كل جمعة.. تشغيل مترو الرياض من الساعة 8 صباحًا وحتى 12 منتصف الليل
معالجة الاعتراضات على المخالفات البلدية خلال 15 يومًا عبر منصة الاعتراضات الموحدة
القبض على مخالف نقل 8 مخالفين لنظام أمن الحدود في جازان
بدء تطبيق أحكام نظام التأمينات الاجتماعية المعلن عنها سابقًا ابتداءً من يوم غد
الأسهم الأوروبية تتراجع مع نهاية يونيو
إصدار أكثر من 190 ألف تأشيرة عمرة منذ انطلاق الموسم
13 وظيفة شاغرة في الهيئة الملكية بمحافظة العلا
وظائف شاغرة لدى شركة المراعي
وظائف شاغرة بـ شركة الاتصالات السعودية
نزاهة تباشر 18 قضية جنائية متورط فيها موظفين ورجال أمن متهمين بالرشاوى والفساد
أكد الكاتب سعود كاتب، أن تسليع جسد المرأة في الإعلام العربي عمومًا ليس بالأمر الجديد، وهو بكل تأكيد ليس جديدًا أيضًا في الإعلام الغربي، وأن أستاذته في أمريكا وصفت هذه الممارسة بأنها غير أخلاقية مهنيًّا، وتنتقص من مكانة المرأة وفكرها وكرامتها.
جاء ذلك خلال مقال نشره سعود كاتب عبر صحيفة “المدينة” اليوم الأربعاء، تحت عنوان: تسليع المرأة في الإعلام، وجاء في نص المقال ما يلي:
عملتُ في بداية حياتي الوظيفية في شركة توزيع مطبوعات تتولى توزيع مجموعة من أشهر الصحف والمجلات العربية، ومن ضمنها مجلة أسبوعية خليجية معروفة كانت تباع في المملكة كميات ضخمة أضعاف ما تبيعه في البلد الذي تصدر منه.. وكانت المجلة قبل صدور كل عدد، ترسل لشركة التوزيع ثلاثة أغلفة مقترحة يحمل كل منها صورة امرأة، لتقوم إدارة التسويق باختيار الصورة الأكثر إغراءً وجاذبية، حيث كانت مبيعات العدد تزداد بشكل ملحوظ كلما زادت الصورة إثارة وفتنة.
والواقع أن مطبوعات أخرى كانت تلجأ لهذا الأسلوب، ومنها إحدى الصحف الخليجية اليومية ذات المحتوى السياسي البحت، والتي كانت تنشر يوميًّا على صفحتها الأخيرة صورة ملونة مثيرة لامرأة، دون حتى تعليق مصاحب.
ما سبق يوضح بأن تسليع جسد المرأة في الإعلام العربي عمومًا ليس بالأمر الجديد، وهو بكل تأكيد ليس جديدًا أيضًا في الإعلام الغربي، وقد سنحت لي فرصة المقارنة بينهما عن قرب بعد تركي العمل في شركة التوزيع، وانتقالي للعمل والدراسة في العاصمة الأمريكية واشنطن والتي امتدت طوال فترة التسعينيات، وكان أول ما سمعته هناك حول هذا الموضوع من قبل إحدى أساتذتي في الجامعة ضمن مادة أخلاقيات الإعلام، حيث وصفت الأستاذة هذه الممارسة بأنها غير أخلاقية مهنيًّا، وتنتقص من مكانة المرأة وفكرها وكرامتها.
وبالرغم من أن هذه الممارسة ظلت موجودة حتى اليوم في الإعلام والإعلان الغربي، إلا أنها كانت- ولا تزال- تواجه بمقاومة ورفض من قبل المؤسسات التعليمية والمنظمات الحقوقية، والمجموعات النسوية، بل وحتى بمواجهات قانونية تعتبرها عنصرية ومنحازة ضد المرأة نفسها.
واستمر هذا الرفض في الغرب حتى بعد ظهور وانتشار الإنترنت، ثم شبكات التواصل.. بعكس الحال عربيًّا، حيث كانت تلك الممارسة تنمو وتزداد بسرعة كبيرة، وكأنما جسد المرأة وجمالها لدى العرب هو كنز جديد تم اكتشافه، والتهافت لاستغلاله تسويقيًّا بأقصى قدر ممكن.
أتساءل مثلًا بهذا الصدد، كيف يمكن- مهنيًّا وأخلاقيًّا وقانونيًّا- تفسير ملاحظة كون جميع مذيعات بعض القنوات الإخبارية بمواصفات شكلية واحدة محددة؟ أليس انتقاء المتقدمات وفقًا للون أو الوزن أو العمر أو (الجمال) عمومًا، تمييزًا يمنعه القانون، ناهيك عن عدم أخلاقية ومهنية ذلك. مع ملاحظة الضعف الواضح لبعض المذيعات في اللغة والتقديم، والمبالغة في المكياج، وتحويل أستوديوهات الأخبار بشكل متكلف إلى مدرجات لعرض الأزياء والجَمَال.. وأكرر بأن كل ذلك في قنوات إخبارية متخصصة. والأمر لا يقل سوءًا في الإعلانات والدعايات، بل وحتى في بعض المطاعم والمقاهي والمتاجر التي توظف فتيات بمواصفات وأزياء محددة، لا عمل لهن سوى استقبال وتوزيع الابتسامات على الزبائن. والأسوأ من كل هذا وذاك تهافت شركات الإعلانات على مشهورات شبكات التواصل ذوات المحتوى الهابط تحديدًا، وتحويلهن إلى نجوم ورموز.
دعونا ختامًا نتفق بأن هذا الأمر لا علاقة له من قريب أو بعيد بتمكين المرأة وحقوقها وكفاءتها، بل هو استغلال لها، وانتقاص من قيمتها وفكرها وكرامتها.