جامعة المجمعة: الدراسة عن بعد.. غدًا
تعليم القصيم: الدراسة عن بعد عبر منصة مدرستي.. غدًا
الذهب يرتفع 1% والفضة تتجاوز 66 دولارًا
الصحة العالمية: مقتل 1600 شخص في هجمات على المرافق الصحية بالسودان
ارتفاع أسعار النفط عالميًا
الأمير عبدالعزيز بن سعود يفتتح مؤتمر أبشر 2025
سلمان للإغاثة يدشّن مشروع توزيع 267 طنًا من التمور في السودان
طريف تسجل أقل درجة حرارة في المملكة
الهيئة الملكية لمدينة الرياض تعلن نتائج القرعة الإلكترونية لمنصة التوازن العقاري
محمد بن سلمان يعزي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ جابر مبارك الصباح
روى الصحفي السوداني خالد عبدالكريم، بكلمات مؤثرة، قصة مأساوية حدثت له، إذ عثر بالصدفة على جثة صديقه التي ظلت قابعة داخل عربته الملقاة بقارعة الطريق لأيام.
وما زاد الأمر مأساوية، أن أصدقاءه عجزوا عن الوصول إليه ونجدته بسبب شدة القصف الجنوني المُخيف وتطاير الرصاص كالمطر والقذائف العمياء الطائشة ودوي الدانات والراجمات وكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وقال عبدالكريم إن صديقه هو مجاهد علي عبد الرحمن، أحد مواطني حي النصر بمدينة كوستي بالنيل الأبيض، ويقيم بالخرطوم 2، برفقة بعض أبناء مدينة كوستي، بعدما قدم إلى الخرطوم كغيره سعيًا وراء الرزق الحلال قبل أعوام عديدة، قائلاً: يوم السبت 15 أبريل داهمت مجاهد الحرب بغتة، مثلما فعلت بملايين الناس بالسودان، وأجبر اشتداد القصف المخيف مجاهد ورفاقه على التزام شقتهم السكنية بلا حراك، مع معاناتهم المضاعفة بسبب سكنهم على مرمى حجر من مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم.

وتبعا لذلك، ظل مجاهد ورفاقه لا يبارحون أماكنهم نهائيا ليومين متتاليين، وفي اليوم المشؤوم استغل الراحل بوادر هدوء نسبي للخروج بعربته سعيًا لتأمين مؤونتهم، لكن أصابته رصاصات غادرة.
وفي المقابل، استبد القلق برفاق مجاهد وخرجوا للبحث عنه، وبعد مضي ثلاثة أيام من البحث رأوا عربته لكن قسوة القصف منعتهم من الوصول إليه، وظلوا في هذا العذاب حتى تمكنوا أخيرًا من الوصول للعربة، وصُدموا عندما وجدوا جثته قد بدأت في التحلل.

مجاهد لم يكن وحده، فحوله وجدت العشرات من جثث الضحايا من العسكريين والمدنيين داخل العربات أو ملقاة بالعراء على قارعة الطريق، وتظل قصته واحدة من مئات القصص والحكايات المأساوية لضحايا الاقتتال الدائر بين الجيش والدعم السريع، الذين لاتزال جثثهم ملقاة بالمستشفيات أو بالطرقات أو تحت الأنقاض، بمناطق شتى بالعاصمة الخرطوم.