من تحذير الوزير إلى حزم هيئة الإعلام.. لا مكان للإسفاف والابتذال

الأحد ٢١ سبتمبر ٢٠٢٥ الساعة ٥:٢٠ مساءً
من تحذير الوزير إلى حزم هيئة الإعلام.. لا مكان للإسفاف والابتذال
بقلم: محمد الشهري

حين أكد وزير الإعلام سلمان الدوسري، في حواره مع الزميل عبدالله المديفر، أن مسؤولية ضبط المشهد الإعلامي لا تقع على عاتق الدولة والجهات التنظيمية فحسب، بل تشمل وعي المجتمع واختياراته فيما يتابعه ويمنحه الشهرة، كان يضع إصبعه على جوهر القضية. فمتابعة المشاهير والمؤثرين وأصحاب المحتوى الهابط والمبتذل ليست فعلًا عابرًا، بل هي مشاركة في رسم صورة المجتمع.

الإعلام ليس للتسلية ولا مساحة للسطحية، بل هو رسالة وطنية تعكس صورة المملكة. وما يُنشر عبر المنصات الرقمية اليوم يحدد كيف يرانا الآخرون، ولهذا فإن أي محتوى هابط أو مبتذل لا يسيء إلى صاحبه وحده، بل يشكّل صورة لمجتمع بأكمله. وما يقدمه بعض من يُسمَّون بـ”مشاهير الفلس” من تفاخر أجوف بالمال، أو إثارة للنعرات القبلية والعنصرية، أو ظهور مبتذل، لا يمثل المواطن السعودي ولا يعكس وعيه، بل يشوّه الحقيقة ويختزل وطننا العظيم في نماذج سطحية.

وهنا جاء دور هيئة تنظيم الإعلام بحزمها، لتضع ضوابط واضحة تؤكد أن الحرية لا تعني الانفلات، وأن الترفيه لا يبرر الإسفاف. وهي بذلك أعادت ضبط المشهد عبر المنصات مثل “سناب شات” و”تيك توك”، ورسمت خطًا فاصلًا: لا مكان للابتذال على حساب صورة السعودية ووعي شعبها.

إن المملكة تمتلك من الإعلاميين والمؤثرين وكتّاب الرأي والمبدعين ما يغنيها عن هذه النماذج السطحية، وهم القادرون على نقل صورة الوطن والمجتمع الحقيقية: مجتمع واعٍ، طموحه عنان السماء راسخ القيم.

والمجتمع السعودي بأكمله يرفض هذه التفاهات، وهو بلا شك شريك فاعل مع هيئة تنظيم الإعلام في مواجهتها، عبر وعي المتابعين ورفضهم للمحتوى الهابط. فالمملكة أكبر من أن تُختزل في عبث عابر أو باحث عن شهرة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني