قلعة بخروش.. قصة ملحمة وصمود ضد الغزو العثماني للدولة السعودية الأولى

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٩:٠٦ مساءً
قلعة بخروش.. قصة ملحمة وصمود ضد الغزو العثماني للدولة السعودية الأولى

قلعة بخروش تقف بشموخ تحكي ملحمة بطولية سجلها القائد بخروش ضد الغزاة العثمانيين وذلك إبان الدولة السعودية الأولى، جاء ذلك في ندوة لرئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر الأستاذ حسن الزهراني.

وجمعت الكلمة بين بهاء الشعر وروعة السرد فكان أبيات وطنية تفيض بالحب الصادق لوطن العزة والشموخ المملكة العربية السعودية وأشار بأن الوطنية الحقة هي التضحية والبذل والعطاء ويسجل التاريخ في صفحاته النقية أحد أبرز القادة الأفذاذ وهو الأمير والقائد بخروش بن علاس الزهراني الذي اتفق المؤرخون على بطولته الفريدة.

بعد ذلك تحدث مدير الأمسية الأستاذ على بن يحيى أبو القرون مدير تحرير صحيفة المدينة عن تاريخ عظيم وسجل بطولي رائع ليتساءل عمن غيّب هذا التاريخ المجيد ردحًا من الزمن عن هذا الفارس المغوار بخروش بن علاس الذي سطر ملاحم بطولية تبقى محفورة في صفحات التاريخ مشيدًا بتضمين بطولة هذا الفارس في المقررات الدراسية ، ليبدأ الأستاذ محمد جبران في الحديث عن الذكاء الفطري في اختيار موقع القلعة لتشيد في قمة الجبل تحفها مناطق انحدارية من ثلاث جهات لتكون قلعة المراقبة في الجهة الرابعة مبينًا اختيار الأسلوب البنائي الدائري في وضع القلاع الخمس التي تربطها مباني حجرية في وضع محكم إذ يتحمل أبناء الدائري قذائف المدفعيات التي كان يستخدمها الغزاة العثمانيين بقيادة محمد علي باشا وأعطى جبران فصلًا متميزًا من سيرة هذا القائد.


ثم بعد ذلك انتقلت دفة الحديث للمؤرخ الأستاذ محمد زياد الزهراني الذي أصدر كتابًا تحت عنوان (الثائر الفتاك في حرب الأتراك) ليعطي ملمحًا رائعًا عن أسلوب القائد في الحروب والانقضاض والدفاع والتراجع وقال إنه لم يكتسب ذلك من مدارس عسكرية بل جاء بذكاء فطري وقدم زياد جوانب مضيئة من حياة القائد بخروش مستشهدًا بأقوال عدد من المؤرخين إذ اتفقوا على وصفه بالمحارب الشجاع واستعراض بعض الرسائل بينه وبين محمد علي باشا إذ استهجن بخروش الجنود العثمانيين بأنهم غير قادرين على مواجهة شجعان جيش بخروش.

ثم تحدث المؤرخ الأستاذ سعد الكاموخ عن الفترة الاجتماعية والسياسية والدينية في عهد القائد بخروش والعلاقة مع أمراء الدولة السعودية التي امتدت لتشمل رقعة واسعة من الجزيرة العربية وأجزاء من العراق والشام وأبان بأن القائد بخروش كان يدافع عن مبادي يؤمن بها وهي عدم الرضوخ لظلم الغزاة العثمانيين وأسهب في الحديث عن الأسلوب الحربي الذي يعتمد على الحروب النفسية وبالفعل حقق نجاحًا على الغزاة وفروا هاربين من أحد المنحدرات الجبلية لتكون نتائجها هزيمتهم وطردهم والاستيلاء على الغنائم، ليتناول المؤرخ علي سدران الأسلوب السياسي والعسكري للقائد بخروش معطيًا شواهد على الإقدام والشجاعة رغم عدم توفر الأسلحة المتطورة مثلما كان يمتلكها الغزاة ونوه لبعض الأخطاء التي وقع فيها عدد من المؤرخين حول معركة بسل مشيدًا بالدور البطولي للقائد بخروش وجنوده وجاءت في أعقاب الندوة مداخلات تؤكد الدور البطولي للقائد بخروش.

وعلى هامش الندوة تجول الحاضرون في طرقات ومنازل وقلاع بخروش والتي مازالت واقفة بشموخ وتحتاج إلى التفاتة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإعادة ترميم القلعة والمنازل الحجرية المجاورة لتبقى مزارًا تاريخيًا يذكر الأجيال بالبطولات التي قام بها أجدادهم، وفي الختام كرم محافظ القرى ورئيس النادي المشاركين والشركاء.