الجماهير تعد الساعات قبل نزال كانيلو وكروفورد التاريخي في لاس فيغاس
تعيين المهندس الذكير ممثلًا دائمًا للسعودية في منظمة الفاو
المنافذ الجمركية تسجل 1402 حالة ضبط خلال أسبوع
وظائف شاغرة لدى شركة الفنار
كيف يتخلص المخ من النفايات السامة؟
ارتفاع ضحايا فيضانات باكستان إلى 101 قتيل
مذنب غامض يحير العلماء
أتربة مثارة ورياح نشطة على شرورة
وظائف شاغرة في فروع شركة التصنيع
ضبط 21339 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل.. بينهم 23 متورطًا بجرائم مخلة بالشرف
في عام 2012، توصل فريق بحثي بجامعة روشستر الأميركية برئاسة أخصائية طب الأعصاب مايكن نيدرجارد إلى وجود نظام دوري لم يكن معروفاً من قبل لطرد الفضلات السامة من المخ.
ولاحقا تبين من خلال أبحاث على فئران التجارب تدفق السائل النخاعي داخل أنفاق حول الأوعية الدموية في المخ، حيث تمر هذه القنوات على نوعية من خلايا المخ تعرف باسم الخلايا النجمية وتختلط بما يعرف باسم “السوائل الخلالية” Interstitial fluids، حيث تقوم بجمع الفضلات وتحملها خارج المخ عبر المساحات حول الأوعية الدموية.
وفي عام 2013، نشرت نيدرجارد دراسة مهمة مفادها أن عملية التنظيف المنزلي تنشط أثناء الليل. وتقول الباحثة في تصريحات للموقع الإلكتروني “ساينتفيك أميركان” المتخصص في الأبحاث العلمية: “أثناء الاستيقاظ تتوقف عملية التنظيف، ويرجع السبب في ذلك على الأرجح إلى أن دقة عمل الأنظمة العصبية اللازمة لمعالجة مؤثرات العالم الخارجي لا تتوافق مع عملية الاغتسال”.
وتؤكد هذه النتائج أن عملية اغتسال المخ التي تم اكتشافها مؤخرا هي واحدة من أهم فوائد النوم. وتوضح “عندما تستيقظ وأنت تشعر بالنشاط بعد فترة من النوم الهادئ، فإن ذلك يرجع على الأرجح إلى أن المخ تعرض لعملية إعادة ضبط على غرار ما يحدث في حالة صيانة السيارة”.
ولكن تلك الدراسات السابقة أجريت على الفئران التي تتسم عقولها بأنها أصغر وأقل تعقيدا من عقول البشر، كما أن فترات نومها عادة ما تكون متقطعة وليست متصلة مثل الانسان، وبالتالي كان كثير من العلماء يرفضون نظرية اغتسال العقل البشري أثناء النوم.
ويقول جوناثان كيبنيس أخصائي علم المناعة العصبية في كلية طب جامعة واشنطن الأميركية: “قبل عشر سنوات كان الحديث عن تدفق السوائل داخل المخ يبدو مثل الهرطقة”. وقد أمضى الباحثون السنوات العشر الماضية في دراسة ما إذا كانت عملية اغتسال المخ تحدث لدى الانسان على غرار ما يحدث في حالة الفئران، وقد توصلت الأبحاث إلى إثبات صحة هذه النظرية، بل وأن الموجات الكهربائية التي تتحرك داخل المخ أثناء النوم، تقوم بدفع السائل النخاعي داخل المخ وخارجه.
ومن جانبه، يؤكد جيفري إيليف أستاذ طب النفس والأعصاب بجامعة واشنطن أهمية ما يعرف باسم النظام “الجليمفاوي” الذي يقصد به آلية تنظيف المخ وإزالة الفضلات التي تتم أثناء نوم الانسان. ويقول في تصريحات لموقع “ساينتيفك أميركان” أن تعطل هذه المنظومة يؤدي على الأرجح إلى الإصابة باضطرابات عصبية ونفسية من بينها مرض الزهايمر، ويرى أن تعطل النظام الجليمفاوي قد يفسر سبب اختزان المخ لبروتينات الأميلويد وتاو في مرحلة الشيخوخة.
وأوضح الباحث إيليف أن المتخصصين في مجال النوم ظلوا لسنوات طويلة يركزون على أهمية النوم في عملية اختزان الذكريات، كما أن الأطباء الذين درسوا المساحات التي تحيط بالأوعية الدموية لم يتبينوا الغرض منها بشكل واضح بل واستبعدوا إلى حد كبير إمكانية أن تكون هذه المساحات في حقيقة الأمر قنوات لمرور السوائل، مضيفا أنهم “لم يدركوا مدى ديناميكية هذه القنوات”. ويقول الباحثون إن الجسم البشري ينتج ما بين ثلاثة إلى أربعة أمثال مخزونه من السوائل النخاعية كل يوم ثم يتخلص منها، وقد أدركت بعض الدراسات المبكرة ارتباط تدفق هذه السوائل بنبضات القلب، ولكن لم يتضح خلال الدراسات السابقة التغير الذي يطرأ على تدفق هذه السوائل أثناء النوم.
وخلال التجربة التي أجرتها الباحثة نيدرجارد لقياس معدلات التخلص من بروتينات الاميلويد أثناء استيقاظ الفئران ونومها وتخديرها، قام الباحثون بحقن متتبعات فلورية داخل أمخاخ الفئران لمتابعة تدفق السوائل النخاعية داخل المساحات حول الأوعية الدموية، وتبين لهم أن تدفق تلك السوائل يتراجع بنسبة 95% أثناء الاستيقاظ مقارنة بما يحدث أثناء النوم، وأن حجم هذه القنوات بين الأوعية يتسع بنسبة 60% عندما تكون الفئران نائمة أو في حالة تخديرها، وهو ما يؤكد أن الجسم يتعرض لتغيرات فسيولوجية أثناء الغياب عن الوعي تزيد من قدرة المخ على التخلص من فضلاته.