فيصل بن فرحان يصل قطر للمشاركة بالاجتماع التحضيري للقمة العربية الإسلامية
ترامب يطالب الناتو بفرض رسوم على الصين
لقطات توثق هطول أمطار غزيرة على الفوارة شمال مكة المكرمة
الرياض تحتضن المؤتمر الدولي الثاني للتدريب القضائي.. غدًا
ضبط 142 كجم من الشبو المخدر مخبأة بحافلة نقل ركاب دولية بالمدينة المنورة
برنامج ريف: إيقاف الخدمات لا يؤثر على الدعم
هيئة الولاية على أموال القاصرين تستعرض توجهاتها الاستراتيجية
شواطئ أملج.. مناظر خلابة ومشروعات بلدية تعزز جودة الحياة
وزارة الدفاع تستعرض طائرات القوات الجوية المشاركة بفعاليات اليوم الوطني
المرور: طرح مزاد اللوحات الإلكتروني غدًا و4 خطوات للاشتراك
تعد فوهات المداخن في قصور الطائف التاريخية من أجمل المعالجات الفنية التي لجأ إليها معماريو وفنانو الطائف، حيث زينت واجهات العمائر والقصور المدنية بمناصيب شامخة، تمكن المعماري من معالجتها وتحويل وظيفتها في تصريف الدخان والبخار المنبعث من المرافق إلى حليات وأشكال معمارية وزخرفية تندمج مع غيرها من الحليات الأخرى التي تتوج رؤوس واجهات هذه القصور.
وتنوعت أشكال المداخن وفوهاتها وطريقة معالجتها، حيث أضحت مثالًا لأروع ما زُينت به واجهات العمائر المدنية التراثية والقصور، والتي تم استيحاؤها من بيئة الطائف، إذ لا تخلو واجهة من تلك العمائر من بروز فوهات المداخن المطعمة بالزخرفة النباتية، بأساليب تنفيذ متعددة، بين الحفر البارز والحفر الغائر. ومن الأمثلة على ذلك (مدخنة قصر الكاتب أو ما يسمى بقصر النيابة، ومدخنة قصر الكعكي، ومدخنة قصر البوقري، والتي تتميز بمقاومتها لظروف الطبيعة وتطبيقها لهوية المكان).
وأكّد الباحث في الدراسات الفنية الحضارية الدكتور أحمد محمد السعدي الزهراني، لهيئة وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن قصور محافظة الطائف تحتفظ بمداخنها القديمة وأشكال القلل والحليات المعمارية المصممة على هيئة القلة، والتي جاءت على شكلين، الأول يتكون من قاعدة مربعة ذات واجهات مقوسة، يعلوها بدن على هيئة كأسية يتوّجه ما يشبه غطاء الكأس، ذي قمة مخروطية بزوايا قائمة.
أما الشكل الثاني، فيتكون من قاعدة ناقوسية الشكل من مستويين، السفلي أكثر اتساعًا، يعلوه بدن أسطواني أو مخروطي أو مضلع ذي فوهة بارزة، ويتوجه ما يشبه الغطاء باستدارة البدن نفسها ، وينتهي بقبة أو قوس أو دائرة صغيرة.
وأضاف الدكتور الزهراني أن فوهات المداخن ذات التشكيلات النباتية المفرغة لعبت دورًا في إضفاء لمسة جمالية على المباني، خاصةً وأنها مستوحاة من البيئة الطبيعية النباتية، وتتماشى مع روح الإسلام وتقاليده في زخرفة العمائر، وقد أكسبها الفنانون طابعًا هندسيًا أو نباتيًا، مع تطعيمها بطبقة من الجص السميك وتشكيل أجزائها بعناصر ووحدات نباتية بطريقة الحفر البارز، ما منحها طابعًا مجسمًا، حيث تميزت بالبساطة في الشكل والانسيابية رغم بعض الاختلافات البسيطة، وتتألف كل مدخنة من ثلاثة أقسام رئيسية: القاعدة، والبدن، والفوهة، إذ جاءت القواعد على شكل ناقوس مقلوب، في حين تميزت الأبدان بالانسيابية، وغالبًا ما اتخذت شكلًا لوزيًا مع بروزات زخرفية.
وأوضح الدكتور أحمد الزهراني أن لفوهات المداخن وأشكالها الهندسية دلالات وظيفية تعكس حيوية وذكاء معمار الطائف في التخطيط، ورغبته في إبراز المعنى الزخرفي للمباني التراثية من خلال المواد الخام وأساليب التنفيذ. وقد استخدم فنانو الطائف عدة مواد بناء رئيسية في تشكيل فوهات المداخن والحليات المعمارية والزخرفية، واعتمدوا على تقنيات النحت أو الحفر أو الصب في قوالب مسبقة التجهيز، وهي الطريقة التي استخدمها المعماريون في زخرفة فوهات المداخن المنفذة بالنورة.