وظائف شاغرة بشركة البحر الأحمر الدولية
سلمان للإغاثة يبادر بعلاج فتاة فلسطينية مصابة بسرطان الدم في الأردن
ضبط 4830 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع
أمانة المدينة المنورة تطرح فرصة استثمارية لمشروع التليفريك بحي الشهداء
الرياض وجدة تعززان حضورهما السياحي والثقافي مع قرب انطلاق كأس آسيا تحت 23 عامًا
القبض على مواطن لنقله 6 مخالفين لنظام أمن الحدود في جازان
السعودية الأولى في الشرق الأوسط بمؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي 2025
الطرق: جهاز محاكاة الأحمال المرورية أداة لاختبار عينات الطرق قبل اعتمادها
زاتكا تدعو المنشآت إلى تقديم إقرارات ضريبة القيمة المضافة عن شهر نوفمبر
ضبط مخالفين بحوزتهم كائنات فطرية بحرية مهددة بالانقراض محظور صيدها
تقف في قلب مركز القضيمة جنوب محافظة رابغ، أطلال السوق القديم ببيوته ومحاله الطينية شاهدًا على مرحلةٍ تجارية واجتماعية كانت تزخر بالحياة والنشاط التجاري وكأنها صفحاتٌ من الماضي تروي حكاية الإنسان والمكان وقصص التجّار التي نُسجت بين بيوت الطين ومحالها البسيطة.
ويلوح في موقع السوق مشهدٌ يحفظ ملامح زمنٍ كانت فيه القضيمة مركزًا نابضًا بالحياة، تفد إليه الأهالي وترده القوافل التجارية القادمة من مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو ينبع.

وشكّل سوق القضيمة القديم قلبًا اقتصاديًا للمنطقة، حيث تتوزع فيه المحال الطينية على صفّين متقابلين، تتخللهما الممرات الضيقة التي كانت تعجّ بالحركة والأحاديث اليومية، وتُباع فيه الحبوب والتمور والملابس والأقمشة، وتُعرض أدوات الصيد والرحلات البحرية التي شكّلت جزءًا من هوية أهالي المنطقة.
وترك الزمان بصمته على جدرانه المتشققة وسقوفه المتهالكة، إلا أن بيوت الطين ومداخلها المقوسة ما زالت شامخة، تقاوم النسيان، وتحكي عن زمنٍ كان فيه الطين واليد الحرفية صنّاع الجمال والبساطة، في بعض الأركان لا تزال آثار الدكاكين الصغيرة واضحة؛ رفوفٌ منسية، وأبواب خشبية صمدت في وجه الريح، تحفظ ذاكرة المكان، أما الأزقة الضيقة شكّلت شرايين حيٍّة خف نبضها، لكنها تنبض بالحنين.
وتقع القضيمة على طريق الساحل بين جدة ورابغ، وتُعد من المراكز القديمة التي شكّلت محطاتٍ رئيسية للتجارة والتموين للقوافل البحرية والبريّة، ويُرجَّح أن السوق كانت نقطة وصلٍ بين البادية والساحل، حيث يتبادل الناس السلع والمنتجات المحلية من البحر والبر.
ومع تطور العمران وتحوّل الأسواق إلى الطراز الحديث، بقيت سوق القضيمة القديمة رمزًا للبساطة الأصيلة ومرآة لمرحلةٍ من تاريخ المنطقة الاجتماعي والاقتصادي، وشاهدًا تاريخيًا ومعلمًا تراثيًا يربط الأجيال بجذورها، فهي ليست مجرد أطلال، بل ذاكرة تُروى للأجيال القادمة.
