قد يكون غير مهم للشخص السليم

طبيب باطنة : التحليل الشامل مصطلح تجاري هدفه استنزاف المرضى

الأربعاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٤:١٦ مساءً
طبيب باطنة : التحليل الشامل مصطلح تجاري هدفه استنزاف المرضى
المواطن - دلال العمري - الرياض

الفحوصات الطبية التي تجريها المختبرات تساعد الأطباء في تشخيص الحالات المرضية، لكن في بعض الحالات تتجاوز هذه الفحوصات الغرض منها وتتحول إلى تجارة أو طريقة للتربح من وراء المريض من خلال التحليل الشامل في حالات لا تحتاج له بحجة الاطمئنان على صحة المريض.

التحليل الشامل واستنزاف المرضى

وتعليقًا على ذلك قال ‫د. عبدالله الذيابي طبيب الباطنة والجهاز الهضمي بمدينه الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، لصحيفة “المواطن” إن مصطلح التحليل الشامل هو مصطلحٌ تجاري تسويقي، تُروجُ له المختبراتُ الطبية لتحقيقِ الربحِ المادي والعبث بجيب المستهلك، فهذا الإجراء لا يمتُّ للممارسةِ الطبية المعتمدة على البرهان بأي صلة، كما بين أن الفحوصات التي ينبغي الحرص على إجرائها هي الفحوصات الوقائية، والتي تختلف حسب عمر المريض وعوامل الخطورة كالسمنة وزيادة الوزن والتاريخ المرضي الشخصي والعائلي للفرد، وتتنوع ما بين فحوصات دم وأشعات ومناظير، وغيرها من التحاليل التي لا تُروجُ لها المختبراتُ التجارية.

وهم التسمية

وأضاف أن التحليل الشامل مصطلح يُوهم الفرد بأنها تحليل لجميع أمراض الجسم من خلل في وظائف الأعضاء، وأورام، وأملاح، وفيتامينات، ومعادن، وهرمونات وغيرها، بينما هي في الحقيقة تحاليلُ شائعة تُعمل عادةً للمرضى، وقد تكون غير مهمة للشخص السليم.

وأكد على أن ضرر التحاليل الشاملة يتعدّى الخسارة المادية، فنتائج هذه التحاليل قد تكون إيجابيةً بشكلٍ خاطئ، مما يُنتجُ عنه ضرر نفسي وقلق الإصابة بالمرض، والحاجة لعمل تحاليل أكثر مما يؤدي لخسائر مادية أكبر، كما أن كون نتيجة التحليل طبيعية فهذا لا يستبعد وجود مشكلات صحية.

ولفت إلى أنَّ قراءة نتيجة التحليل تختلف من حالة شخص إلى آخر، خُصوصًا في حال وجودِ أمراضٍ مزمنة وتناول الأدوية، بينما لو طُلبت هذه التحاليل تحتَ إشرافٍ طبي فبإذن الله سيكون الطبيب قادرًا على تحديد مدى دقة التحليل، وإذا كان الشخصُ في حاجة لإجراء تحاليل أكثر أم لا، وماهي التحاليل الكافية واللازمة لاستبعاد مشكلة صحية محدودة.

وأوضح أن البعض قد يجري تحليلًا شاملًا دون الرجوع إلى طبيب، ويكتشف إصابته بمرض معين، وهذه التجربة لا يمكن تعميمُها على الجميع، ففي ذلك هدرٌ مالي كبير دون فائدة لدى الأغلبية.

التحاليل والفحوصات الوقائية

وأشار إلى أن التحاليل والفحوصات الوقائية الموصّى بها للأشخاص السليمين متعددة، أبرزها: قياس ضغط الدم سنويًا، بدءًا من عمر 40 سنة للذين يُعانون من سمنة أو زيادة وزن، وبدءًا من عمر 18 سنة للجميع، ويعاد قياس الضغط كل 3-5 سنوات، وتحاليل داء السكري بدءًا من عمر 45 سنة، وقبل هذا العمر لدى من يُعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ويعاد التحليل كل 3 سنوات على الأقل إذا كان طبيعيًا، بحسبِ جمعيةِ السكري الأمريكية.

ومن الفحوصات الوقائية أيضًا: فحوصات الزواج والتقديم للوظائف، وفحص سرطان الثدي من عمر 50، وفحص سرطان عنق الرحم لدى النساء من عمر 21 -65 سنة، كل 3-5 سنوات، وفحص فيروس الكبد بي للحوامل، ولفئة معينة من المدخنين أشعةٌ مقطعية لسرطان الرئة، بدءًا من عمر 55 سنة، وأشعة صوتية للشريان الأورطي مرة واحدة بعد عمر 65 سنة.

الكشف المبكر للسرطان

وأضاف أن فحوصات الكشف المبكر لسرطان القولون يُنصح بها بدءًا من عمر 45 سنة، أو قبل عمر 45 سنة، في حال كانت احتمالية الإصابة بالسرطان مرتفعة بسببِ وجود تاريخ عائلي، لافتًا إلى أن التحاليل المستخدَمة متعددة، وهي: منظار القولون الكامل (يُعمل كل 10 سنوات)، التنظير السيني المرن أو أشعة القولون المقطعية (كل 5 سنوات)، وثلاثة اختبارات للبراز: الاختبار المناعي الكيمائي (سنويًا)، فحص الدم الخفي (سنويًا)، وأخيرًا فحص الحمض النووي (كل 3 سنوات).

فحص مستوى فيتامين د

وأوضح أنه لا ينصح بفحص مستوى فيتامين د لدى الأشخاص السليمين الذين لا يعانون من أي أعراض، إذ لا توجد جمعية طبية عالمية معتمدة توصى بذلك، وفيما يتعلق بالفحص المبكر لسرطان البروستات، فيمكن إجراء تحليل PSA من عمر 55-69 بعد مناقشة الفوائد والمخاطر مع طبيب مختص، بحسب جمعية المسالك البولية الأمريكية، وآراء الجمعيات الطبية مختلفة في هذا الموضوع.

أهمية تحليل الدم

تحليل الدم هو عملية يتم فيها إجراء تحليل معملي على عينة من الدم ويتم أخذها عادةً من وريد في الذراع باستخدام حقنة أو عن طريق وخز الإصبع بإبرة.

وتستخدم تحاليل الدم لتحديد الحالة الفسيولوجية والبيوكيميائية للمريض، مثل اكتشاف الإصابة بأي مرض والمحتوى المعدني في الجسم وفعالية الأدوية والأداء الوظيفي للأعضاء.

إقرأ المزيد