رحلة امتدت أكثر من ثمانين عامًا كانت شاهدة على مسيرته

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.. عالم وخطيب ومفتٍ

الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ الساعة ١:٣٠ مساءً
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.. عالم وخطيب ومفتٍ
المواطن - فريق التحرير

توفي إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الثلاثاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس هيئة البحوث العلمية والإفتاء، بعد رحلة امتدت لأكثر من ثمانين عامًا، كانت شاهدة على مسيرة علمية ودينية حافلة بالعطاء.

وكان سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ رحمه الله ـ مثالًا للعالِم القدوة والمربي الفاضل، وأحبه البعيد قبل القريب، بحسب أمين عام هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد الماجد.

سماحة المفتي

وتابع الماجد في تصريحات لـ “الإخبارية” أن الشيخ الراحل عُرف بتسامحه وتواضعه وقربه من الناس، وأنه لم يُسمع منه طوال سنوات مصاحبته كلمة تؤذي المشاعر أو تخالف نهجه المتزن في التعامل مع الآخرين.

مسيرة حافلة

وُلد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في مكة المكرمة يوم الأربعاء 6 صفر 1362هـ (10 فبراير 1943م)، ونشأ يتيم الأب منذ طفولته المبكرة، حيث فقد والده وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره. غير أن فقد الأب لم يثنه عن طريق العلم، فحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة عام 1373هـ على يد الشيخ محمد بن سنان، لتبدأ بذلك رحلة علمية طويلة صاغت شخصيته وأثرت في مساره.

تتلمذ الشيخ على يد كبار العلماء في المملكة، فقرأ على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، كما نهل من علم الشيخ عبد العزيز بن باز، إضافة إلى مجموعة من أبرز العلماء الذين تركوا بصمتهم في تكوينه الشرعي والفكري. التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي، ثم واصل دراسته في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى تخرجه عام 1384هـ. هناك، لم يكتفِ بالتعلم فحسب، بل واصل العطاء معلمًا ومربيًا ومناقشًا للرسائل العلمية في جامعات عدة، مقدّمًا علمه وخبرته لأجيال من طلاب الفقه والشريعة.

عرف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بخطبته المؤثرة وصوته الهادئ في الدعوة والإرشاد. وقد شغل العديد من المناصب التي عززت مكانته في العالم الإسلامي، أبرزها تعيينه إمامًا وخطيبًا لمسجد نمرة بعرفة عام 1402هـ، وهو المنبر الذي ظل يعتليه طيلة 35 عامًا متواصلة، ليصبح أطول خطيب في تاريخ عرفة منذ عهد الإسلام.

تعيين سماحته مفتيًّا للمملكة

وفي عام 1420هـ، جاء الأمر الملكي بتعيينه مفتيًا عامًا للمملكة بعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز، ليواصل مسيرة كبار العلماء في خدمة الدين والمجتمع. على مدى سنوات، كان الشيخ حاضرًا في المحافل العلمية والبرامج الدينية، مشاركًا في الندوات والإذاعات والتلفاز، وناصحًا وموجّهًا بعبارات تنبض بالحكمة والاعتدال. لم يكن منصبه مجرد موقع رسمي، بل رسالة حملها بصبر وتواضع، جسّد فيها روح العالم المخلص الذي ينحاز للعلم والحق.

ورغم مسؤولياته الجسام، ظل قريبًا من أسرته، تاركًا خلفه أربعة أبناء سار بعضهم على خطاه في ميدان العلم والدين، مثل ابنه الدكتور عبد الله آل الشيخ الذي تولى الإمامة والخطابة في جامع الإمام تركي بن عبد الله، ومتابعًا لنهج والده في خدمة الدراسات الشرعية.

صباح اليوم، أُسدل الستار على مسيرة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بعدما وافته المنية في مدينة الرياض. وقد وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإقامة صلاة الجنازة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله عقب صلاة العصر، إلى جانب إقامة صلاة الغائب في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وجميع مساجد المملكة.

 

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد