إسعاف المنية ينفذ 43 مهمة بتمويل من سلمان للإغاثة
وظائف شاغرة بـ جامعة الملك سعود الصحية
أمثال جازان الشعبية.. ذاكرة الحكمة وصوت التجربة
ما العلاقة بين استخدام الهواتف الذكية وصحة الدماغ؟
منظومة محدثة لضمان خدمة مستقرة وآمنة للحجاج طوال المناسك
سامسونغ تضخ 310 مليارات دولار في الرقائق والذكاء الاصطناعي
التأمينات: الحد الأدنى للاشتراك الإلزامي هو 15 سنة
وظائف شاغرة في شركة المراعي
وظائف شاغرة لدى مركز الالتزام البيئي
وظائف شاغرة بـ فروع شركة CEER
من بين كنوز التراث الجيزاني يبرز المغش، متوسطًا مائدة ممتدة للأكلات الشعبية المتنوعة التي يشتهر بها المطبخ الشعبي الجيزاني، كقصة تحكي بنكهاتها وعطرها حكايا الأجداد وحب الأجيال للحفاظ على الموروث الغذائي.
ويُحضّر المغش بعناية فائقة داخل أوانٍ فخارية أو حجرية، حيث يمتزج لحم الضأن أو الماعز مع مجموعة من الخضار، مما تجود به أرض جازان الخصبة، متوّجًا بمزيج من البهارات والنكهات التي تنثر عبيرها.
وبعد إغلاق المغش بإحكام، يبدأ الطهي البطيء في التنور أو الفرن لمدة ساعتين تقريبًا، لتنتشر الروائح العطرية التي تأسر الحواس، مستحضرة جلسات الأجداد حول المائدة، حيث كان الطعام أكثر من مجرد طعم، بل حضور للذكرى وروح العائلة.
ولا يقتصر سحر المغش على المكونات أو طريقة الطهي فحسب، بل يتجلّى أيضًا في مهارة وتفنّن ربات البيوت الجيزانيات، اللواتي يحوّلن كل وجبة إلى لوحة فنية، إذ يعتنين بهذا الطبق من خلال أجود أنواع اللحوم والخضار الطازجة، ويضبطن حرارة التنور بدقة، ويحرصن على ترتيب المكونات بشكل متناسق، ليخرج في أبهى صورة.
فكل ربة منزل تضيف لمستها الخاصة من الخبرة والذوق الفريد، فتتنوع الوصفات قليلًا من بيت لآخر، لكن الروح تبقى واحدة.
وعند تقديمه ساخنًا مع الخبز البلدي أو الأرز، يتحوّل المغش إلى تجربة متكاملة تجمع بين الطعم والدفء الاجتماعي، بينما يحكي الوعاء الفخاري أو الحجري حكاية براعة الحرفيين، وجسرًا يربط الماضي بالحاضر.
فالمغش ليس مجرد طعام، بل رمز للكرم والضيافة، وتجسيدًا للتزام الأجيال بحفظ التراث الغذائي، ليظل حيًا عبر الزمن، وليظل مصدر إلهام للزوار والأجيال القادمة، حاملاً عبق التاريخ، وطعم الأرض، وروح الضيافة الجيزانية الأصيلة.
بهذا التفنن، يصبح المغش أكثر من مجرد طعام، إنه فن متوارث، وحكاية تُروى عن صبر وإبداع النساء الجيزانيات اللواتي يحيين التراث ويجعلونه حاضرًا في كل مائدة.