التعليم تعلن بدء التقديم على مقاعد الابتعاث في مستشفيات الشاريتيه بألمانيا
جامعة الأميرة نورة تفتح التسجيل في معسكر “تحدي قطاع التجزئة للجيل القادم”
السعودية تتقدم في مؤشر أداء الأجهزة الإحصائية SPI
تكليف نجلاء العمر متحدثًا رسميًا لديوان المظالم
ضبط مخالف لنظام البيئة بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية
هلال شهر رجب يزيّن سماء السعودية والوطن العربي
“السجل العقاري” يبدأ تسجيل 533,672 قطعة عقارية في 4 مناطق
هجوم احتيالي يستهدف حسابات واتساب
المرور يطرح مزاد اللوحات المُميزة عبر أبشر
هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم فعاليات معرض جدة للكتاب 2025
سعدت وتشرفت قبل سنوات بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية آنذاك رحمه الله لمنزلي، وكنت حينها مستشاراً في مكتب سموه، وهذه عادة سموه تلبية الدعوة، فمع أنه قائد قوي شجاع صارم، لكنه شخصية صفتها التواضع والكرم بأخلاقه ونبله، وحرصه على التواصل مع شعبه وكان رحمه الله عطوفاً مع موظفيه وقريباً منهم.
وبعد موافقته رحمه الله على الزيارة وجهت الدعوة لعدد من الشخصيات كالعلماء والمسؤولين والأكاديميين ورؤساء التحرير والكُتَّاب ورجال الأعمال وغيرهم.

ثم تحدثت مع سموه في إمكانية دعوة شخصيات غردت خارج السرب حينها فوافق قائلاً رحمه الله (كلهم أبناء الوطن بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبوها، وليس لدي تحفظ على أي مواطن). والحقيقة أنني كنت حريص على دعوة شخصيات لها حضورها ومكانتها وكان منهم الشيخ الدكتور عائض القرني.
وفعلا تواصلت معه ودعوته ورحّب وحضر المناسبة.
وأتذكر أن الأمير كعادته وجّه كلمة في بداية المناسبة ثم استمع إلى أسئلة الحضور وأجاب عليها بأريحيته المعهودة، وحكمته الرائدة، ووطنيته الحقة.
وكان حواراً رائعاً استمتع به الجميع واستفادوا وأخذ الحديث وقتاً طويلاً ثم توجه الجميع إلى تناول طعام العشاء.
وحسب التصميم الداخلي بالمنزل، فإن مائدة الطعام قد صُممت على شكل مجموعات لخمسة وستة أشخاص، وجلس على طاولة سمو الأمير نايف رحمه الله، معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل شيخ رئيس مجلس الشورى، وكان حينها وزيراً للعدل، ومعالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم، والشيخ الكاتب والمفكر زين العابدين الركابي رحمهما الله، وفضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني.
وتحولت طاولة الأمير إلى حوارات عامة، ثم تحولت إلى طرائف وأحاديث، فيها الكثير من البساطة والظرف والأنس.

والأمير رحمه الله بعادته يُطيل الجلوس على طاولة الطعام ليرفع الحرج عن الآخرين، وكان الحضور يتابعون حديث الأمير واستئناسه بجلسائه، ومشاركات الدكتور عائض وبلاغته وظُرفه، وما أعطاه الله من ملكة التأثير والحديث واختياره للجميل من القصص والمواقف الطريفة المناسبة؛ مما جعل الأمير يزيد في وقت الجلوس مستمتعاً بالدكتور عائض والبقية. وقد أطال الأمير المكوث للحديث المتنوع واستماع جلسائه.
وبعدها غادر سُموه بعد أن التقط الصور التذكارية مع الحضور، ومنهم عدد من رجال العلم والفكر والأعمال وكذلك أقاربي الذين كانوا سعيدين بهذه المناسبة.
وبقي سموه رحمه الله يذكر هذا اللقاء والمناسبة وأجواءها، ويثني على الدكتور عائض، وأنه صادق في وطنيته وتراجعه عن أفكاره السابقة.
وأعتقد أن هذا اللقاء الأول للأمير مع الدكتور عائض بعد الأزمة التي حدثت.
وبعدها استمر التواصل بيني وبين الدكتور عائض ونحمل لبعضينا كل الاحترام والتقدير، ونتواصل إلكترونياً، وكان آخر لقاء به قبل أشهر في أبها.
رحم الله الأمير نايف وبارك الله في جهود الدكتور عائض، وموقفه الوطني الأخير المشرف وصراحته في الحديث واعتذاره لأهله ومواطنيه عن آثار الأفكار الحزبية ثم صراحته بالحديث عن الدولة المختطفة في قطر التي يديرها الحرس الثوري الإيراني وحزب الإخوان الغادرين وعضو الكنيست الإسرائيلي بشارة، وكيف عرضوا عليه المال لمهاجمة وطنه وما تعرض له من فتنة في هذا الأمر.
وبحمد الله فهو يمارس أنشطته العلمية والفكرية والاجتماعية والإنسانية والوطنية والاقتصادية ويقدم محاضراته ودروسه وندواته وبرامجه ونتابعه حالياً وقت الإفطار في قناة روتانا خليجية، وكل ذلك تحت مظلة وطن الدين والتوحيد والعدل والطموح والرؤية في عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله.
