خطوة إلى الأمام ثم يتأخرون خطوة إلى الخلف، وعلى الصف الأول من المؤدين أن يغنوا بقصيدة البدع كاملة، ثم يرد عليهم الصف الثاني بقصيدة الرد. وخُتمت العروض بفن (الهرموج) بتقابل شخصين يحملان سلاحًا ثم يلتفون بنصف ساحة اللعب خلف بعضهم نزولًا وطلوعًا، على نغمات الطبل، ويلقي أثناء الأداء شاعر قصيدة من بيتين أو ثلاثة بلحن معروف.