أصبح ركيزة أساسية في بناء الاقتصادات الحديثة وصياغة ملامح الحياة المعاصرة

مستشار تقني: الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا فكريًا أو مجرد تقنية مستقبلية

الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥ الساعة ١١:٣١ مساءً
مستشار تقني: الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا فكريًا أو مجرد تقنية مستقبلية
المواطن - فريق التحرير

أكد عبدالعزيز الفاضل مستشار التقنيات المتقدمة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً فكرياً أو مجرد تقنية مستقبلية، بل غدا اليوم ركيزة أساسية في بناء الاقتصادات الحديثة وصياغة ملامح الحياة المعاصرة”.

وأضاف “بين من يراه أداة لزيادة الإنتاجية وحل مشكلات معقدة، ومن يخشى مخاطره الأخلاقية والاجتماعية، يبقى السؤال مطروحاً: كيف يمكن توظيف هذه الثورة التقنية لصالح الإنسان؟”.

التجربة السعودية

وتابع الفاضل أنه في هذا السياق، تبرز التجربة السعودية بوصفها أنموذجا فريداً يجمع بين الطموح الكبير والقدرة الاستثمارية والرؤية الاستراتيجية، حيث يشهد العالم سباقاً محموماً للسيطرة على أدوات الذكاء الاصطناعي، بدءاً من تطوير الخوارزميات وصولاً إلى إنشاء مراكز البيانات العملاقة، وعلى سبيل الواقع الراهن الولايات المتحدة والصين وأوروبا تتوخى حروبا غير معلنه تتنافس فيه على الهيمنة الشاملة نحو سيطرة وجودية على تنامي هذا القطاع ، لما له من أثر مباشر على الاقتصاد والأمن القومي، ومستقبل رفاهية البشر وتحديد الأطر.

وعن تحديات الذكاء الاصطناعي قال: “مع ذلك، يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات عديدة مثل استهلاك الطاقة بشكل مفرط، والقلق من فقدان الوظائف التقليدية، بوصفه خصيما للإنسان المعاصر ، أزمة ما بعد الحداثة، إضافة إلى قضايا الخصوصية وما يتبعها من دواعي لا حصر لها الآن، وفوقها ثالثة الأثافي أو ما يسمى بالانحياز الخوارزمي”.

التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي

وأكد الفاضل أن رؤية السعودية 2030 وضعت التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في قلب استراتيجيتها الاقتصادية، ومن أبرز معالم هذه الرؤية ما يلي:

  • تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) كجهة تنظيمية مركزية.
  • إطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي جعلت الرياض منصة دولية للحوار وصياغة السياسات.
  • تأسيس شركة Humain بدعم صندوق الاستثمارات العامة، لتكون لاعباً رئيسياً في تطوير مراكز بيانات بقدرات تصل إلى مئات الميغاواط.
  • شراكات استراتيجية مع شركات عالمية مثل Google Cloud وHuawei، لبناء البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي.
    برامج تدريب وتأهيل لعشرات الآلاف من الشباب في تخصصات البيانات والخوارزميات

وأضاف أنه رغم هذه القفزات، تواجه التجربة السعودية عدة تحديات كالتالي:

  • الفجوة بين الشغف وتوق الطموح وتعقيدات التنفيذ على الأرض.
  • استهلاك الطاقة والمياه في بيئة مناخية حارة، ما يتطلب حلولاً مبتكرة للتبريد والكفاءة.
  • الحاجة إلى بناء منظومة ابتكار محلية تقلل الاعتماد على التقنية المستوردة.
  • قضايا تنظيمية وأخلاقية مثل حماية البيانات وضمان عدالة الخوارزميات

ما ينتظر التجربة السعودية

ولفت الفاضل إلى أن ما يُنتظر من التجربة السعودية أكبر من مجرد بناء مراكز بيانات أو استضافة تقنيات أجنبية، مؤكدا أن الطموح يتجه إلى:

  • جعل المملكة مركزاً إقليمياً وعالمياً للذكاء الاصطناعي بفضل موقعها الجغرافي وقدرتها الاستثمارية.
  • تطوير خوارزميات ونماذج لغوية تعزز حضور اللغة العربية وتدعم الهوية الثقافية.
  • مواءمة الذكاء الاصطناعي مع أهداف الاستدامة والطاقة المتجددة.
  • استقطاب المبدعين والشركات الناشئة، وتحويل الرياض , الدمام، نيوم، وعموم الوطن إلى حاضنات كبرى للذكاء الاصطناعي
    الذكاء الاصطناعي ثورة تتجاوز التقنية إلى إعادة صياغة علاقة الإنسان بالعالم.

وختم الفاضل بقوله: “إن السعودية، بما حباها الله من موارد بشرية كانت أو مادية وبما تملكه من رؤية استشرافية واستثمارات ضخمة، تقدم نمذجة عملية للتوازن بين الواقع المتمثل في التحديات الحالية، والمأمول الذي يتجسد في مستقبل أكثر ابتكاراً واستدامة، وإذا استمرت المملكة في هذا المسار، فإنها لن تكون مجرد متلقٍ لهذه الانطلاقة ، بل صانعة ومصدّرة لها، ولطالما كان هذا الوطن المعطاء موئلا لانبثاق النور”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني