فناء قرية بأكملها من الوجود

فاجعة جبل مرة.. أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث

الأربعاء ٣ سبتمبر ٢٠٢٥ الساعة ٣:٣٤ مساءً
فاجعة جبل مرة.. أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث
المواطن - فريق التحرير

شهد السودان كارثة إنسانية مأساوية إثر انزلاق أرضي ضخم أدى إلى محو قرية بأكملها في إقليم دارفور، مخلفًا خسائر بشرية هائلة. تأتي هذه الكارثة لتضيف عبئًا جديدًا على البلاد التي تعاني بالفعل من صراع مسلح وأزمة إنسانية عميقة.

وقع الانزلاق الأرضي في قرية تارسين، الواقعة في منطقة جبل مرة بإقليم دارفور غربي السودان، فيما أعلنت السلطات المحلية عن مصرع ما يقارب 1000 شخص، وهو ما يمثل جميع سكان القرية تقريبًا. وتمكن شخص واحد فقط من النجاة من هذه المأساة.

دفن قرية بأكملها

وأدى الانزلاق إلى دفن القرية بأكملها تحت التراب والصخور، مما أدى إلى تدمير المنازل وتشويه معالم المنطقة بشكل كامل، وفناء القرية وسكانها من الوجود في كارثة إنسانية لم يشهد السودان مثيلا لها في التاريخ الحديث.

أسباب الانزلاق الأرضي:

ويوضح الخبراء، أن من أهم أسباب الانزلاق الأرضي في السودان في جبل مرة ما يلي:

الأمطار الغزيرة: تعد الأمطار الموسمية الغزيرة التي هطلت على المنطقة خلال الفترة الأخيرة هي السبب المباشر للانزلاق. أدت هذه الأمطار إلى تشبع التربة، مما أضعف تماسكها و تسبب في انهيارها.

الطبيعة الجغرافية: تقع القرية في منطقة جبلية شديدة الانحدار (جبل مرة)، مما يجعلها عرضة بشكل كبير للانهيارات الأرضية والتدفقات الطينية.

عوامل بشرية: تشير بعض التقارير إلى أن الأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات، والتعدين العشوائي، والبناء في مناطق غير مستقرة جيولوجيًا، قد تزيد من خطر حدوث مثل هذه الكوارث.

يأتي ذلك فيما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات بالغة في الوصول إلى المنطقة المنكوبة بسبب وعورة التضاريس، والمسافات الطويلة، ونقص الآليات والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأحجار والتربة.

أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان

كما تأتي هذه الكارثة في ظل استمرار الصراع المسلح في السودان، والذي أثر بشكل كبير على قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المناطق المتضررة وتقديم المساعدات الضرورية.

كم دعت السلطات في السودان، المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية إلى تقديم الدعم العاجل لانتشال الجثث، ومساعدة الناجين، وتقييم الوضع الإنساني في المناطق المحيطة التي قد تكون مهددة بانهيارات أخرى.

وتعد كارثة انزلاق جبل مرة واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث. فبجانب الخسائر البشرية الفادحة، تسلط هذه المأساة الضوء على مدى ضعف البنية التحتية، وصعوبة الوصول إلى المناطق النائية، والتأثيرات المدمرة للصراع المستمر على قدرة البلاد على الاستجابة للأزمات الإنسانية، سواء كانت من صنع الإنسان أو من صنع الطبيعة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني