حدث استثنائي وهدية مصر للعالم

افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا.. أيقونة الألفية الجديدة وحارس كنوز الحضارة

السبت ١ نوفمبر ٢٠٢٥ الساعة ١٠:٣٨ مساءً
افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا.. أيقونة الألفية الجديدة وحارس كنوز الحضارة
المواطن - فريق التحرير

انطلق، مساء اليوم السبت، حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي و79 وفدًا رسميًا، بينهم 39 وفداً يرأسهم ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، حيث رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي بضيوف مصر الكرام والشعب المصري العظيم، قائلا: “استهل كلمتي بالترحيب بحضراتكم على أرض مصر أقدم دولة عرفها التاريخ”.

وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير: “هنا حيث خطت الحضارة أول حروفها وشهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والعقيدة، لقد ألهمت مصر القديمة شعوب الأرض قاطبة ومن ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضيء طريق الحضارة والتقدم الإنساني معلنة أن صروح الحضارة تبنى في أوقات السلام وتنتشر بروح التعاون بين الشعوب”.

حدث استثنائي في تاريخ الثقافة والحضارة

وتابع: “اليوم ونحن نحتفل معا بافتتاح المتحف المصري الكبير نكتب فصلا جديدا من تاريخ الحاضر والمستقبل، فهذا أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة حضارة مصر التي لا ينقضى بهاؤها”.

ويمثل افتتاح المتحف المصري الكبير “حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر”، حسب البيان الصادر عن الرئاسة المصرية، مساء الجمعة.

ويعد المتحف المصري الكبير (Grand Egyptian Museum – GEM)، المعروف أيضًا باسم الجراند إيجيبتيان ميوزيوم، هو أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويُعد إنجازًا ثقافيًا وطنيًا هائلًا لمصر.

ويغطي المتحف، مساحة إجمالية تصل إلى 500,000 متر مربع، ويضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية تعكس تاريخ مصر القديمة عبر سبعة آلاف عام، من العصور ما قبل الأسرات إلى العصور اليونانية والرومانية. يقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة، مما يجعله نقطة جذب سياحية فريدة تربط بين الماضي والحاضر.

فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير، في أوائل التسعينيات على يد فاروق حسني، وزير الثقافة المصري السابق، الذي انتقد المتحف المصري التقليدي في ميدان التحرير بسبب ازدحامه وعدم كفاءته في الترميم.

وقد تم إعلان المشروع رسميًا في عام 1992 تحت رئاسة حسني مبارك، بهدف توحيد الكنوز الأثرية وتوسيع عرضها. تم وضع حجر الأساس في عام 2002، وبدأ الإنشاء الفعلي في 2005، بمشاركة شركتي البلجيكية BESIX والمصرية أوراسكوم للإنشاءات، بتكلفة بلغت 1.2 مليار دولار.

فاز التصميم بمسابقة دولية أُعلنت في 2002، حيث شارك فيها 1,557 تصميمًا من 82 دولة، واختير تصميم المهندسين الأيرلنديين روزين هينيغان وشي-فو بينغ من شركة Heneghan Peng Architects، بالتعاون مع Buro Happold وArup. أما التصميم الداخلي والمعارض فكان من قبل Atelier Brückner، والمناظر الطبيعية من West 8.

شهد المشروع تأخيرات عديدة بسبب الجائحة (كوفيد-19) في 2020، والتحديات اللوجستية، والنزاعات الإقليمية (مثل التوترات في الشرق الأوسط في 2025)، مما أدى إلى تأجيل الافتتاح من 2020 إلى نوفمبر 2025. بدأت المرحلة التجريبية في أكتوبر 2024، حيث زاره نحو 1.5 مليون زائر خلال 10 أشهر، وافتُتح رسميًا في 1 نوفمبر 2025 بحضور قادة عالميين، مع إغلاق مؤقت من 15 أكتوبر إلى 3 نوفمبر للتحضيرات النهائية.

