لماذا يؤثر نقص فيتامين D على النساء أكثر من الرجال؟

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٥ الساعة ٩:٠٥ مساءً
لماذا يؤثر نقص فيتامين D على النساء أكثر من الرجال؟
المواطن - فريق التحرير

يوضح الأطباء، أن “فيتامين د” المعروف بلقب “فيتامين “أشعة الشمس” مفيد للعظام والحالة المزاجية والمناعة، وللجسم بشكل عام، لكن المشكلة تكمن في أن معظم النساء لا يحصلن على ما يكفي منه.

فقد أفادت دراسة هندية جديدة بأن مزيجاً من العوامل البيولوجية ونمط الحياة يؤثر عليهن بشكل مختلف عن الرجال، وفقًا لصحيفة Times of India.

تأثير نقص فيتامين D

وأضافت أن نقص فيتامين D لا يقتصر فقط على الشعور بالتعب الخفيف، بل يمكن أن يؤثر بشكل طفيف على الهرمونات والعظام والطاقة، وحتى الحالة المزاجية.

تمتلك النساء دهونا أكثر من الرجال بشكل طبيعي، ولا يتعلق الأمر بالوزن أو المظهر، بل يتعلق بالعوامل البيولوجية فقط.

كما تكمن المشكلة في أن فيتامين D قابل للذوبان في الدهون، مما يعني أنه يُخزن في الأنسجة الدهنية بدلاً من أن يدور بحرية في مجرى الدم حيث يمكن للجسم استخدامه.

وحتى لو تعرضت المرأة لأشعة الشمس أو تناولت أطعمة غنية بفيتامين D، فإن جزءًا كبيرًا منه يمكن أن يُحتجز في الدهون ويبقى خاملًا.

بالمقابل، يمكن أن يمتص الرجال فيتامين D ويستخدمونه بكفاءة أكبر، بينما تحتاج النساء إلى كميات أكبر من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية أو التعرض لأشعة الشمس للوصول إلى نفس المستويات.

ومع مرور الوقت، يمكن أن يُسهم نقص فيتامين D في الإرهاق وضعف العظام وبطء التعافي من الأمراض، وهي كلها أعراض ربما تظهر فجأةً، لكنها تُسبب ضررا أكبر للنساء بسبب مشكلة التخزين.

التغيرات الهرمونية

تلعب الهرمونات دورا كبيرا في آلية عمل فيتامين D، حيث يساعد هرمون الإستروجين، على وجه الخصوص، فيتامين D على أداء وظيفته مع الكالسيوم، مما يُحافظ على قوة العظام وصحتها.

في حين تُعاني النساء من تقلبات هرمونية كثيرة طوال حياتهن، مثل البلوغ والحيض والحمل وفترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث، وعندما ينخفض مستوى الإستروجين، وخاصةً خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث، يُصبح فيتامين D أقل فعالية.

لهذا السبب، تُصبح النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام والكسور مع تقدمهن في السن.

كما أن الأمر ليس مجرد تقدم في السن، فانخفاض هرمون الإستروجين وفيتامين D يُشكلان ضربة مزدوجة للعظام، حتى النساء الأصغر سنا ربما يُصبن به إذا كانت مستويات فيتامين D لديهن منخفضة.

كذلك يمكن أن يبدأ فقدان كثافة العظام في الثلاثينيات والأربعينيات دون أعراض واضحة حتى يُصبح خطيرا، لذا فإن فيتامين D ليس مجرد عنصر أساسي في العظام، بل هو مُساعد هرموني تعتمد عليه النساء أكثر من الرجال.

الحمل والرضاعة الطبيعية

يُعدّ الحمل عاملا مهما آخر. فعندما تكون المرأة حاملًا، تزداد احتياجات جسمها من فيتامين D بشكل كبير لدعم نمو عظام الطفل وأسنانه وجهازه المناعي، لهذا ينبغي مراعاة أن الطفل يعتمد كليا على الأم للحصول على فيتامين D، فإذا كانت مستويات فيتامين D لدى الأم منخفضة، فإن مستويات فيتامين D لدى الطفل تكون منخفضة أيضا، مما يمكن أن يكون له آثار طويلة المدى على صحة العظام والمناعة.

كما أن الرضاعة الطبيعية تُضيف جانبا آخر، حيث تنقل الأمهات المرضعات فيتامين D إلى أطفالهن عبر حليب الأم، مما يمكن أن يؤدي إلى استنزاف مخزونهن منه بشكل أكبر.

في حين لا تدرك العديد من النساء سرعة تراكم النقص خلال الحمل والرضاعة. لهذا السبب، غالبا ما يوصي الأطباء بمكملات فيتامين D للأمهات الحوامل أو المرضعات، لأن الأمر يشمل الأم والطفل أيضا.

تأثير نمط الحياة

يذكر أن فيتامين D يُنتج بشكل طبيعي في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس، وخاصةً الأشعة فوق البنفسجية.

وبينما يبدو الأمر بسيطا من الناحية النظرية، تجعله الحياة العصرية أكثر تعقيدا، إذ تقضي معظم النساء أجزاءً كبيرة من اليوم في الداخل، سواء للعمل في المكاتب أو التنقل أو القيام بمسؤوليات عائلية.

أيضا يمنع واقي الشمس، وهو رائع لحماية البشرة، إنتاج فيتامين D، كما أن البيئات الحضرية والمباني الشاهقة تقلل من كمية أشعة الشمس المباشرة التي تصل إلى الجلد.

مصادر فيتامين D

ويتوفر فيتامين D طبيعيا في عدد قليل من الأطعمة، من بينها الأسماك الدهنية مثل السلمون أو الماكريل، والبيض وبعض منتجات الألبان أو الحليب النباتي المدعمة. بالنسبة للنساء اللواتي يتجنبن تناول الأسماك، أو يعانين من عدم تحمل اللاكتوز، أو يتبعن حميات غذائية نباتية أو مقيدة، فإن الحصول على ما يكفي من فيتامين D من الطعام وحده أمر صعب للغاية.

كما أن العديد من النساء يحدّدن من السعرات الحرارية أو يتبعن أنماطا غذائية معينة لأسباب صحية أو جمالية، مما يمكن أن يؤدي دون قصد إلى استبعاد مصادر فيتامين D.

ولا توفر بعض الأطعمة المدعمة ما يكفي لتلبية الاحتياجات اليومية. ولهذا السبب يُنصح بتناول المكملات الغذائية بكثرة. فبدونها، يزداد احتمال نقص فيتامين D، وربما تتسلل أعراض خفية مثل التعب وسوء الحالة المزاجية أو المرض المتكرر تدريجيًا دون أعراض واضحة.

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد