اتهامات لـ شات جي بي تي بدفع مستخدمين للانتحار
الدعم السريع يحتجز 19 ألف سجين جنوب دارفور
منافسات قوية في اليوم الثاني من العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية
“SquidKid”.. لعبة مبتكرة تُحول البكتيريا لتجربة تعليمية للأطفال
تطبيقات خبيثة تخترق الهواتف والحسابات البنكية.. احذروها
شاهد.. هطول أمطار الخير على طريف
8 علامات تحذيرية لسرطان الثدي
أمير الجوف يرعى توقيع عقد إيصال الكهرباء لمدينة الحجاج والمعتمرين بمركز الشقيق
انطلاق فعاليات “ملتقى الدرعية الدولي 2025” في حيّ البجيري
المركزي السعودي يخفض معدل اتفاقية إعادة الشراء والشراء المعاكس
جسد الآباء والأجداد الذين عاشوا في صحراء المملكة قديمًا ذكاءً لافتًا في حسن استثمار الموارد الطبيعية، وابتكروا أدوات أسهمت في تلبية احتياجاتهم اليومية بكفاءة، ومن أبرزها “القِربة” التي تُعد من أهم الأدوات التقليدية في الجزيرة العربية، ذلك الوعاء المتعدد الأحجام الذي استخدم في نقل الماء وحفظه وتبريده، إضافة إلى حفظ الدهن واللبن، في مشهد يُظهر براعة الإنسان في فهم بيئته وتسخير إمكاناتها.
وصُنعت “القِربة” قديمًا من جلود البهائم بعد دبغها بعناية، لتستخدم في حفظ الماء وتبريده طبيعيًا عبر تعليقها في الهواء، وكانت تثبت على حامل خشبي ثلاثي الأرجل لتسهيل استخدامها، وتعد “القِربة” جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا الثقافي، إذ مثّلت حلًا بسيطًا وفعالًا لتوفير الماء البارد في زمن لم تتوفر فيه التقنيات الحديثة، لتغدو رمزًا للابتكار والاعتماد على الذات في التعامل مع متطلبات البيئة.
ويؤكد المهتم بالأدوات التراثية والموروث الشعبي محمد الشومر أن “القِربة” تختلف بحسب أنواعها وأحجامها وخامات تصنيعها، موضحًا أن “السعن” يستخدم لحفظ الماء ويصنع من جلد الماعز أو الضأن، ويساعد على تبريد الماء بفضل خصائص الجلد والتهوية، فيما يصنع “الصميل” من جلد الأغنام أو الماعز ويستخدم لحفظ اللبن وخضه لفصل الزبد.
ويشير إلى أن “العكة” تخصص لحفظ السمن البلدي وتصنع من جلود الأغنام، في حين تستخدم “الشكوة” لحفظ اللبن وتحويله إلى زبدة ولبن رايب، كما يخزن فيها السمن والعسل.
وتبدأ صناعة “القِربة” بدهن الجلد بـ”الودك”، -وهو دسم اللحم أو شحم الأمعاء خاصة من الأغنام والإبل والأبقار-، ثم يترك لمدة تمتد ليومين ليتشرب الدهن ويصبح طريًا وسهل الاستخدام، ويبدأ بعد ذلك “الخراز” بتفصيل الجلد وتجهيزه وتحديد الحجم المطلوب، ثم تنفيذ عملية “الخرازة” باستخدام إبرة كبيرة تعرف بـ”المجذاب”.
وتشكل جلدة رقبة الحيوان فوهة “القِربة”، بينما تستخدم جلدة قدميه ورجليه للإمساك بها أثناء حملها أو تعليقها على ظهور الدواب عند نقلها، مشيرًا إلى أن “القِربة” تبقى صالحة للاستخدام لفترات طويلة قد تمتد لسنوات دون أن تتلف.
ويضيف الشومر أن الناس اعتمدوا حتى وقت قريب على “القِربة” في رحلاتهم البرية التي قد تستغرق أيامًا عدة، كما كانت تحمل في الأسفار وتعلق خارج السيارات الكبيرة التي تنقل المسافرين، لتكون جزءًا لا يتجزأ من متاعهم ومصدرًا للماء البارد.
