ننطلق بقفزات فلكية.. دلالات خطاب ولي العهد في تطوير الاقتصاد وقضية خاشقجي والعلاقة مع تركيا

الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً
ننطلق بقفزات فلكية.. دلالات خطاب ولي العهد في تطوير الاقتصاد وقضية خاشقجي والعلاقة مع تركيا

بدأت قاطرة البناء والتنمية والنهوض في المملكة، على يد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بطموح يعانق الثريا، وأمل في مستقبل وغد مشرق لبلاد الحرمين الشريفين، قبل المسلمين حول العالم، وركيزة الاستقرار الاقتصادي.

وجاءت كلمة ولي العهد في اليوم الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار، لتضع النقاط على الحروف، وترسم ملامح مستقبل الوطن، بل والمنطقة بأسرها لعقود قادمة.

 

لغة الأرقام:

وبقراءة سريعة في خطاب ولي العهد نجد أن لغة الأرقام وحدها كانت حاضرة بشكل فاعل، وتثبت التقدم الاقتصادي الذي حققته السعودية منذ اعتمادها برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية السعودية 2030، وأن أي شكوك حول برامج الإصلاح الاقتصادي لا تعتمد على معطيات صحيحة.

 

ودليل ذلك ما قاله ولي العهد بأن المملكة، تشهد نقلة اقتصادية نوعية تؤكدها الأرقام والإحصائيات التي تعكس ارتفاع كافة مؤشرات التنمية.

وقال ولي العهد خلال مشاركته في جلسة نقاشية مشتركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بحضور ولي عهد البحرين ورئيس وزراء لبنان المكلف: إن المملكة اتخذت خطوات كبيرة جدًّا في تطوير الاقتصاد السعودي، مضيفًا أن إيراداتنا غير النفطية تضاعفت ٣ مرات، مشيرًا إلى أن لغة الأرقام لا تكذب، وهي توضح أين كنا وإلى أين سنصل إن شاء الله.

إذن كان التحدي الأكبر أمام المملكة هو تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على مورد واحد فقط من موارد الاقتصاد ألا وهو النفط، وهو ما تحقق على أرض الواقع، من خلال الاستثمارات في مجالات متنوعة الكهرباء والتكنولوجيا والإسكان في المملكة وفي خارج المملكة، استثمارات تقدر بمليارات الدولارات.

قضية خاشقجي وأسس العدالة:

وتطرق ولي العهد في حديثه إلى القضية التي تشغل بال الكثيرين، وهي قضية وفاة الكاتب والإعلامي جمال خاشقجي، حيث أرسى ولي العهد أسس العدالة، مؤكدًا أن المملكة عازمة على تقديم كافة المتورطين في قضية خاشقجي إلى العدالة، التي ستظهر في النهاية.

 

وأكد ولي العهد أن هناك شعورًا بالألم والأسى على وفاة مواطننا جمال خاشقجي، مضيفًا أن المملكة تقوم باتخاذ كل الإجراءات القانونية للتحقيق واكتمال التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول لنتائج وتقديم المذنبين للمحاكمة وأخذ العقاب الرادع.

العلاقة مع تركيا:

كما تطرق الأمير محمد بن سلمان للعلاقة مع تركيا بعد هذا الحادث الأليم، مؤكدًا أن العلاقة بين البلدين قوية وستستمر، مشددًا على أهمية العلاقات التي تربط بين السعودية وتركيا، وأن العلاقة القوية ستستمر في ظل وجود الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان في السعودية والرئيس أردوغان.

 

وقطع ولي العهد الطريق على المؤامرات والفتن التي تستهدف التأثير على هذه العلاقة التاريخية بين الرياض وأنقرة بقوله: “لن يستطيع أحد التأثير سلبًا على العلاقات بين البلدين”.

كما تطرق ولي العهد إلى مشاريع إعادة هيكلة القطاعات المرتبطة بالأمن الوطني لتواكب ما هي عليه القطاعات الاقتصادية، وهو تأكيد على مضي السعودية في مسيرة الإصلاح والتحديث ورفع كفاءة أجهزة الدولة كافة.

إصلاحات تتوالى:

وقال ولي العهد: إن الإصلاحات الأخيرة “أثبتت بالأرقام تضاعف الأداء في عدة مجالات خاصة ميزانية الدولة”.

وقال الأمير محمد بن سلمان: “نجد أن الميزانية الحالية هي الأكبر بتاريخ السعودية، وفي العام المقبل ستقر أول ميزانية بأكثر من تريليون ريال سعودي”.

 

وأضاف: “كما نجد أن نسبة الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي تتزايد ونسبة الإنفاق على الرواتب تنخفض، فقبل ثلاثة أعوام كانت نسبة الرواتب 50% من الميزانية، ونتوقع العام المقبل أن تصبح هذه النسبة 45% مع المحافظة على زيادة التوظيف، وكان هذا تحديًا بأن تقل نسبة الإنفاق ويتضاعف التوظيف”.

وعبر عن اعتقاده بأن “تتحسن أرقام البطالة في السعودية بدءًا من العام المقبل حتى تصل إلى 7% بحلول العام 2030”.

 

صندوق الاستثمارات:

وعن صندوق الاستثمارات العامة قال الأمير محمد بن سلمان: إنه كان “قبل 3 سنوات بحجم 150 مليار دولار والعام الحالي وصل إلى 300 مليار دولار ونتوقع نهاية العام الحالي الاقتراب من 400 مليار دولار، وهو هدف كنا نخطط له بحلول 2020 لكنه يتحقق في بداية 2019، وقد نصل في 2020 إلى 500 أو 600 مليار دولار وصولًا إلى 2 تريليون دولار في 2030”.

 

وأشار ولي العهد السعودي إلى تقدم مرتبة المملكة العربية السعودية إلى الرتبة 39 من 140 دولة على مؤشر التنافسية العالمي الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي.

 

كما أشار إلى النجاحات المتحققة في “إصلاح الجانب الثقافي والترفيه، وهناك قفزات فلكية في السنوات الثلاث الماضية وهذا الشيء سوف يستمر؛ لأننا نعيش بين شعب جبّار وعظيم، فقط هم يضعون هدفًا ويحققونه بكل سهولة، لا أعتقد بوجود تحديات أمام الشعب السعودي العظيم”.

نمضي بعزم وإصلاح مستمر:

وقال الأمير محمد بن سلمان: “كل مشاريعنا ماضية بعزم والإصلاح مستمر، وحربنا على التطرف وحربنا على الإرهاب مستمرة، وخطط تطويرنا للاقتصاد السعودي مستمرة، مهما حاولوا كبح جهودنا لن نتوقف”.

 

وأضاف: “لقد حققنا قفزة في معدلات النمو الاقتصادي التي باتت تعدل كثيرًا لأربع أو خمس مرات هذا العام بسبب الإنجازات المتلاحقة على مستوى الميزانية والمشاريع والتوظيف والإنفاق العام”.

وختامًا نؤكد على أن التنمية أساس استقرار المنطقة والمملكة وبقية دول المنطقة تتجه إلى نموذج تنموي يصل بالشرق الأوسط ليكون في صدارة دول العالم كما أكد سمو ولي العهد.