الموقع والتصميم المعماري

يقع المتحف في طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي بمدينة الجيزة، على بعد حوالي 2 كيلومتر شمال غرب أهرامات الجيزة. يتميز بتصميم مثلثي المقطع، يمتد من المدخل نحو الأهرامات الثلاثة الرئيسية، مع جدران وأسقف مائلة تتوافق مع خطوطها، دون تجاوز ارتفاعها احترامًا للآثار القديمة.

الواجهة مصنوعة من الرخام والزجاج، مزينة بكرتوش ودوائر تحمل هيروغليفية أسماء الملوك والملكات.

يشمل المدخل الرئيسي قاعة الـ أتريوم (القاعة الكبرى) مساحتها 10,000 متر مربع، بسقف زجاجي يتيح رؤية الأهرامات، ويضم تمثال رمسيس الثاني (11 مترًا، 83 طنًا).

الدرج الكبير (6,000 متر مربع، 50 مترًا ارتفاعًا) يربط بين القاعات بعرض 60 قطعة أثرية. كما يحتوي على ممرات مكيفة تربط بالأهرامات، ومرافق حديثة مثل مراكز المؤتمرات (40,000 متر مربع، قاعة رئيسية لـ1,000 شخص) ومتحف الأطفال التفاعلي (5,000 متر مربع).

المعروضات والقطع الأثرية

يضم المتحف 12 قاعة رئيسية تغطي 24,000 متر مربع، منظمة زمنيًا وموضوعيًا، مع عرض نحو 50,000 قطعة (20,000 منها لأول مرة). تشمل:
القاعة/المعرض
الوصف الرئيسي
أبرز القطع
القاعات 1-3 (العصور القديمة)
العصور ما قبل الأسرات، المملكة القديمة، والانتقال الأول.
تماثيل عملاقة، أدوات حجرية.
القاعات 4-6 (المملكة الوسطى)
المملكة الوسطى والانتقال الثاني.
توابيت حجرية، فنون دينية.
القاعات 7-9 (المملكة الحديثة)
المملكة الحديثة، بما في ذلك عصر توت عنخ آمون.
مجوهرات، أسلحة.
القاعات 10-12 (العصور المتأخرة)
الانتقال الثالث، العصر المتأخر، اليوناني-الروماني.
تماثيل كليوباترا، آثار بطلمية.
قاعات توت عنخ آمون (7,500 متر مربع)
عرض كامل 5,398 قطعة لأول مرة، مصممة كقبر KV62.
القناع الذهبي، العرش الذهبي، التابوت الذهبي (110 كجم)، ثلاثة أسرة جنائزية، ست عربات، تمثال أنوبيس. (المومياء تبقى في وادي الملوك).
متحف سفن خوفو
عرض سفينتي الشمس البالغتما 4,600 عامًا، مع شاشات تفاعلية.
السفينتان الشمسيتان لخوفو.
المعارض المؤقتة
5,000 متر مربع للمعارض الدولية.
معارض متنوعة.

الافتتاح والوصول للزوار

افتُتح المتحف جزئيًا في أغسطس 2024، واكتمل الافتتاح في 1 نوفمبر 2025 بحفل كبير شمل عرضًا لقطع توت عنخ آمون وسفينة خوفو، يعمل يوميًا من 9 صباحًا إلى 5 مساءً، بسعة 4,000 زائر يوميًا في البداية، كما يُعد المتحف رمزًا للفخر الوطني، يعزز السياحة (مصدر رئيسي للعملة الأجنبية في مصر)، ويروج لدراسات المصريات عالميًا عبر مركز المؤتمرات.

المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل جسر زمني يجسد عبقرية المصريين عبر الأزمنة والعصور، مع افتتاحه في 2025، يفتح بابًا جديدًا لعصر ذهبي في السياحة الثقافية والمصريات، ويعد وجهة يجب زيارتها لكل عشاق التاريخ.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد