الحائز على جائزة بيرناسر لأفضل اقتصادي أوروبي لـ”المواطن”: محمد بن سلمان يفكر بعقلية إستراتيجية ثرية والدليل مشروع نيوم

الجمعة ٣ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٣:٤٨ مساءً
الحائز على جائزة بيرناسر لأفضل اقتصادي أوروبي لـ”المواطن”: محمد بن سلمان يفكر بعقلية إستراتيجية ثرية والدليل مشروع نيوم

اعتبر الخبير الاقتصادي الفرنسي، الحاصل على جائزة بيرناسر لأفضل اقتصادي أوروبي تحت 40 عامًا، توماس فيلبون، أنَّ الخطوة الجريئة التي أقدم عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والمتمثلة في مشروع نيوم الاستثماري الضخم، تؤكّد أنَّ الأمير الشاب يفكّر بعقلية إستراتيجية ثرية بالمعرفة، وإدراك أبعاد الاحتياج الإنساني والاقتصادي، ليجمع بينهما في مكان يضع المستقبل بين أيدي البشرية اليوم.

وأبرز الحاصل على جائزة مايكل برينان وبلاكروك لعام 2010، في حوار خاص مع صحيفة “المواطن“، أنَّ “مشروع نيوم يعدُّ طفرة في عالم الاقتصاد؛ فضلًا عن كونه إطلالة من المستقبل على حاضرنا، تأتينا من الشرق الأوسط، الذي لطالما نظرنا إليه كمصدر غير مستغل للثروات، فضلًا عن بؤرة للقلق وعدم الاستقرار”، مشيرًا إلى أنَّ “الاقتصاد السعودي المستقر، يعدُّ دعامة قويّة للمشروع الذي يجري التخطيط له منذ عامين، فهو قفزة تاريخية في مجالات عدة، ليست التكنولوجيا وحدها هي المعنية، بل عالم الاستثمار، وسوق العمل، فضلًا عن مسار التجارة الدولية”.

أسس تنمية اقتصاد المملكة القوية تضمن أرباح مشروع نيوم:

وبيّن فيلبون، في حديثه مع “المواطن“، أنَّ “الأمير محمد بن سلمان وضع أسسًا قوية للتنمية الاقتصادية، عبر استغلال الموارد المتمثلة في الأرض واليد العاملة ورأس المال، وتوظيفها بشكل منتج، يدرُّ الأموال”، مشيرًا إلى أنَّ “مشروع نيوم سيقوم بتشغيل الأيدي المنتجة، البشرية والآلية، فالأرباح مضمونة هنا 100%، متخلّصًا بذلك من الصورة النمطية في التوظيف، التي تعتبر تحويلًا للدخل فقط دون إنتاجية تذكر”.

ولفت إلى أنَّ “مشروع نيوم سيساهم في التحكم بالنمو السكاني، ما سيؤدي إلى التراكم الرأسمالي، فالأرباح تعتمد على تكلفة عنصر العمل، ومن ثم فإنَّ معدل الأرباح يمثل النسبة ما بين الأرباح والأجور، فعندما ترتفع الأرباح تنخفض الأجور، ويزيد معدل الأرباح، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة التكوين الرأسمالي”.

وأكّد الحاصل على جائزة أفضل اقتصادي شاب أنَّ “التكنولوجيا، التي تعدُّ محور مشروع نيوم الأساسي، هي بالأساس مولّد طبيعي للفرص الاستثمارية، فالابتكارات لا تنضب، والاختراعات التي تقرّب المستقبل إلينا، وبالتالي فرص الاستثمار فيها، ما يعني بالضرورة تضاعف رأس المال التراكمي، ومعه الأرباح”.

محمد بن سلمان يتجنّب آثار الركود الاقتصادي:

وأشار فيلبون إلى أنَّ “الأمير محمد بن سلمان تجنّب الآثار المترتبة على غياب التحسن التكنولوجي، وارتفاع معدل نمو السكان بشكل يفوق التراكم الرأسمالي، وحالة الركود الناتجة عن ذلك، إذ فعل ذلك عبر إدخال التكنولوجيا قبل البشر إلى المكان”، مبيّنًا أنَّ “السياسة التجارية الحرة في منطقة مشروع نيوم، ستجعله في الوقت نفسه ليس قبلة للعقول فقط بل قبلة لكل صانع أموال، يريد لأمواله أن تتضاعف، لاسيّما في أجواء اقتصادية مستقرة، يحدد فيها دور الدولة عند التحرّك الأدنى، وتطلق فيها يد الشركات، لتخلق مساحة تنافسية واسعة المجال، ما يؤدي بالضرورة إلى نشاط في التبادل الاستثماري، والابتكارات الخلاقة، التي تحسّن من نمط الحياة في نيوم بصورة مستمرة”.

وكشف الحائز على جائزة براتل لعام 2008 لأفضل دراسة في تمويل الشركات‏، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “المنافسة الكاملة في مشروع نيوم، والتوازن الإستاتيكي، يعتبران سببين رئيسيين للاستثمار والأرباح، فضلًا عن غياب البطالة الاختيارية، فهو مشروع مبني على التدفق النقدي ببراعة، عبر الاستناد إلى الابتكار، الأمر الذي يجعله أعظم تحرّك لاقتناص الفرص”.

محمد بن سلمان يقود تنمية السعودية الاقتصادية والعالم نحو المستقبل:

وشدّد فيلبون على أنَّ “الأمير الشاب، يقود السعودية نحو تنمية اقتصادية حقيقية، وفي الوقت نفسه يقود العالم نحو المستقبل، عبر مشروع نيوم، فالطموح لديه لا يتوقف عند فصل اعتماد الاقتصاد المحلي على النفط، بل يتخطّاه نحو قيادة العالم في اتّجاهات عدة، وهو ما نراه من خلال تصريحاته، التي اطّلعنا عليها في أوروبا، وكمّلت لدينا الصورة منذ الإعلان عن إنشاء مركز اعتدال لمكافحة التطرف والإرهاب، الأمر الذي لن يؤدي إلى منطقة آمنة وحسب، بل منطقة اقتصادية كبرى”، مؤكّدًا أنَّ “السعودية بإطلاقها مشروع نيوم، تغيّر بوصلة الاقتصاد العالمي، إلى المعرفي، ليكون قائمًا على الابتكار والتكنولوجيا، فضلًا عن كونه ذا مصداقية غير مسبوقة في عالم الاستثمار، ترتكز على شخصية محمد بن سلمان وثقل المملكة العربية السعودية في العالم سياسيًّا واقتصاديًّا، وهو ما يجعل كل مستثمر يسعى إلى التواجد في منطقة استثمارية اقتصادية واعدة، إلى الاستفادة منه”.

الدهشة لا تفارق المطّلع على تفاصيل نيوم:

وأضاف: “لا تفارقك الدهشة وأنت تقرأ عن مشروع نيوم، كأننا أمام واحدٍ من أفلام الخيال العلمي، فكل ما في المشروع غير مسبوق، كلفته فلكية، وسيدخل موسوعة جينيس من مداخل وأبواب عدة، خلاياه الضوئية أطول من سور الصين العظيم، والروبوتات أكثر من البشر في المشروع. شواطئ وجزر تمتد لأكثر من 460 كيلو مترًا، في منطقة خاصة على امتداد ثلاث دول، فهو ليس مشروعًا اقتصاديًّا متكاملًا فحسب، بل نمط حياة اقتصادية وثقافية واجتماعية”.

ولفت إلى أنَّ “بعض الخطوات والسياسات والإجراءات التي اتخذتها المملكة في غضون العامين أو الثلاثة أعوام الأخيرة، تجعلنا نفهم على نحو أفضل، سر التحوّل التاريخي الذي تعيشه المملكة، ومعه منطقة الشرق الأوسط، والعالم أجمع، عبر الانتقال من الدولة الريعية إلى اللبرالية الاقتصادية”.

تفاؤل بمشروع نيوم وفرص تنفيذه:

وأعرب فيلبون، في حديثه إلى “المواطن“، عن تفاؤله بمشروع نيوم وفرص تنفيذه، وتذليل العقبات التي تعترضه، فنحن أمام مجتمع شاب، أكثر من 70% من مواطنيه دون الثلاثين، وعشرات الألوف منهم درسوا في أهم الجامعات العالمية، كنتيجة لاعتماد سياسة الابتعاث للخارج؛ ما يجعلهم مؤهّلين لقيادة الثورة المعرفية التي يتحرّك نحوها الأمير محمد بن سلمان”.

وأبرز أنَّ “استغلال المملكة للمناطق الطبيعية المهملة منذ مئات السنين، سيفتح الباب أمام مستقبل جديد للمملكة بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، فمدينة نيوم ستضم جسر الملك سلمان، الذي سيربط المدينة مع مصر والأردن وحدود إفريقيا، فضلًا عن كون المشروع مركزًا لثورة صناعية رابعة، يكمل خطة المملكة الطموحة في تحقيق تحول سياسي واجتماعي، لتكون هذه الخطوة الجريئة مصدر إلهام جديد لجيل جديد من المدن الذكية، التي تعتمد على الطاقة النظيفة في المناطق الحضرية”.

تكامل مع مشروع البحر الأحمر:

وبيّن فيلبون أنَّ “مشروع نيوم، يتكامل مع مشروع البحر الأحمر السابق الإعلان عنه، ما يجعل المنطقة نقطة سياحية ساخنة، ويحوّلها إلى مركز تجاري إقليمي نابض بالحياة يجذب السياح ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم، لجعل المنطقة أكثر جاذبية على الصعيد الدولي، إذ يتمتع كل من مشروع نيوم ومنتجعات البحر الأحمر بإمكان تعزيز مكانة الحجاز الإقليمية والدولية، كوجهة سفر للسياح ورجال الأعمال على حد سواء. وضخ استثمارات كبيرة من خارج المملكة، وفتح باب الفرصة أمام مواجهة تراجع الناتج المحلي الإجمالي للبلد الغني بالنفط، عبر تشجيع الاستثمار المحلي”.

مشروع نيوم إثارة وزخم لرؤية السعودية 2030:

وأكّد الخبير الاقتصادي الفرنسي، الحاصل على جائزة بيرناسر لأفضل اقتصادي أوروبي تحت 40 عامًا، توماس فيلبون، في ختام حواره مع “المواطن“، أنَّ “المدينة حلم يضيف الإثارة والزخم لرؤية 2030، وعلى الرغم من أنَّ العقبات والصعوبات ستتحدى هذا المشروع، لكن شق المملكة طريقها إلى هذا المشروع ضروري، لحدوث التحول الثوري الذي تتطلع له السعودية”.