12 يومًا إجازة في الشهر تساوي إنتاجًا أكبر.. شركات عالمية تؤكد نجاح التجربة

الثلاثاء ٥ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٥:٥٥ مساءً
12 يومًا إجازة في الشهر تساوي إنتاجًا أكبر.. شركات عالمية تؤكد نجاح التجربة

تحت عنوان، تحدي الحياة العملية، قدمت شركة مايكروسوفت برنامجًا جديًا، يتحدى الأنظمة الروتينية التقليدية في العمل، فبحسب بيان صدر عن عملاق التكنولوجيا الأمريكية، قالت إن اتباع سياسة 4 أيام عمل فقط أدى إلى إنتاجية أكبر.

الأرقام تتحدث:

منحت الشركة 3 أيام إجازة لجميع العاملين بها، وجاءت النتائج غير متوقعة، إذ إن معدلات الإنتاج ارتفعت 40 % مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

النقطة الأخرى أن المديرين حثوا الموظفين على تقليل الوقت الذي يقضونه في الاجتماعات والرد على رسائل البريد الإلكتروني، بحيث لا تستمر الاجتماعات أكثر من 30 دقيقة.

أبلغ الموظفون الذين يعملون في فرع الشركة باليابان، وعددهم 2280، أنهم تأثروا إيجابيًا بالإجراءات الجديدة.

مايكروسوفت ليست الأولى:

كانت تجربة أسبوع العمل لمدة أربعة أيام، في إحدى الشركات في نيوزيلندا، تتعامل مع الصناديق الائتمانية، ناجحة جدًا، وأبلغ رئيسها أنه سيجعلها دائمة.

استمرت تجربة تلك الشركة، 8 أسابيع، وعدد الموظفين 240 موظفًا في 16 مكتبًا في جميع أنحاء البلاد، وقال “أندرو بارنز”، الرئيس التنفيذي لشركة Perpetual Guardian، إنه قدم توصية إلى مجلس الإدارة لمواصلة السياسة بعد أن كشفت النتائج عن زيادة هائلة في رضا الموظفين مع عدم حدوث انخفاض في الإنتاجية.

وقال: “ما رأيناه هو زيادة هائلة في المشاركة، ورضا الموظفين عن العمل الذي يقومون به، وزيادة هائلة في نية الموظفين لمواصلة العمل مع الشركة، ولم نشهد أي انخفاض في الإنتاجية”.

تجربة حكومية:

في عام 2008، بدأ جميع موظفي حكومة ولاية يوتا، العمل لمدة عشر ساعات من الاثنين إلى الخميس، وإغلاق مكاتب حكومة الولاية يوم الجمعة، ووفرت الدولة تكاليف التشغيل مثل الكهرباء والتدفئة وبنزين السيارات المملوكة للدولة، لكنها أنهت التجربة عام 2011، بسبب تشريعات حكومية.

غوغل وأمازون:

تمت هذه التجربة نفسها في شركات مثل Amazon وGoogle وDeloitte في عدد من البلدان مثل اليابان والولايات المتحدة.

طبقت التجربة، المدارس العامة في هاواي في 2010، الخدمة المدنية في غامبيا في 2013، شركة تكنولوجيا في رومانيا في 2016، محكمة غارديان في نيوزيلندا في 2015، جامعة أوكلاند للتكنولوجيا، في كل ذلك أبلغ المسؤولون عن: زيادة الإنتاجية، زيادة مشاركة الموظفين، انخفاض مستويات إجهاد الموظفين، تحسين التوازن بين العمل والحياة، انخفاض التكاليف.

الإحصاءات تؤكد:

أظهرت الأبحاث أن العمل لساعات أقل قد يؤدي إلى زيادة إنتاجيتك، ألمانيا على سبيل المثال، لديها أقصر ساعات العمل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلا أنها في أولى المراتب بين أعلى مستويات الإنتاجية.

العامل الألماني أكثر إنتاجية بنسبة 27 % من البريطاني الذي يعمل 1676 ساعة في السنة.

توفير الشركة:

في بيان مايكروسوفت، أعلنت الشركة أنها وفرت من مواردها مثل الكهرباء، وفي حين أنها لم تذكر أرقامًا دقيقة من هذه الجهة، إلا أن الشركة النيوزلندية أعلنتها، وكانت أرقام التوفير كالتالي:

العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع، وفرت 20% من النفقات العامة المتغيرة مثل استهلاك الكهرباء، وتفصيلًا:

الكهرباء: 1600 دولار

اللوازم المكتبية: 4000 دولار

التنظيف: 9600 دولار

المجموع: 15200 دولار

وكلما كانت الامتيازات أكثر، كلما كان التأثير أكبر، مثلًا شركة توفر نقل 100 موظف للعمل، ستخفض تكاليفها خمس تكاليفها سنويًا، وبتطبيق ذلك على شركة أمريكية، فهذا يعني توفير متوسط 48 ألف دولار في السنة، وبالمثل في توفير الوجبات للموظفين.

ويأتي ذلك دون الحديث عن إمكانية تخفيض رواتب العاملين، أو تخييرهم، كما في تجربة أمازون، حيث رأت أن النساء المعيلات اخترن 3 أيام إجازة، وتخفيض رواتبهن، وهو ما ساهم في توفير نفقات الشركة، وبالتالي إيرادات أعلى.

الحفاظ على صحة العاملين:

تواجه اليابان مشكلات حادة للغاية، وضعت لها مصطلحًا وهو (كاروشي)، أي الموت الناجم عن الاكتئاب أو الإجهاد الشديد بسبب العمل، وانتحر موظف في شركة الإعلانات اليابانية العملاقة Dentsu بسبب العمل لفترات إضافية طويلة، وبعد ذلك بعامين، توفي مراسل في إحدى محطات البث اليابانية بعد أن عمل 159 ساعة عمل إضافية في الشهر قبل الوفاة.

أظهرت الدلائل أيضًا أن الإرهاق يؤدي إلى فقد ما يُقدر بـ 12.5 مليون يوم عمل؛ بسبب توتر وقلق واكتئاب الموظفين، و44 % من الحالات كان السبب هو عبء العمل.