المانجروف في جازان.. شجرة البحر تحرس الحياة
فيصل بن فرحان يناقش التطورات الإقليمية والدولية مع وزير الخارجية الإيراني
ضبط مخالفين للائحة الأمن والسلامة لمزاولي الأنشطة البحرية
الملك سلمان وولي العهد يهنئان رئيس الأوروغواي
فيصل بن فرحان: الفلسطينيون يتعرضون لأبشع درجات الإبادة والصمت الدولي يفاقم المأساة
الصين تُصدر إنذارًا باللون الأصفر لمواجهة كاجيكي
القبض على شخصين في القنفذة لترويجهما الحشيش والأقراص الممنوعة
الحالات الصحيحة للصور لتجديد الهوية الوطنية
ختام المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025 اليوم
وظائف شاغرة لدى هيئة الزكاة
على امتداد السواحل الجنوبية للبحر الأحمر، تقف أشجار المانجروف في جازان شامخة كأنها حراس البحر، تتوشح بالخضرة، وتغزل بين الجذر والموج حكاية حياة لا تنتهي، فهي ليست أشجارًا ضاربة الجذور في الماء المالح فقط، بل ثروة طبيعية تمثل رئةً خضراء، ودرعًا واقيًا، وملاذًا آمنًا لمخلوقات البحر والطيور.
وتحمي غابات المانجروف شواطئ جازان من التعرية وزحف الأمواج، وتعمل خط دفاع طبيعي يصد العواصف، فتمنح الساحل استقراره وتمنح البحر توازنه، ويؤكد خبراء البيئة أن المانجروف قادرة على امتصاص كميات من الكربون تفوق أضعاف ما تمتصه الغابات البرية، مما يجعلها جنديًا صامتًا في معركة العالم ضد التغير المناخي.
وفي أحضان المانجروف تبدأ دورة حياة جديدة، حيث تفقس بيوض الأسماك والقشريات، وتجد السلاحف الصغيرة مأمنها، وتحط الطيور المهاجرة لترتاح من عناء السفر الطويل، فهذه الغابات ليست غطاءً نباتيًا فحسب، بل هي مأوى ومزرعة طبيعية تدعم الثروة السمكية وتنعش سبل العيش للصيادين المحليين.
وتعد غابات المانجروف إرثًا بيئيًا ووجهة سياحية يقصدها الزوار لاكتشاف أسرارها عبر جولات القوارب الخشبية، فيما يشكل مشهد الغروب وهو ينساب بين فروع المانجروف لوحة طبيعية تسرّ الناظرين، وتضيف لجازان سحرًا خاصًا يجعلها إحدى أجمل المناطق الساحلية في المملكة.
وتتواصل الجهود الوطنية ضمن مبادرات السعودية الخضراء لإعادة تأهيل هذه الغابات وزراعة المزيد من أشجار المانجروف، لتبقى شاهدة على التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة، ولتظل جازان خضراء بالبحر والبر والإنسان.