مخزون وطني تتوارثه الأجيال

التراث السعودي في رؤية 2030.. مصدر فخر ودخل قومي

الأربعاء ٩ أغسطس ٢٠٢٣ الساعة ١:١٦ مساءً
التراث السعودي في رؤية 2030.. مصدر فخر ودخل قومي
المواطن - خاص

لم يكن غريبًا على هيئة التراث السعودي أن تعزز من برامج المحافظة على التراث الوطني بجميع أنواعه، هذه البرامج كانت كثيرة ومتنوعة، كان آخرها تفعيل مشروع إستراتيجية التراث الحديث، الذي يُعنى بالمحافظة على معالم التراث المعماري الحديث ذات الأهمية.

 

تراث ثقافي ضخم

وتحتفظ السعودية بتراث ثقافي ضخم، يعكس عُمق التاريخ الوطني، وتأثيره في تاريخ الجزيرة العربية، وهو ما دفع الجهات المعنية في البلاد للعمل الممنهج، من أجل المحافظة على هذا التراث من التشويه أو الضياع، إيمانًا من ولاة الأمر بأن التراث جزء لا يتجزأ من هوية المملكة، ويبعث على الفخر بين المواطنين، كما أنه يعتبر مخزونًا وطنيًّا تتوارثه الأجيال.

وتؤمن السعودية بأن التراث العمراني يعتبر من ثقافة وهوية المدن والمجتمعات، وهو مفهوم يتضمن العناصر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والعمرانية، وزاد هذا الاهتمام خلال السنوات الأخيرة وفق آليات وطنية، ترى أن التراث مورد دخل مهم، إذا تم الاهتمام به بالطريقة المناسبة.

ذاكرة الأمة

ويمكن تعريف مفهوم التراث العمراني بأنه الجانب المادي من التراث الحضاري، ويمثل ذاكرة الأمة بكل ما فيها من أحداث تمت على مر التاريخ، وتأثرت بالظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية، ويعكس عمق التفاعل الإيجابي للإنسان مع البيئة المحيطة.

ولطالما أدركت رؤية 2030 أهمية التراث الوطني، وأهمية تطويره والمحافظة عليه بشتى السبل، من أجل استثماره في صورة مشاريع تعود فائدتها على الوطن والمواطن، ومن هنا زاد حجم الاهتمام بالتراث الوطني، بجميع أنواعه.

مواقع في قائمة التراث العالمي

وخطت المملكة خطوات كبيرة ومهمة من أجل الكشف والحفاظ على تراثها الثقافي، من خلال دور هيئة التراث بالمملكة، التابعة لوزارة الثقافة المسؤولة عن إدارة التراث الثقافي، سواء المادي أو اللامادي.

ونجحت الهيئة في تسجيل مواقع أثرية على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، بالإضافة إلى مواقع أخرى في سبيلها إلى الضم ضمن مواقع التراث العالمي.

ولم ينحصر دور الهيئة على الحفاظ فقط على ما تملكه من آثار، بل أيضًا إعادة آثار المملكة المسروقة عبر قنواتها المتعددة في استعادة آلاف القطع التي خرجت بشكل غير شرعي من البلاد.

إعادة تأهيل وتجديد المواقع التراثية

وأتت الرؤية الطموحة لترسخ وتعزز مفهوم الحفاظ على التراث العمراني، ونقله للأجيال القادمة، وتشجيع الاستثمار فيه من مشروعات إعادة تأهيل وتجديد وتطوير مواقع التراث الوطني، وتفعيل دور واقتراح خطط وإستراتيجيات وتشريعات التراث المستدام وكيفية الحفاظ عليه وعرض مستوياته وتوثيقه ودراسة التطور التاريخي له، ومن أهم المبادرات في هذا المجال- برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة-.

اهتمام بالتراث العمراني

ونظرًا لما تشهده السعودية من اهتمام واضح في التراث العمراني الوطني، الذي يعد جزءًا أساسيًّا من الهوية والثقافية وضرورة تعزيز الوعي بأهمية التراث وقيمته، ويعد الدور الثقافي الحيوي للتراث العمراني والحضري أكثر أهمية من أي وقت مضى، كونه ماضيًا سابقًا وحاضرًا نعيشه ومستقبلًا للأجيال القادمة.

وزير السياحة أبواب السعودية مفتوحة للعالم للتعرف على تراثها وثقافتها 

تعزيز القيم الإسلامية

وفي ضوء الأهداف الإستراتيجية لرؤية السعودية 2030 يأتي الهدف العام- تعزيز القيم الإسلامية وتعزيز الهوية الوطنية-، والهدف التفصيلي- المحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به-.

ويسعى الُبعد الثامن في برنامج التحول الوطني 2020- تطوير القطاع السياحي والتراث الوطني- إلى تسويق المملكة كوجهة سياحية إقليميًّا وعالميًّا من خلال تطوير بنية تحتية متقدمة وإعداد الأنظمة والتشريعات اللازمة، وبناء القدرات المؤسسية، ما يسهم في خلق فرص وظيفية متنوعة وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد العام للمملكة.

مورد ثقافي وسياحي

كما يُعنى البعد بالتراث الإسلامي والعربي والوطني من خلال إحيائه والمحافظة عليه والتعريف به وتصنيفه وتسجيله ضمن قائمة المواقع التراثية المعترف بها عالميًّا، وتظهر أهمية التراث العمراني والمحافظة عليه كمورد اقتصادي وسياحي وأساس لتنمية المجتمع المحلي والمحافظة على الثقافة المحلية والهوية العمرانية.

إقرأ المزيد