الرقابة النووية تؤكد سلامة بيئة السعودية من أي تسربات إشعاعية
بوست مالون النجم الرئيس لحفل افتتاح كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 بالرياض
الطاقة الذرية: مفاعل أراك تضرر جراء الغارات الإسرائيلية
مسام يحقق إنجازًا كبيرًا بتطهير أكثر من 67 مليون متر وانتزاع أكثر من 500 ألف لغم في اليمن
ترامب سيتخذ قراره بشأن إيران خلال أسبوعين
اللواء المربع يقف على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في منفذ جديدة عرعر
أكثر من 67 ألف مستفيد من حفظ الأمتعة خلال موسم حج هذا العام
تعزيزًا للابتكار الصحي.. الصحة تطلق مسرعة لشركات التقنية الحيوية خلال مؤتمر BIO في بوسطن
شرط تسجيل المتزوجة من غير سعودي في حساب المواطن
مؤشرات التغير المناخي في مستوى غير مسبوق
ممن كان له أمام مشهد البيت قصّةٌ روحانيّةٌ، ومراجعاتٌ إنسانيّةٌ، المانسا موسى، إمبراطور دولة مالي، أغنى أغنياء الأرض في زمانه، الذي حجَّ عام ٧٢٤هـ/ ١٣٢٤م، ولكنه لم يدوّنها، وقد خصص هذا الحدث الكبير بالتأليف عام ١٩٧٥ الأستاذ إبراهيما بابا كاكي السنغالي، فيروي باستطرادٍ أدبي:” لقد دخل الإمبراطور البيت الحرام يوم الجمعة خامس ذي الحجة (٢٣ نوفمبر) وقام بطواف القدوم سبعة أشواط. ابتدأها من الحجر الأسود و سعى بين الصفا والمروة ثم حضر خطبة موسم الحج ويذكر الناس بما عليهم من واجبات المناسك.
ثم توجه مانسا إلى منى متبعا الخطوات نفسها التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قام بكل ما تفرضه عليه المناسك، منقطعا إلى الصلاة والعبادة والتوسل بين هذه الحشود الخاشعة الضارعة إلى رب الأكوان.
و من غير أن يتحدث كاكي عن الموقف يوم عرفة الذي كان يصادف الاثنين (٢٦ نوفمبر) ولا عن الخطيب ولا عن المزدلفة ورمي الجمرات، لأنها عبادات شخصية بين العبد ومولاه، يعود ليذكر أن الإمبراطور رجع إلى مكة ومعه شيخ سدنة الكعبة الذي كان مالكي المذهب، حيث يتفرغ للعبادة ويتفحص البيت الحرام، وهنا يذكر أن الكعبة كانت تكتسي رداء أسود يغلفها من سائر الجهات.
و تنص الإفادة على أن باب الكعبة كان “مصفحا بصفائح الفضة، بديع الصنعة، تعلوه عضادة من الذهب الخالص، وقد نقش على الباب بعض الآيات بالذهب الخالص كذلك”.
لقد اعتاد الإمبراطور كانكو موسى أن يجلس في الظلة على عقبيه يرتدي إحرامه الأبيض، إذ وجد نفسه في أعظم بيت مقدس عند المسلمين على وجه الأرض. كان يشعر بحالة روحانية لم يعشها في حياته، كان يتوسل و يتلو آيات من القران الكريم.
كان الإمبراطور كانكو موسى يقضي وقته في التأمل مستعرضًا حياته الماضية، هل كان يحكم بعدل وحكمة؟ وهل ارتكب ذنبًا أم اقترفَ جُرمًا دون علم؟ كم من قوم ظلمهم وهم لا يستحقون ذلك؟ كم من بريء لقي حتفه ف الحروب التي أمر بها؟ كيف يمكن التمييز بين هذا وذاك؟ كيف يمكنه أن ينسى موت والدته وقد كان هو سبب وفاتها من غير شعور؟ (ماتت والدته من نفاس). تحت ثقل الذكريات ضرب صدره بيده صائحا: الله!الله!الله! لماذا مكنتني من الحكم؟ وإذا كان حكمي جائرا فلماذا يسمح لي بأن أبقى على وجه الأرض؟
منذ هذا الوقت، وأول مرة في حياة الإمبراطور، قرّرَ أن يصبحَ رجُلا عاديًّا كسائر الناس، بلا سلطة ولا مسؤولية. كان يشعر باضطرابٍ داخلي كبير، و لم تعد إليه الطمأنينة إلا عندما يأخذ في الصلاة أمام الكعبة“
الكلُّ أمام عظمة البيت العتيق سواسية، كبيرهم وصغيرهم، حاكمهم ومحكومهم.. يكسوهم البياض، وتحدوهم رغبةٌ في نيل الغفران والرحمة من ربٍّ رحيم.