التخطيط الرقمي يعيد تشكيل تجربة السفر.. والتطبيقات في الصدارة

الإثنين ١٤ يوليو ٢٠٢٥ الساعة ١:٠٢ مساءً
التخطيط الرقمي يعيد تشكيل تجربة السفر.. والتطبيقات في الصدارة
المواطن - فريق التحرير

يشهد قطاع السفر العالمي تحوّلاً متسارعًا في سلوك المسافرين، مدفوعًا بالانتشار الواسع للتطبيقات الذكية والمنصات الإلكترونية المخصصة لحجوزات الرحلات، والإقامة، وتنظيم الأنشطة السياحية، فلم يعد المسافر يعتمد على الوسائل التقليدية مثل وكالاء السفر، بل بات يفضّل الحلول الرقمية التي تتيح له تخطيط رحلته، ومقارنة الأسعار، وإتمام الحجز في لحظات، وهو ما أعاد تشكيل تجربة السفر وجعلها أكثر مرونة وخصوصية.

ولا يعكس هذا التغيير التحول التقني الحاصل فحسب، بل يعبر أيضًا عن وعي متزايد لدى الجيل الجديد من المسافرين، الذين يبحثون عن تجربة سفر مصممة وفق احتياجاتهم، وسهلة الإدارة، باستخدام واجهات ذكية ترافقهم في كل خطوة من خطوات الرحلة، بدءًا من التخطيط وحتى العودة.

وفي المملكة العربية السعودية، ظهر هذا التحول بشكل واضح خلال موسم الحج هذا العام 2025، الذي قدّم نموذجًا متطورًا يجسّد التكامل بين التقنية وتجربة المستخدم، فقد مكّن التحول الرقمي الحجاج من تخطيط رحلاتهم وتنقلاتهم وإقامتهم بأنفسهم، دون الحاجة إلى مكاتب السفر أو الوكلاء التقليديين، وذلك من خلال تطبيقات وطنية مثل “نسك”، ومنصات الحجز المعتمدة محليًا وعالميًا.

بنية تقنية

وبفضل الله ثم بفضل البنية التحتية الرقمية المتطورة، تمكّن الحجاج من الوصول إلى خدمات الحجز، واختيار الفنادق وفقًا للموقع والقرب من الحرم، كما استفادوا من الأنظمة الذكية التي سخّرتها المملكة لتنظيم الحشود، والمسارات الإلكترونية للنقل، فضلًا عن المحتوى التوعوى الرقمي الموجه للحجاج بعدة لغات.

وقد ساهم هذا التكامل التقني في تقديم تجربة حج إنسانية، آمنة، ومستدامة، تراعي التنوّع الثقافي، وتلبّي احتياجات الحجاج من مختلف الجنسيات.

تجربة متكاملة

وفي هذا السياق، أوضح مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال في ويجو أن التطبيقات الذكية أصبحت تلعب دورًا محوريًا في تمكين المسافرين من إدارة رحلاتهم ذاتيًا، بما توفره من خدمات متكاملة تتيح إتمام الحجوزات بشكل مباشر، دون الحاجة إلى الوسائل التقليدية.

وأضاف: “لقد رصدنا خلال موسم حج 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في استخدام المنصة لتجربة الحجز والإقامة والتنقل، إلى جانب تزايد الحجوزات الفردية والطلب على الإقامات الفاخرة، لاسيما في الفنادق القريبة من الحرم، ما يعكس تنامي اعتماد المسافرين على التخطيط الرقمي، والتوجه نحو تجارب سفر أكثر تخصيصًا وراحة”.

تكامل خدمي

ويأتي هذا التحول الرقمي في وقت تواصل فيه المملكة ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة في السياحة الدينية والترفيهية، ضمن مستهدفات رؤية 2030، إذ تدعم الاستثمارات الحكومية في البنية التحتية الرقمية ازدهار قطاع السفر، من خلال توفير حلول تقنية حديثة تسهّل على الزوّار حجز الرحلات الجوية والفنادق، واستكشاف الفعاليات والأنشطة السياحية، عبر منصات إلكترونية موثوقة وسهلة الاستخدام.

وتبرز هنا أهمية الشراكة الفعّالة بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث تساهم التطبيقات التجارية في تعزيز جاهزية الزوّار قبل الوصول، من خلال محتوى إرشادي، وتجربة حجز مرنة تُراعي تنوع الميزانيات والاحتياجات.

نصائح سفر

ويقدم خبراء السفر مجموعة من النصائح للمسافرين لتعظيم الاستفادة من التطبيقات الذكية، أبرزها استخدام ميزات مثل “التواريخ المرنة”، وتفعيل “تنبيهات الأسعار” قبل موعد السفر، إلى جانب مراجعة التوصيات المبنية على الذكاء الاصطناعي، لضمان الحصول على أفضل العروض والتجارب.

كما توفّر المنصات الحديثة خصائص مثل “الوجهات المقترحة” التي تستند إلى تحليل سلوك المستخدم، مما يساعد في اكتشاف أماكن جديدة تناسب اهتماماته، وتثري القيمة الشخصية للرحلة.

مستقبل رقمي

باتت تطبيقات السفر شريكًا رقميًا تُصمم رحلة المسافر وفق اهتماماته، وترافقه في كل تفاصيلها، ومع تزايد استخدام الهواتف الذكية، وتطوّر البنية التحتية الرقمية، تتجه تجربة السفر سواء كانت للحج، أو السياحة، أو زيارة الأقارب، نحو مزيد من التخصيص، وسرعة التنفيذ، وتلبية تطلعات المسافرين العصريين.

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد