رياح شديدة على حائل حتى المساء
لقطات لآثار احتراق العتاد وكميات الأسلحة الإماراتية المهربة عبر ميناء المكلا بعد الضربة السعودية
يضم 40 محلًا.. أمين القصيم يُدشن مشروع تطوير سوق الجردة في بريدة
مستشفى الولادة والأطفال ببريدة يُجري جراحة دقيقة لإطالة عظم الفخذ لطفل
مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة بشأن الاعتراف الإسرائيلي بـ أرض الصومال
السعودية تأسف لما قامت به الإمارات من ضغط على المجلس الانتقالي للقيام بعمليات عسكرية على حدود المملكة
اكتشاف إستراتيجية جديدة لعلاج سرطانات الدم النادرة دون الإضرار بالمناعة
تراجع أسعار النفط بعد ارتفاعها أكثر من 2%
توقعات الطقس اليوم: رياح وغبار وأمطار على عدة مناطق
العليمي يعلن إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات ويطالبها بخروج قواتها من اليمن خلال 24 ساعة
قال الكاتب والإعلامي أحمد عجب إن الدراسة الحضورية برمضان، أشبه ما تكون بالقشة، كونها لا تتجاوز ثلاث ساعات، لكن هذه الحمولة الخفيفة تُحدث أثراً كبيراً ليس بذاتها فقط بل لأنها جاءت بعد تراكم أحداث كثيرة.
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “المدينة”، بعنوان “دراسة تقصم الظهر!”: أنه بخلاف أن الفائدة المرجوة منها شبه محدودة، وما تعطي أبداً حق (القومة) المبكرة (الثامنة صباحاً)، ولا حق كوي وتبديل الملابس، ولا حق تسريحة الشعر وعقد الظفيرة، ولا حق المشاوير الصعبة بالذهاب للمدرسة والرجوع وسط الظهيرة!!
وتابع الكاتب أن الجيل الحالي لا يعتمد على متانة زنده بقدر ما يعتمد على رجاحة عقله، وقد ربوا وترعرعوا على الأيباد والأجهزة الذكية، وأرى أنه من الحصافة استغلال مواهبهم العبقرية في (التعليم عن بعد).. وإلى نص المقال:
كلنا يعرف المثل الشعبي (القشة التي قصمت ظهر البعير)، لكن الكثيرين ربما لا يعرفون تفاصيل الحكاية التي تعود إليها، وهي: أن رجلاً كان لديه جمل ضخم (بعير) فأراد أن يسافر لبلد بعيد، فجعل يحمل متاعًا كثيرًا فوق ظهر ذلك الجمل، حتى كوم فوق ظهره ما يحمله أربعة جمال، فبدأ الجمل يهتز وبدأ الناس يصرخون بوجه صاحب الجمل: يكفي ما حملت عليه، لكنه لم يهتم لاستنكارهم، بل أخذ حزمة من القش فجعله فوق ظهر البعير، وقال هذه خفيفة وآخر المتاع، فما كان من الجمل إلا أن سقط أرضًا، فتعجب بعض الناس الذين التحقوا بهم وقالوا: قشة قصمت ظهر البعير!!
لذا فإن أقرب مثل ينطبق على حال أبنائنا الطلبة اليوم، هو (القشة التي قصمت ظهر البعير)، وهم يتحملون عناء: الدراسة ثلاثة فصول، الاختبارات الدورية والفصلية، حرارة الطقس، التقلبات المناخية، الأمراض الموسمية، والزحام الشديد بالشوارع والفصول الدراسية، ومع ازدياد حملهم بأيام رمضان الفضيلة، تضع الجهة التعليمية فوقهم قشة الدراسة الحضورية، فتنقصم ظهورهم، ظاهريًا بفعل الدراسة، وواقعياً لعدم قدرتهم على تحمل التراكمات العديدة!!
نعم، الدراسة الحضورية برمضان، أشبه ما تكون بالقشة، كونها لا تتجاوز ثلاثة ساعات، لكن هذه الحمولة الخفيفة تحدث أثراً كبيراً ليس بذاتها فقط بل لأنها جاءت بعد تراكم أحداث كثيرة، بخلاف أن الفائدة المرجوة منها شبه محدودة، وما تعطي أبداً حق (القومة) المبكرة (الثامنة صباحاً)، ولا حق كوي وتبديل الملابس، ولا حق تسريحة الشعر وعقد الظفيرة، ولا حق المشاوير الصعبة بالذهاب للمدرسة والرجوع وسط الظهيرة!!
إنني لا أقلل من تعجب (بعض الناس) وهم يرددون: أننا درسنا لسنوات طويلة برمضان وتحملنا المشاق والصعاب وتخرج خلالها عدة أجيال، لكنني أود التنوية: أن الجيل الحالي لا يعتمد على متانة زنده بقدر ما يعتمد على رجاحة عقله، وقد ربوا وترعرعوا على الأيباد والأجهزة الذكية، وأرى أنه من الحصافة استغلال مواهبهم العبقرية في (التعليم عن بعد)، بدلاً من تكريس مفاهيم تعليمية قديمة لا يمكن لعقولهم المتحضرة التأقلم معها!!
قد أعذر على مضض صاحب الجمل حين لم يلتفت لصراخ الناس وهم يطالبونه بالاكتفاء بما حمله وحين حكم عناده وجهله وزاد القشة، لكن كيف يمكنني أن أعذر منارة التعليم، وهي لا تلتفت لآراء الأهالي والمثقفين، وهم يطالبونها بتخفيف الحمل عن أجساد أبنائنا الضعيفة، بجعل الدراسة عن بعد في رمضان، منها مراعاة لمشقة الصيام، ومنها تأصيراً لتوجه الحكومة بالاعتماد الكلي على المعاملات الرقمية، وهو ما سيدعم قافلة التعليم لمواصلة رحلتها البعيدة نحو المستقبل المشرق، ويمنع عنها قشة (الدراسة الحضورية التي قصمت ظهور الطلبة)!!