أجمل عنوان.. كأس العالم جابوه عيال سلمان

السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٨:٤٤ مساءً
أجمل عنوان.. كأس العالم جابوه عيال سلمان

عصر هذا اليوم ظَهَرَ القمر وتجلى في غير عادته ووقته في سماء السويد، وامتد ضياؤه لنا في السعودية وأضفى علينا بنوره بعد فوز منتخبنا الوطني لذوي القدرات الخارقة بكأس العالم (للإعاقة الذهنية) إيناس ليتوجوا للمرة الرابعة على التوالي، والذي يمتلكونه قبل أن يبدأ بدورته الحالية للأبد، بقيادة المدير الفني الدكتور عبدالعزيز الخالد الذي خلد اسمه بماء الذهب، ملبين ومنفذين ومحققين آمال والدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان مجدد رياضتنا وداعم شبابها، والذي طالبهم بذلك قبل مغادرتهم أرض الوطن ومقدرين لدعم وجهود رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل شيخ، فلبوا النداء وجلبوا كل معاني الشرف والفخر لوطننا العزيز، وهم فرحون بما حققوه من انتصارات متتالية على منافسيهم، مؤكدين على عزمهم مواجهة كل التحديات والعقبات التي واجهتم، ليتجاوزوها بتضافر جهودهم، وإرادتهم القوية.

ومن هنا، فإننا نبارك للقيادة السعودية والقيادة الرياضية وللشعب السعودي بهذا الفوز المستحق من رجال عرفوا قدرهم وإمكاناتهم الخفية، كما نهنئ الشعب الخليجي والوطن العربي بأسره على هذا الانتصار الذي سيظل خالدًا في سماء المملكة إلى ما شاء الله فلقد حققتم أيها الأبطال ما لم يستطع الأصحاء تحقيقه ونلتم من التقدير والاحترام ما يعجز ذوو الإمكانيات والصحة عن نيله!

لقد كنتم عصر اليوم كالصقور تحلق فوق قمم الجبال، مُلقنين من تجاهلوكم درسًا لن ينسوه أبدًا فهنيئًا لكم فوزكم بالكأس، وهنيئًا لنا فرحتنا التي ملأت أراضي السعودية بأسرها، بهذا المنتخب وهذا النصر الذي لا يضاهيه نصر، وهذا المجد الذي ما بعده مجد.

لقد أعاد منتخبنا الوطني لذوي القدرات الخارقة لنا نغمة الفوز بالبطولات والفرحة بتحقيق الإنجازات، بعد أن أنسانا إياها ذوو القدرات الضعيفة وأعني منتخب المحترفين الذين يأخذون الملايين وهم عن تحقيق بطولاتٍ لوطنهم عاجزين، بل لا أبالغ إن قلنا إنّ بعضهم في سبيل ذلك كانوا متخاذلين، فكم من سنوات مرت على شعبنا السعودي محرومًا من فرحة الفوز بالبطولات، خائبًا أمله وظنه بمنتخب يصرف عليه ما الله به عليم! ومع ذلك غير قادر على تحقيق أدنى ما حققه أحبابنا ورافعي رؤوسنا بالسويد، فكم من السنوات حرمونا هؤلاء الأصحاء عن سماع تلك الأغنية التي تقول:

جاءكم الإعصار ماشي يعيقه

منتخبنا اليوم وخر عن طريقه

هذا الأخضر لا لعب.. جهزوا كاس الذهب

اذكر الله وشوف وأنسى الحذر والخوف

ما يعرف الخوف من هذا طريقه

جاءكم الإعصار ماشي يعيقه

حتى ظهر لنا منتخب القدرات الخارقة وهؤلاء الأبطال الذين منذ 16 سنة وهم يداوون جراحنا ويرسمون البسمة على شفانا بعد الخذلان والخيبة التي يسببها لنا أصحاب العقود وتجّار المشاعر الذين يتاجرون بمشاعرنا عام بعد عام.

وها هو الوقت قد حان لنرد لهم بعضًا مما قدموه لنا ولذلك فمن الواجب علينا أن نستقبل المنتخب عند عودته في المطار بالترحاب والتهنئة لنمنحهم دفعات معنوية باسم شعبنا السعودي، وباسم وطننا العربي.

كما نناشد القيادات السعودية بدءًا من خادم الحرمين الشريفين ومرورًا بولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس هيئة الرياضة تركي آل شيخ، وجميع المهتمين بالشؤون الرياضية في بلدنا المعطاء بتكريم المنتخب الوطني الحبيب لذوي القدرات الخارقة وذوي الشرف والمجد، كما نتوجه بطلب إلى أمراء المناطق في كافة أنحاء المملكة بدعوة هؤلاء الأبطال لزيارة المناطق وعمل حفل تكريمي لهم ودعوة جميع رجال الأعمال وكبريات الشركات والبنوك لتكريمهم بالمكافآت المالية المجزية وليس بدروع خشبية لا تسمن ولا تغني من جوع، ونتمنى ألاّ يكون مصير هؤلاء وإنجازهم مصير ما سبقهم من زملائهم السابقين وبعض الحاليين والذين حققوا البطولات الثلاث السابقة ولم يجدوا إلّا الجحود والنكران إلّا من قلة من أصحاب الضمير، بل إن بعض الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال أخذ الشو على حسابهم وبالمجان حيث تبرع البعض بمبالغ أمام الإعلام ولم يستلم هؤلاء الأبطال شيء منها!

فهؤلاء الرجال يكفيهم من التجاهل وعدم المبالاة بإنجازاتهم ما لحق بأقرانهم السابقين، ولقد أن الأوان لمد يد العون لهم وتحفيزهم وتكريمهم على ما حققوه.. وأخيرًا فإننا نتوجه إلى الإعلام بضرورة تتبع ماذا سيحصل لهذا المنتخب، وفي حال كان هناك تقصير في تكريمهم يجب تسليط الأضواء على ذلك وانتقاد كل من يقصّر اتجاههم.

خاتمةً: شكرًا جزيلًا لكل من شارك في هذا الإنجاز من الأجهزة الفنية والإدارية والطبية واللاعبين فردًا فردًا وللمسؤولين عن البعثة بدءًا من رئيس اللجنة البارالمبية السعودية أحمد المقيرن ورئيس بعثة المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة المدير التنفيذي للجنة البارالمبية السعودية رافد القضيب، وإداري البعثة عبدالمحسن المعيوف ونهاية بكل أفراد البعثة، وشكرًا لكل من دعم وشجع هذا المنتخب، وشكرًا لكل من أعطاهم حقهم في التقدير والاهتمام، وشكرًا مقدمًا لكل من سيكرمهم أو سيسعى لتكريمهم ماليًّا ومعنويًّا.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عبده عسيري

    مقال يستحق القراءة في فيئة تستحق الدعم

  • شافي الوسري

    صورة مع التحية لمسيري الرياضة ورجال الأعمال و المجتمع وتسلم اناملك على هذه الجواهر من الكلمات يالمري

  • طلال الجهني

    فعلا منتحب يشرف . ويستاهلون الملايين مثل غبرهم .
    الله يرفع عنهم

  • د . نورة المري

    اهنيء الصحيفة بإنضمام كاتب كبير لها يملك الجراءة ويحس بمعاناة هولاء وغيرهم