رئيس جمعية المستثمرين الأوروبيين لـ”المواطن”: مساعينا للمشاركة في نيوم تنبع من ثقتنا في حلم محمد بن سلمان

الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٨:٤٢ صباحاً
رئيس جمعية المستثمرين الأوروبيين لـ”المواطن”: مساعينا للمشاركة في نيوم تنبع من ثقتنا في حلم محمد بن سلمان

أكّد رئيس جمعية المستثمرين الأوروبيين، بول كوستر، أنَّ مستثمري القارة العجوز يتطلّعون إلى الانضمام لقائمة مستثمري مشروع “نيوم” السعودي، واصفًا إياه بأنّه مشروع العصر العملاق، ومبيّنًا أنَّ مشروع نيوم سيكون منطقة حرّة دولية، تحوّل مسار التجارة العالمية، وتغيّر خارطة تحرّكها، ويمنح الأوروبيين الفرصة للوصول بصورة أسرع وأكبر فاعلية إلى قارّة آسيا.

وكشف كوستر، في حوار خاص مع صحيفة “المواطن” الإلكترونية، أنَّ “المجموعة الاستثمارية الأكبر في أوروبا، والتي تأسست في العام 1924، قررت أن تسعى للعمل في مشروع نيوم، وتستثمر في الاقتصاد المعرفي، بكل ما أوتيت من قوّة اقتصادية وثقل استثماري”، موضحًا أنَّ “مجموعة المستثمرين الأوروبيين تمثّل المستثمرين كافة في دول الاتّحاد الأوروبي، وتساعده للوصول على سياسات سليمة، ومستدامة”.

 

نريد أن نكون لبنة أساسية في مشروع نيوم:

وبيّن كوستر، أنَّ ما تتحكّم به جمعية المستثمرين الأوروبيين من موارد مالية، يجعل أعضاءها مؤهّلين للتنافس في مشروع نيوم، الذي يجمع بين قارّتين، ويسيطر على قارات العالم القديم، وهو ما يدفعنا لبذل قصارى جهدنا لنكون إحدى اللبنات الأساسية في المشروع العالمي العملاق، عبر إيجاد أرضية مشتركة مع أصحاب المصلحة، لاسيّما في المملكة العربية السعودية.

ثقة استثنائية:

وأبرز رئيس جمعية المستثمرين الأوروبيين، خلال حواره مع “المواطن“، أنَّ “مشروع نيوم يكتسب ثقة من نوع خاص في القارة الأوروبية، ثقة تنبع من طموح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرؤية التي وضعها للمملكة العربية السعودية حتى عام 2030، والتي بعد دراستها جيدًا، اكتشفنا أنّها أكثر من مجرّد خطة لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي، فهي بمخرجاتها ستعيد رسم خارطة التجارة العالمية، على المستويات كافة، ولكننا حينها لم نكن نجد الفرصة للمشاركة في تنفيذها”.

وأكّد أنَّ “المستثمرين الأوروبيين، منفتحون على الشرق الأوسط، وأولويّتهم تتمثل في التبادل المعرفي والاقتصادي، كما أنّهم مستعدّون دومًا للتحديات المفتوحة، والتي يعدُّ مشروع نيوم أهم حدث في المرحلة الراهنة من تاريخ الاقتصاد الدولي”.

محمد بن سلمان جعل من حلمنا حقيقة:

ورأى كوستر أنَّ “مشروع نيوم هو حلم لم نتخيل يومًا أن يكون حقيقة، إلا أنَّ ولي العهد السعودي جعله واقعًا، ليكون هناك منصّة اقتصادية جديدة للحالمين بعالم أفضل لكل الإنسانية، دون إغفال المصالح المشتركة”، لافتًا إلى أنَّ “استخدام تكنولوجيا المستقبل في مشروع نيوم يعدُّ ركيزة أساسيّة مهمّة، لم تقدم عليها أيَّ من دول العشرين، التي تعتبر أكبر الاقتصادات العالمية”.

وبيّن أنَّ “تخطيط المشروع، سوف يتيح حرية حركة لابتكار حلول جديدة، وتطبيق تكنولوجيا حديثة، في تهيئة البنية التحتية وكل مراحل المشروع، وهو ما يعني أنَّ الحاجة بالضرورة إلى المعرفة، وتنمية العلوم، وهذا جزء من ركائز مؤسستنا، لاسيّما أنَّ المشروع يعتبر استثمارًا مثاليًّا، لمناطق بكر لم تطأها قدم البشر بعد، على مساحة كبيرة جدًّا، تصل إلى 460 كيلو مترًا مربعًا، وفي منطقة إستراتيجية تجاريًّا على ساحل البحر الأحمر”.

وأضاف: “الشواطئ البكر في منطقة المشروع، والجزر الخلابة، إضافة إلى الجبال المطلة على خليج العقبة والبحر الأحمر، علاوة على الصحراء المثالية، كلّها مميّزات للاستثمار ليس فقط المعرفي أو التجاري، بل أيضًا للاستثمار السياحي، فهي منطقة واعدة للغاية لتكون حاضرة العصر البشري الرابع”.

إعادة تشكيل خارطة الاستثمار والابتكار الدولية:

وشدّد كوستر، في معرض حديثه لـ”المواطن“، على أنَّ “مشروع نيوم الذي يعدُّ جامعًا بين قارّتي آسيا وإفريقيا، جاء ليبني مستقبل العالم، ويعيد تشكيل خارطة الاستثمار والابتكار الدولية، هندسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليكون نموذج العالم الجديد، الذي يرتقي بالحضارة الإنسانية نحو أعلى المستويات، متفوّقًا في التنافسية ونمط المعيشة، عبر الابتكار في مجالات التقنية كركيزة أساسية للبنية التحتية للمشروع”، لافتًا إلى أنَّ “التقنية الحديثة وكل ابتكاراتها ستسخّر هنا من أجل تحقيق حلم محمد بن سلمان، ونحن (المستثمرون الأوروبيّون) مستعدون لنقل خبراتنا في هذا المجال، والمجالات الأخرى على اختلاف القطاعات التي ستدخل حيّز الحياة عبر مشروع نيوم”.

مشروع العصر الكوني الرابع:

وأردف: “يأتي مشروع نيوم في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد، في مختلف جوانب الحياة، واستجلاب السلاسل القيّمة في الصناعات والتقنية، ما يجعله مشروع العصر الكوني الرابع بامتياز، إذ إنّه يجمع أفضل العقول والشركات معًا، لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات، متفوقًا على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة”.

وأشار رئيس جمعية المستثمرين الأوروبيين إلى أنَّ “رصد الحكومة السعودية لمبلغ هائل، هو 500 مليار دولار أميركي، للاستثمار في المشروع، يعني بالنسبة لنا أنّنا ندخل المشروع بثقة كاملة في الرؤية السعودية، التي وضعت ثقلها كلّه خلف المشروع، ساعية نحو إنجاحه، وهو ما سنساهم بكل تأكيد فيه”.

وأوضح كوستر أنَّ “مكانة المملكة الاقتصادية وما تحظى به من ثقة لدينا، ستجعل مشروع نيوم منطلقًا لمشاريع نوعية، تعتمد على ما تنفرد به المملكة من موارد طبيعية وموقع جغرافي يربط قارات العالم ويكون جسرًا بينها”.

واستطرد: “نحن نسعى إلى اقتناص الفرص، والاستثمار فيها بقوة، وهنا نجد أنفسنا أمام استثمار مضمون، على المستويين الآني والمستقبلي، وهو ما يوفّره مشروع نيوم لنا في منصّة واحدة، لاسيّما أنّه يشمل قطاعات سيتم إنشاؤها من الصفر، إضافة إلى استفادة المستثمرين في المشروع من الموارد الطبيعية، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو ما يعني أننا سنحافظ على البيئة الإنسانية، ولن نكون طرفًا في نزاع المناخ الذي يشهده عالمنا اليوم”.

الاتحاد الأوروبي يسعى ليكون قوّة اقتصادية فاعلة في المنطقة:

وأكّد كوستر، في ختام حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “الاتّحاد الأوروبي يسعى ليكون قوّة اقتصادية فاعلة في المنطقة الإستراتيجية الأهم في العالم؛ لأنّ الاقتصاد يعدُّ القاطرة الأكثر ثباتًا في العلاقات الدولية، ومشروع نيوم يعدُّ فرصة استثنائية لدخول الشرق الأوسط من بوابة كبرى، تسطر للحضارة المستقبلية تاريخًا قويًّا”، لافتًا إلى أنَّ “المجموعة الاستثمارية الأوروبية الكبرى، تسعى إلى الدخول في مفاوضات جادة، لنكون طرفًا فاعلًا بين الأطراف المستثمرة في المرحلة الراهنة، ونكون جزءًا من استثمارات المستقبل، في هذه المنطقة الخاصة، ونشارك في الارتقاء بجودة الحياة، بجوانبها كافة، من التعليم والصحة والغذاء والنقل والترفيه وصناعة التقنية الحديثة، وتوظيف أحدث تقنيات المستقبل الأمنية، وكلّها مجالات لدينا في جمعية المستثمرين الأوروبيين كبرى الشركات المتخصصة فيها”.