الرياض تلعب دورًا مستقلًّا ومؤثرًا على المسرح العالمي

ولي العهد يدفع السعودية نحو مستقبل ما بعد النفط كلاعب جيوسياسي رئيسي

الإثنين ٨ أبريل ٢٠٢٤ الساعة ٣:١٣ مساءً
ولي العهد يدفع السعودية نحو مستقبل ما بعد النفط كلاعب جيوسياسي رئيسي
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

يركز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشدة على دفع السعودية نحو مستقبل ما بعد النفط، والاستفادة من موارد البلاد لوضعها كلاعب جيوسياسي رئيسي يتمتع بقاعدة اقتصادية متنوعة، وأصبحت دبلوماسية المملكة العربية السعودية موجهة نحو إعادة تشكيل المنطقة، ولعب دور مستقل ومؤثر على المسرح العالمي.

عصر جديد من الدبلوماسية السعودية

ووصل عصر جديد من الدبلوماسية السعودية، كجزء من حملة التطوير التي يقودها ولي العهد، وكان هناك دافع نحو صياغة سياسة خارجية أكثر استقلالية، مع إعطاء المصالح الوطنية الأسبقية على العلاقات الطويلة الأمد التي أقيمت في وقت سابق، بحسب مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية.

وأضافت المجلة “أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، تطورت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية إلى موقف يؤكد على المشاركة البناءة وبناء الجسور مع القوى الإقليمية الأخرى وموازنة العلاقات الدبلوماسية مع كافة الأطراف”.

مسار الرياض الدبلوماسي

وشرعت الرياض في تغيير مسارها الدبلوماسي المكثف، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبدعم من عائدات النفط الوفيرة، والنمو الاقتصادي القوي، والثقة بالنفس. وتسعى المملكة العربية السعودية لتكريس طاقاتها لأجندة التحول الاقتصادي لرؤية 2030 مع تعزيز نفوذها العالمي أيضًا.
ويركز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بشدة على دفع المملكة العربية السعودية نحو مستقبل ما بعد النفط، والاستفادة من موارد البلاد لوضعها كلاعب جيوسياسي رئيسي يتمتع بقاعدة اقتصادية متنوعة. وبناءً على ذلك، فإن الدبلوماسية السعودية موجهة نحو إعادة تشكيل المنطقة بما يتوافق مع المصالح السعودية، ولعب دور مستقل ومؤثر على المسرح العالمي.

العالم متعدد الأقطاب

واستوعبت القيادة السعودية فكرة أن العالم أصبح الآن متعدد الأقطاب. وفي مواجهة الجغرافيا السياسية العالمية المتغيرة، تؤكد الرياض نفسها كقوة واثقة من نفسها، ولدى ولي العهد، رؤية واضحة محددة المعالم بأن لبلاده الحق في العمل مع كوكبة متغيرة من الشركاء لتحريك الأسواق وتشكيل السياسة الخارجية.

وتحت توجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة إلى تعزيز مكانة الرياض باعتبارها القوة الرائدة في العالم العربي ولاعبًا بارزًا في الدبلوماسية الدولية.

السعودية صانعة السلام

وبناء على ذلك، كثفت المملكة العربية السعودية مشاركتها الدبلوماسية، وركزت جهودها على تجديد صورة البلاد، ويتم الحفاظ على التحالف الأمني للمملكة مع الولايات المتحدة، بينما يتم تعزيز العلاقات الجديدة مع موسكو وبكين. علاوة على ذلك، تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز حضورها في المنتديات المتعددة الأطراف وإعادة صياغة نفسها كصانعة للسلام.

وأكدت “ناشيونال إنترست”، التوجيه الاقتصادي للمملكة العربية السعودية نحو آسيا وتعميق ارتباطاتها مع الصين، فقد قطعت شوطًا طويلًا بالفعل.

حملة الدبلوماسية الناعمة

وفي جهودها لتعزيز مصالح البلاد، عملت الرياض على توسيع مشاركتها في المنتديات المتعددة الأطراف، على الصعيدين الدولي والإقليمي. وعززت القوة المالية للمملكة مكانتها للعب دور مهم ضمن إطار مجموعة العشرين (G20)، الذي يعد أكبر كتلة اقتصادية في العالم. ولقد أثبتت مجموعة العشرين أنها آلية قيمة لتعزيز الأهداف السعودية.

وقادت الرياض حملة دبلوماسية ناعمة قوية تستهدف دول الجنوب العالمي، بخاصة عبر أفريقيا. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، استضافت الرياض القمة السعودية الإفريقية الافتتاحية، وهو تجمع جمع قادة من خمسين دولة من جميع أنحاء القارة. وفي القمة، تعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدعم الحلول المبتكرة لمعالجة الديون الإفريقية، حيث أعلنت وزارة المالية السعودية عن خطط لصرف نحو 533 مليون دولار من تمويل التنمية.

وأكدت القمة رؤية المملكة العربية السعودية لدمج إفريقيا في سياستها الخارجية المتنوعة وأولوياتها التجارية وإظهار القيادة العالمية من خلال رعاية روابط أقوى بين المنطقة العربية والقارة السمراء.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني