إعلاميو الشرقية يناقشون حلمهم بإطلاق معرض الشرقية للكتاب

الخميس ٤ يناير ٢٠١٨ الساعة ٩:٣٢ مساءً
إعلاميو الشرقية يناقشون حلمهم بإطلاق معرض الشرقية للكتاب

لماذا لم تشهد المنطقة الشرقية معرضًا للكتاب على مستوى دولي؟ ومَن المسؤول؟ أسئلة طرحها إعلاميو الشرقية، في الندوة الأسبوعية، في شأن غياب المنطقة الشرقية عن خارطة إقامة معرض للكتاب، على الرغم مما تتميز به المنطقة من نشاط ثقافي وأدبي، فضلًا عن التنوع السكاني في المنطقة.

وبيَّن إعلاميو الشرقية أنّه “تُعتبر مدينة الرياض وجدة والدمّام من أهم المدن في المملكة، بل هي الأقطاب الثلاثة التي تُشكّل قوة اقتصادية، وكذلك تشهد هذه المدن حراكًا ثقافيًّا مميزًا، ونموًا سكانيًّا كبيرًا”، لافتين إلى أنَّه “استقطبت مدينتي الرياض وجدة معارض ثقافيةً للكتاب، وتخلفت المنطقة الشرقية بكبرها عن هذا الحدث المهم”.

وعبَّر الإعلامي عبدالعزيز بوهميل، عن رأيه في شأن المناسبات الثقافية في المنطقة الشرقية، مستغربًا عدم وجود مناسبات كبرى تضاهي مهرجان الكتاب، مشيرًا إلى أنَّه “تم افتتح المبنى الجديد للنادي العلمي بالأحساء، الذي احتضن معرض الإعلام الإلكتروني، ولا أعلم لماذا لا يوجد حضور للجهات الرسمية المهتمة  بالكتاب والثقافة”.

ورأى بوهميل أنَّ “الأندية الأدبية بشكل عام غائبة عن هذا المشهد”، لافتًا إلى أنَّ “الندوات الشعرية والأدبية لا تكفي”، مضيفًا: “باعتقادي أنَّ معارض الكتاب مسؤولية تقع على عاتق الجهات الحكومية أولًا، ثم مساعدة الجهات الأخرى في المنطقة، مثل دور النشر، ثم الأدباء والكتّاب والإعلاميين، يجب أن يتشارك الجميع”.

وبدورها، رأت الإعلامية بدرية الجبر أنَّ “ثمة بوادرَ ثقافية تنهض”، مستدلة على ذلك بتدشين النادي الثقافي في صندوق الأمير سلطان، وقالت أيضًا: “الأندية الثقافية لا تحظى بالظهور الإعلامي، لا قبل انعقادها ولا حتى بعده، ومن الواجب أن يمثل كبار الكتّاب من المنطقة الشرقية الدعوة لاستضافة معرض الكتاب لدى الجهات المعنية والمسؤولة”.

وبيَّنت “الجبر” أنَّ “إقامة المعرض مطلب مهم، وكذلك المساواة بباقي المدن الكبرى، فليست الشرقية أقل شأنًا ثقافيًّا من الرياض وجدة. وهذا المطلب قيمته أنه يبرز ثقافة المنطقة”.

ومن جانبه، أكّد الإعلامي موسى آل مجرد، أنَّ الكثيرين مشتركون في عدم إقامة معرض الكتاب، ومنهم فرع وزارة الثقافة والفنون، وكُتاب المنطقة العالية أصواتهم، وحتى دور النشر ورجال الأعمال، وجزء يتحمله إعلام المنطقة، وبرأيي أن القراءة الإلكترونية، مُذ بدأت للآن وهي تتحرك بمساحة ضيقة، بل وتختفي أحيانًا أمام عظمة الكتاب الورقي”.

وفي السياق ذاته، قالت الإعلامية أحلام القحطاني: إنَّ “المنطقة الشرقية زاخرة بالكتّاب والمهتمين، والمفترض أن تكون المنطقة الشرقية من أهم محطات معرض الكتاب، ليس فقط من أجل كتابها؛ بل لأنها قريبة من دول الخليج، التي قد تثري المعرض بشكلٍ أو بآخر”.

وأشارت إلى أنَّ “المنطقة الشرقية -للأسف- مغيبة عن الكثير من الأنشطة، ليس فقط معرض الكتاب، ولا يوجد سبب ظاهر يبرر هذا الغياب، وإلا كنا استطعنا معالجة الأمر”، مبيّنة أنّه “قد يكون هناك عدم جدية في طرح هذه الرغبة من المخولين بذلك، وفي اعتقادي لو استضافت المنطقة معرض الكتاب سيكون هناك نقلة نوعية للمعرض برمته، لأن المنطقة متعطشة لمثل هذا الحدث على أرضها، ولأننا لا نقل ثقافة عن غيرنا من المناطق”.

وفي مداخلته خلال اللقاء، ذكر الإعلامي يوسف القضيب أنّه “كان للمنطقة الشرقية تجربة خجولة مع معارض الكتاب قبل سنوات، حين أقيم معرض بمعارض الظهران، أعلن عنه بأنه معرض للكتاب، ولكن فوجئ زواره بأنه مجرد معرض للقرطاسية ومستلزمات الطلاب والمدارس”.

ورأى الإعلامي محمد البكر أنَّ “الجميع يطالب بالطرق الحديثة في تنظيم المعارض وهي المعارض المتنقلة، أي التي تُنَظَّم في أكثر من منطقة”.

وعدَّد البكر الجهات التي يُمكن أن تُنظّم معارض للكتاب، مبيّنًا أنَّ منها: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، داعيًا إلى “دعم الأندية الأدبية بكفاءات ذات علاقة بشأن عمل الأندية، كذلك تخصيص زيارات للمدارس لتشجيع النشء على الاهتمام بذلك، والغالب من مصادر التعلم في المدارس لا تقوم بالعمل المطلوب منها، والمطلوب شراكة مع وزارة التعليم، وتبني وزارة الثقافة والإعلام المبادرات وتسهيل الشركات، تلك بعض الحلول التي تساهم في إقامة معارض تتميز بها المنطقة الشرقية، أو أنها تكون منطقة جاذبة بالإضافة لموقعها الجغرافي”.

واستبعد الإعلامي عبدالله عسيري الإقبال الكبير على معرض الكتاب في حال إقامته في المنطقة الشرقية، وعلَّل ذلك بقوله: “صبغة الشرقية منطقة سياحية وتكثر فيها المهرجانات والفعاليات، وبالتالي لن ينال معرض للكتاب الاهتمام الذي اعتاده الناس بمناسبات أخرى، ومعرض الكتاب من حيث الشكل ثقافي، ولكن له جانب استثماري، متمثل في دور النشر التي تبيع مئات الكتب، وبذلك تنظيم المعرض يبنى على جدوى اقتصادية بالدرجة الأولى”.

وفي شأن تنظيم معارض الكتاب، أوضح عسيري أنَّ “الرعاية بمفهومنا الصحافي تعني الممول، وإذا تبنت آرامكو السعودية رعاية تنظيم معرض للكتاب بالشرقية، فسنجد تدافع المنظمين؛ رغبةً في نيل التنظيم”.

وفي السياق ذاته، بيَّن الإعلامي ثروي المفلح أنَّ “هناك جانبًا مغيبًا في هيئة تطوير المنطقة الشرقية، ما هو دورها تجاه معرض الكتاب، وهو من ضمن اختصاصها”.

وشدّد الإعلامي فلاح الهاجري على أنَّ معرض الكتاب يُعَدّ مطلبًا مهمًا، لافتًا إلى أنَّ “الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الشرقية اختزلت برامجها وفعالياتها في الترفيه والتسوق، فالتوازن مطلوب في كل شيء، ولو وجدت إحصاءات عن عدد حضور معرض الكتاب بالرياض لوجدنا أنَّ أهل الشرقية يشكلون رقمًا لا يستهان به”، مبيّنًا في شأن إحلال الكتب الإلكترونية محل الورقية أنَّ “الكتاب الورقي ما زال هو الأقوى حضورًا حتى الآن والأكثر إقبالًا”.

وأكّد رسام الكاريكاتير، أيمن يعن الله، أنَّ “غياب إقامة معرض للكتاب في المنطقة الشرقية أدى لاستهداف دول الخليج للمهتمين بالقراءة”، مشيرًا إلى أنَّه “لو نلاحظ عدد زوار معارض الكتاب في البحرين لنجد أكثرهم من المنطقة الشرقية، وهذه المعارض تقام أصلًا لاستهداف القارئ السعودي، وهذا ما وصلني من المنظمين في معرض الأيام الثقافي للكتاب”.