بعد مقتل البغدادي.. ماذا تبقى من خطر داعش؟

الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ١١:٣١ صباحاً
بعد مقتل البغدادي.. ماذا تبقى من خطر داعش؟

بعد مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، ماذا تبقى من خطر التنظيم الإرهابي الأعنف في العالم؟، ربما يدور هذا السؤال بقوة داخل أروقة السياسة والمجتمع على حد سواء في كل دول العالم، ويبدو بالفعل أن عملية قتل البغدادي لم تبدد نهائياً قلقاً من عودة التنظيم مجدداً.

المتابعون، أكدوا أن مقتل أبو بكر البغدادي في غارة أميركية يمثل ضربة جديدة للجماعة المتشددة التي سيطرت يوماً على مساحة كبيرة من أراضي سوريا والعراق، لكن التنظيم ما زال يمثل مع أيديولوجيته خطراً، وأول أسباب القلق ما أكدته التقارير بشأن أن البغدادي قبل شهرين رشح خليفة له.

مساعد البغدادي أمير محمد سعيد عبدالرحمن محمد المولى الملقب “عبد الله قرداش” المرشح لزعامة التنظيم في العراق، وإدارة أحوال وشؤون التنظيم، يبدو أنه سيحاول الرد على الحديث حول نهاية التنظيم وفناء قوته، خاصة أن التنظيم بدأ يظهر ضعفه بعمليات هزيلة على غرار حرب العصابات وعمليات انتحارية.

وتؤكد التقارير أن التنظيم الإرهابي الخطير لا يزال مصدر تهديد أمني في العديد من الدول منها العراق، حيث لجأ أفراده إلى أساليب حرب العصابات رغم مرور عامين على هزيمة التنظيم على أيدي قوات تدعمها الولايات المتحدة.

مقاتلون نشطون في العراق.. وخلايا نائمة في سوريا

ويقول المراقبون إنه رغم أن الخلايا تعمل في الغالب في مناطق ريفية وتحرق محاصيل وتبتز المزارعين في العراق، إلا أنها تعمد أحياناً إلى تفجير سيارات مفخخة، وكذلك بحسب حديث وزارة الدفاع الأميركية في يناير، فإن التنظيم يعود في العراق أسرع منه في سوريا. وقدر محللون في وقت سابق من العام الماضي أن 2000 مقاتل نشط من داعش يعملون الآن في العراق.

بينما يتضح الخطر التنظيمي لداعش في سوريا، على ضوء سلسلة من الانتكاسات العسكرية الشديدة توارى التنظيم في الظلال، وراح يشن تفجيرات انتحارية وينصب كمائن. ونفذ تفجيرات في مدن وبلدات شمال البلاد في السنة الأخيرة كما استهدف القوات الأميركية.

وكان هذا الخطر واضحا في حديث الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، خلال هذا الشهر بإعلانه سحب قواته من شمال شرقي سوريا الأمر الذي فتح الباب أمام تركيا لشن هجوم يستهدف المقاتلين الأكراد قرب حدودها.

تقلص في مصر ونواة جديدة في نيجيريا

أما عن شبح التنظيم في مصر، فلم تشهد البلاد هجمات ضخمة خلال العام الأخير، ولكن حوادث على نطاق أصغر.

ويشن الجيش حملة ضد المتشددين في شبه جزيرة سيناء بصفة أساسية. ويقول الجيش إنه قتل عدة مئات من المتشددين منذ شن حملة ضخمة في فبراير شباط 2018 لدحر المقاتلين المرتبطين بتنظيم داعش في سيناء.

بينما على الصعيد اليمني، أعلن مقاتلو التنظيم إنشاء فرع بالبلاد في أواخر 2014، لكنه واجه مقاومة شديدة من الفرع المحلي للقاعدة – تنظيم القاعدة في جزيرة العرب – ووقعت اشتباكات بين التنظيمين ولاسيما في محافظة البيضاء بجنوب اليمن.

ويقول خبراء إن داعش لم يسيطر مطلقاً على أراض. ويعتقدون أن تنظيم القاعدة الأقدم والذي له اتصالات أعمق بالقبائل يشكل تهديداً أكبر في اليمن الذي تمزقه المليشيات الحوثية.

ويبدو الخطر في نيجيريا، بتكون نواة جديدة حيث انشق قسم عن جماعة بوكو حرام في 2016 وبايع تنظيم داعش.

وركز التنظيم في غرب إفريقيا على مهاجمة القواعد العسكرية خلال العام الماضي. وأصبح القوة المسلحة المهيمنة في المنطقة.