غير مسرور.. مهلة من ترامب لبوتين 50 يومًا لوقف الحرب
القبض على مخالفَيْن لتهريبهم 17 كيلو قات في عسير
الزهور الموسمية في عسير تعزز جودة العسل وتحدد خصائصه الطبيعية
النفط يسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع
مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11213.59 نقطة
الفرق بين درجتي الحرارة الكبرى والصغرى ومتى تُقاسان
الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة غدًا
الغذاء والدواء تُعلِّق تسجيل مصنع أوروبي بعد رصد تجاوزات حرجة في التصنيع الدوائي
6,551 ميجاواط سعة مشاريع الطاقة المتجددة المُشغلّة حتى نهاية 2024م
إغلاق مطار لندن ساوثيند وإلغاء كل الرحلات بعد تحطم طائرة
قبل 88 عاماً، افتتحت المملكة رسميًا في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سفارتها لدى لندن عام 1930، لتبدأ صيغة العلاقات الرسمية بين البلدين منذ ذلك الوقت.
والآن وبعد كل هذه الحقبة الزمنية الطويلة، دشن ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (حفيد الملك المؤسس) فرصةً ملائمةً جداً للانتصار لهذه العلاقات الرسمية عبر إيقاع جديد من المصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية المشتركة، بما يُخرس أي محاولات لتعكير العلاقة التاريخية بين البلدين.
التاريخ يشهد باتفاق منذ 152 عاماً
والتاريخ يؤكد أن علاقة السعودية مع بريطانيا تتميز بقوة عمقها التاريخي واستقلالية السياسة الخارجية في التعامل مع تلك العلاقة.
ووثّق التاريخ أول اتفاق رسمي بين بريطانيا والدولة السعودية، كما هو مدون في دارة الملك عبدالعزيز، في عهد الإمام عبدالله بن فيصل في عام 1866 م (1283هـ)، عندما تبادل مع الحكومة البريطانية تفاهماً مكتوباً يحافظ على مصالح الطرفين.
كما تمثل اتفاقية دارين مع الحكومة البريطانية خلال العرب العالمية الأول في عام 1915، مؤشراً حقيقياً لانطلاقة العلاقات الجادة بين البلدين في عهد الملك عبدالعزيز.
ماي تعرف ما تريد
وعندما أعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن زيارة ولي العهد التي تبدأ غداً الأربعاء (7 مارس)، اهتم مكتبها بإبراز تصريحات رسمية لها عن العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الرياض ولندن، حيث قالت: “إن الشراكة بين المملكة المتحدة والسعودية تساعد بالفعل في جعل بلدينا أكثر أماناً، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية التي أنقذت حياة مواطنين بريطانيين، وأكثر ازدهاراً من خلال توفير آلاف فرص العمل في المملكة المتحدة، وفتح فرص هائلة للشركات البريطانية في السعودية. وزيارة ولي العهد تؤسس منصة لتعزيز هذه العلاقات”.
ولم تكتفِ ماي بذلك، فكانت أكثر وضوحاً وتعرف ما تريد، حينما قالت: “السعودية تمر الآن بمرحلة من التغيير، فقد شهدنا قرارات صدرت أخيراً للسماح للنساء بقيادة السيارات، اعتباراً من يونيو من العام الحالي، واستهداف أن تمثل المرأة السعودية ثلث نسبة القوى العاملة في المملكة بحلول 2030، والتوجه نحو تطوير قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة. وهذه جميعها قطاعات تعتبر المملكة المتحدة رائدة عالمياً فيها، وتتوافر فيها فرص جديدة للتعاون بين بلدينا”.
لغة الاقتصاد الأعلى نبرة
هذا هو التوجُّه الاستثماري المشترك الذي تسعى إليه بريطانيا، كما تسعى إليه السعودية، وهذه هي لغة المصالح الاقتصادية التي تسيطر على الكثير من المفاهيم السياسية والأمنية في العالم الآن بلا جدال، لأنها تمثل لغة الاقتصاد الأعلى نبرة دولياً في الوقت الراهن على الأقل.
لهذا قالت ماي، وهي تتحدث عن رؤيتها لبريطانيا العالمية، “إننا بلد منفتح على الخارج، ونعزز علاقاتنا في أنحاء العالم وندافع عن قيمنا، ولسنا منطوين على أنفسنا رافضين للتواصل مع الآخرين. وزيارة ولي العهد هي فرصة لفعل ذلك تحديداً لما هو في مصلحة شعبنا والشعب السعودي”.
ولا شك أن رؤيتها تلك المبنية على تاريخ بريطانيا الإمبراطوري القديم، لا بد أن تقف بكل تأنٍّ أمام “رؤية السعودية 2030″، واقترابها من كل من يريد التعاون معها بآفاق اقتصادية وسياسية وأمنية واضحة المعالم تبشر بالتعاون المشترك، حتى يتأكد الانتصار للعلاقات المشتركة بين البلدين بإيقاع أكثر تأثيراً وسخونة.
يُشار إلى أن زيارة ولي العهد لبريطانيا، مبنية على زيارة رئيسة الوزراء البريطانية إلى السعودية في الخريف الماضي، وهي إيذان ببدء حقبة جديدة من العلاقات الثنائية التي تركز على شراكة تحقق فوائد واسعة النطاق لكل البلدين.